الصفحة الأساسية > البديل الوطني > أكاذيب والقصد واضح
أكاذيب والقصد واضح
18 أيار (مايو) 2011

في كل مرة يعود الشباب للتحرك والاحتجاج تنشط سوق الإشاعات وتعود ماكينة صنع الفزاعات للعمل. هذه المرة، وككل مرة عندما عادت حركة الاحتجاج الجماهيري للضغط على الحكومة، بدأت هذه الآليات في العمل وقد خصّ حزب العمال الشيوعي التونسي بنصيب الأسد في الحملات الدعائية المحبوكة لتشويهه ولتخويف الناس منه ولإثارتهم ضدهم. وبطبيعة الحال لم تترك شيئا قد يصلح لتمرير كذبة إلا واستعملته.

فعلاوة على الدعايات القديمة المعروفة مثل أن حزب العمال "حزب كفار ولو أخذوا الحكم لأغلقوا الجوامع ومنعوا الناس من الصلاة" ومثل القول بأن حزب العمال "سيفتك ممتلكات الناس حتى منازلهم وسياراتهم" وأنه "يحث على التفسخ الأخلاقي والفساد وعلى شرب الخمر" وأنه "يريد افتكاك السلاح من الجيش والبوليس ليوزعه على المواطنين حتى يقتتلوا" وما إلى ذلك. إلى جانب كل هذه الإشاعات التي لم تؤت أكلها وفشل أصحابها من جميع الأوساط والخلفيات، انتقلت ماكينة الكذب إلى الترويج لكون حزب العمال هو الذي يقف وراء أحداث سليانة والحال أنهم يعلمون جيّد العلم أن عضوا من لجنة التنسيق للتجمع الدستوري المنحل بمعية عضو بالاتحاد الجهوي للشغل هناك ومعروف بانتمائه للتجمع وزّعا الأموال على بعض الشبان ودبّرا تلك الأحداث الدامية التي هزت مدينة سليانة واقتيد على إثرها مناضلون يساريون من حركة الوطنيين الديمقراطيين ومستقلين للبحث، وقد اعترف أحد قادة عمليات النهب والتخريب المموّل من قبل الدساترة بالحقيقة. ومع ذلك لم يتورّعوا عن القول بأن حمة الهمامي هو الذي زار جهة سليانة خلسة ووزع الأموال على الشباب وأمرهم بالتخريب.

لكن الحقائق انكشفت وفشلت الخطة.

بعد ذلك بدأ الترويج إلى أن حزب العمال وحمة الهمامي بالتحديد تربطه بفرحات الراجحي علاقة صداقة (علاقة خمر) وهو الذي دفعه للقيام بتلك التصريحات والحال أنهم يعلمون أن حمة الهمامي لم يسبق له في حياته أن قابل فرحات الراجحي مرة واحدة أو تحدث معه.

وعلى إثر الأحداث التي جدت في تونس العاصمة أيام الخميس والجمعة والسبت 5 و6 و7 ماي الجاري وما حصل خلالها من اعتداءات وحشية على المواطنين والصحافيين بدأت أجهزة فبركة الإشاعات والروايات الكاذبة في العمل. فهذا صاحب متجر من جهة "لافيات" بالعاصمة ألقى القبض على شاب كان يهمّ بتخريب محله التجاري وبسؤاله عمّن دفعه إلى ذلك صرّح الطفل الغرّ المسكين بأن حمة الهمامي هو الذي أعطاه مبلغ 20 دينار وأمره بهذا العمل. وفي السياق ذاته يجري نشر إشاعة بأنه تمّ القبض على امرأة ورجل وباستنطاقهما ذكرا أنهما تلقيا أموالا من حمة الهمامي للقيام بأعمال تخريب. وما إلى ذلك من القصص التي لا يصدقها حتى المختل ذهنيا.

كل هذه الروايات التي يجري نشرها على نطاق واسع لا هدف من ورائها إلا تشويه حزب العمال والسبب معروف. السبب هو أن حزب العمال وضع إصبعه على الداء، وأكّد منذ يوم 31 مارس أن هذه الحكومة المنصبة تنصيبا والتي لا تحضى بأية شرعية تعمل على الالتفاف على الثورة وتحويلها إلى مجرد حركة إصلاحات شكلية في الوقت الذي أعادت تدريجيا رموز وأجهزة النظام السابق للعمل خلسة في أجهزة الدولة.

هذه الحكومة هي في النهاية حكومة العهد السابق وكل من يصدع بهذه الحقيقة لا بد أن تقع تعبئة كل الأجهزة والطاقات الدعائية والمالية والبوليسية للهجوم عليه لعزله ولتخويف الناس منه حتى لا يصدقوا كلامه من أجل أن تظل حكومة البرجوازية المتعفنة تحكم في راحة.

والحقيقة أن الشعب قد أدرك في أكثر من مناسبة أن الذين ينظمون عنوة أعمال التخريب كلما هبّ الشعب للشارع للضغط مجددا على الحكومة أو للمطالبة برحيلها هم الدساترة والبوليس السياسي.

المؤسف أن أوساطا من النخبة المثقفة والمسيسة من تيارات سياسية متعددة ومختلفة سرعان ما تدخل الجوقة وتتحول إلى أبواق دعاية للسلطة كل بحساباته الخاصة ويلعبون دورا قذرا في مغالطة الشعب وجره إلى تصديق دعاية الباجي قايد السبسي ومن معه.

ولكن ومهما كان من أمر فإن الشعب التونسي الذي اكتشف بعضا من هذه الحقائق سيدرك الحقيقة كلها طال الزمن أو قصر وحزب العمال وحمة الهمامي لن يكفا أبدا عن قول الحقيقة عارية للشعب كلفهما ذلك ما كلف.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني