الصفحة الأساسية > إلى الأمام > نوفمبر 2010
لا للتمديد، لا للتوريث
30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010

أخذت وتيرة حملة "المناشدات" لبن علي للترشح لانتخابات 2014 تتكثف في المدة الأخيرة حيث لم تعد مقتصرة على بعض "العرائض" التي تضم "شخصيات" من الأوساط الاقتصادية والثقافية وغيرها بل أخذت منذ بداية السنة السياسية تتوسع وتتخذ طابعا شاملا فلا يكاد يمر يوم إلا وتوجه هذه المنظمة أو المؤسسة أو الندوة أو تلك نداء لبن علي "لمواصلة قيادة تونس والترشح لانتخابات 2014ّ" بل وصل الأمر بـ"الوفد الشبابي التونسي" المشارك في الافتتاح الرسمي للسنة الدولية للشباب أن يختم تدخله من أعلى منبر الأمم المتحدة بمناشدة بن علي بالترشح لانتخابات 2014!! محاولا بذلك أن يغالط الرأي العام الدولي بأن الجنرال/الرئيس مدى الحياة يحظى بتأييد الشباب التونسي وأن مواصلته التربع على رأس السلطة مطلب من مطالب الشباب.

إن هذه المسرحية التي أتاها "الوفد الشبابي التونسي" والتي تم إعدادها من قبل أجهزة "النظام الحاكم" (على عكس ما يدعيه بأنها "تلقائية") لن تنجح في تزييف الواقع ولا في تجميل الدكتاتورية القبيح، فعلاوة على أن ذلك الوفد لا يمثل البتة الشباب التونسي بل تم انتقاؤه من قبل جهاز الحكم والحزب الدستوري شأنه في ذلك شأن "برلمان الشباب" والذي لم يراع في اختيار أعضائه إجراء انتخابات ولو صورية ! فإن واقع الشباب التونسي المتردي على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية أصبح معلوما من قبل الجميع وخاصة من قبل الشباب التونسي نفسه الذي يعرف جيدا أن من لا يعيش في "النعيم" الذي يدعيه بن علي وأجهزة حكمه بل يتخبط في مشاكل وآفات حادة ومزمنة من بطالة وتهميش وتفقير ويعاني ويلات القمع المسلط عليه في المدرسة والجامعة والعمل (إن وجد(! والشارع وحتى الملاعب الرياضية ويدرك تمام الإدراك أن المسؤول الأول عن هذه الأوضاع هو بن علي ونظامه الاستبدادي وخياراته السياسية والاقتصادية الموجهة لخدمة مصالح العائلات المافيوزية ورؤوس الأموال المرتبطة بالدوائر الأجنبية لا لخدمة مصالح الشعب التونسي وشبابه.

إن هذا الواقع المتعفن لن تنجح هذه المسرحيات الممجوجة المدبرة في أروقة النظام في تزييفه. وإن الحل ليس في مواصلة بن علي رئاسة تونس في 2014، بل على العكس تماما يقتضي إسقاط النظام وتعويضه بنظام ديمقراطي وطني وشعبي يستمد شرعيته وأهدافه من خدمة مصالح الشعب التونسي السياسية والاقتصادية والشعبية ويوفر له ولشبابه أسباب الحرية والانعتاق من التبعية والازدهار والعدالة.

إن الانتصار لمصالح الشعب والشباب التونسي والنضال من أجل التغيير الديمقراطي على أنقاض نظام الاستبداد والاستغلال الحاكم يقتضي بصورة مباشرة رفض التمديد لبن علي وتوريث الحكم لأحد عناصر الفريق الحاكم وعائلاته بأي شكل من الأشكال رفضا واضحا وقاطعا والتصدي له بكل جرأة وتماسك وصلابة حيث لا يمكن لأي كان ولأي طرف سياسي أو اجتماعي أو مدني أن يدعي الديمقراطية أن يرفض التمديد والتوريث رفضا لا لبس فيه وأن يناضل بالملموس من أجل التصدي له.

إن الشباب التونسي يعرف حقيقة واقعه المرتدي ومسؤولية بن علي ونظامه في الأزمات التي يعيشها، وقد بيّن ذلك من خلال مشاركته التحركات الجماهيرية الهامة (الحوض المنجمي، الصخيرة، جبنيانة، بن قردان...) عن استعدادات هامة للنضال وعن تطلعات كبيرة نحو التغيير. ومن مسؤولية القوى الشبابية الثورية والديمقراطية المناضلة أن تتحمل مسؤوليّاتها نحو هموم الشباب وتطلعاته وأن تعمل على التوحّد حول برنامج شبابي للتغيير الديمقراطي والشعبي يكون على رأس مهامه التصدي للتمديد والتوريث والالتحام بجماهير الشباب بكل صدق وإخلاص واستعداد للنضال والتضحية.

إن الشباب قوة أساسية في أي حركة تغيير اجتماعي وسياسي. وشبابنا التونسي ليس أقل شأنا من غيره في بقية بلدان العالم التي تهبّ شعوبها في هذه الفترة بالملايين للنضال من أجل قوتها وكرامتها وحريتها والتصدي لأبشع الأنظمة الرأسمالية والدكتاتروية. وشبابنا التونسي قادر متى توفر له برنامج التغيير والأطر التنظيمية التي تعمل من أجله أن يقلب موازين القوى الحالية وأن يعصف بالدكتاتورية وبأباطرة القمع والنهب والاستغلال... ولا بد للقيد أن ينكسر.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني