الصفحة الأساسية > البديل الوطني > إنهم يواصلون جرائمهم
إنهم يواصلون جرائمهم
16 أيار (مايو) 2009

أشرت يوم 15 ماي الجاري في نص تحت عنوان "بيان إلى الرأي العام" إلى الاعتداء البوليسي الهمجي الذي طالني يومها ونبّهت إلى خطورة الأوضاع وتحديدا إلى استمرار الانتهاكات الجسدية والمعنوية ضدّي وضدّ كل الناشطات والنشطاء في تناغم مع عودة الاحتقان والاحتجاج ببلدة الرديف الصامدة. ونقلت في البيان المذكور حرفيا تهديد المدعو "سامي اليحياوي" الذي قال "كلّ نهار طريحة.." وقتها وعد مدير اقليم الأمن بقفصة، طلعت شمس نهار السبت 16 ماي لتحمل فصلا جديدا من مسرحية الجبروت البوليسي الذي يلحقني إذ عمد سيئ الذكر "محمد اليوسفي" رئيس فرقة الإرشاد بقفصة صحبة أحد أعوانه "سامي المقدمي" إلى تعمّد استفزازي بأحد المقاهي بحضور العديد من المناضلين والمواطنين الذين وقفوا في نفس الوقت على تحرشاتهم وعلى الالتزام الكبير الذي قابلتهم به (التجاهل التام). وبمجرّد وقوفي وسيري وسط المدينة سارعا إلى إيقافي بالقوة في الطريق العام وقام "سامي المقدمي" بخطف كل ما أحمله بيدي (كتب، جرائد، إلخ..) وأجبراني على البقاء واقفا لأستمع إلى أقذع الشتائم وأحطّ العبارات التي تليق بهما مع الاصرار على التهديد كما ورد على لسان "اليوسفي": "سأقسم ظهرك في المرة القادمة، وأحسن عندما أجوب بك مدينة قفصة عاريا...". أجبراني على الوقوف أكثر من 20 دقيقة وبعدها أعاد لي رئيس فرقة الإرشاد الكتب واحتفظ بالعدد الأخير من جريدة "الطريق الجديد" التي اقتنيتها من أحد الأكشاك صبيحة هذا اليوم. حمل الجريدة المذكورة وقدّم تبريرا يليق بالمستوى الذي انحدر إليه بوليس هذه السلطة إذ قال "جريدة لا تذكر اسمي هي ممنوعة…؟". ولم ينس أن يذكر الرتبة الوظيفية للمدعو سامي اليحياوي فقد قال: "هو جنرال لا الداخل ولا الخارج قادر على ردّه".

وبالنظر إلى تكرر الاعتداءات الجسدية والمعنوية ضدي، وبالنظر إلى الإمكانية الفعلية لتطورها نحو مستويات أكثر عنفا ودموية في تساوق تام مع الأسلوب العام لإدارة البلاد والعباد، وبالنظر إلى إيماني العميق بالنضال الديمقراطي من أجل إقامة جمهورية شعبية تحمي بالفعل والقول حق المواطنة للجميع. لهذه الاعتبارات وغيرها أودّ التأكيد على ما يلي:

1- إن ما يلحقني من أذى في هذه الأيام يمثل منعرجا خطيرا في تعامل البوليس السياسي مع معارضيه، ولا أستبعد بالمرة أن يصل إلى دوائر الجريمة السياسية. ومهما يكن فإن مثل هذا الأسلوب ذهب وسيذهب ضحيته العديد من أحرار تونس رجالا ونساء ومن كل العائلات الفكرية والسياسية.

2- إن هذا الأسلوب المتبع في إدارة شؤون جهة قفصة والبلاد عموما يعد إفلاسا مفجعا للنظام النوفمبري. كيف لا؟ فالقوة الغاشمة مع مرور الوقت لن تقود إلا إلى التمرّد والثورة واتساع الهوة بين دولة العنف والإكراه وبين كل الفئات الشعبية.

3- إن مثل هذا الأسلوب حتى وإن كان ظاهره يحمل الكثير من القوة والبطش فإنه في باطنه يختزل نقيضه أي الضعف والوهن. فهل من القوة في شيء أن يلجأ "جنرال" دولة مثل "سامي يحياوي" و6 من أعوانه إلى الاعتداء الجسدي على شخص في مكان قصي؟ وهل من القوة في شيء أن يفعل "محمد اليوسفي" ما فعله صبيحة السبت 16 ماي؟

4- يتعب الجلادون وخدم النظام الذين يحصدون الترقيات والامتيازات المالية من التنكيل بطالبي الحقوق ومناضلي الحرية إلا أننا مستمرون في القيام بواجبنا نحو وطننا وشعبنا.

للظالم يوم وللمظلومين أيام

عمار عمروسية
قفصة في 16 ماي 2009


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني