الصفحة الأساسية > البديل الوطني > الحريّة والحياة للصحفي الفاهم بوكدّوس
الحريّة والحياة للصحفي الفاهم بوكدّوس
17 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

دخل السيّد الفاهم بوكدّوس، الذي يقضّي عقوبة جائرة مدّتها أربع سنوات بالسجن المدني بقفصة، في إضراب جوع مفتوح منذ يوم الجمعة 8 أكتوبر 2010 من أجل إطلاق سراحه واحتجاجا على التضييقات المُتعمّدة التي طالته في الأسابيع الأخيرة.

وبالرغم من تعالي الأصوات وتعدّدها بالداخل والخارج كامل أطوار محاكمته وأثناء إيقافه وبعد شروعه في تنفيذ إضراب الجوع.

وبالرغم من تدهور أوضاعه الصحّية ووصولها أكثر من مرّة في المُدّة الأخيرة درجات حرجة أجبرت إدارة السجن المدني أمّا لنقله للتداوي بقفصة وإمّا لتحويله بصفة مُستعجلة إلى المستشفي الجامعي فرحات حشّاد بسوسة.

بالرغم من هذا وذاك مازال نظام الحكم يُلازم الصمت وفق عادته في مثل هذه الأوضاع بما يُنذر في قضيّة الحال بحدوث كارثة جدّية ليس مُستبعدا أن يذهب ضحيّتها بوكدّوس الذي يُعاني من أمراض عدّة فيها القديم "الربو" وفيها المُستحدث جرّاء ظروف اعتقاله القاسية والتطبيب العشوائي في سجنه "المعدة".

فبقاءه وراء القضبان بظروفه الصحّية المعلومة والأوضاع المُزرية للسجون التونسيّة سيّئة السمعة مع استمرار إضراب الجوع المفتوح ليس سوى تنفيذا عمليّا لجريمة بشعة تعود خيوطها الأولى إلى الإقحام الاعتباطي للسيّد الفاهم سنة 2008 في ما عُرف بقضيّة الوفاق الجنائي بالرديّف والتي أجبرته آنذاك إلى دخول السرّية المُرهقة لأكثر من سنة ونصف وتلك عقوبة أولى في حدّ ذاتها. ومرّت إلى المهزلة القضائيّة التي طالته ممّا أجبر آنذاك العشرات من محاميي تونس إلى الإمضاء على وثيقة تحت عنوان "الدرجة الصفر للمحاكمة العادلة" وانتهت إلى حكم قضائيّ يوم 6 جويلية 2010 اعتبرته جهات حقوقيّة وسياسيّة سقطة جديدة من العيار الثقيل للقضاء المُدجّن الذي اعترف في نص الحكم ببراءة السيّد الفاهم من كلّ مشاركة في الاحتجاجات وحصر "جرمه" في دوره الإعلاميّ بصفته مراسلا لقناة الحوار التونسي!!!

وحتّى لا يحدث المكروه فإنّ الواجب الإنساني والأخلاقي وبطبيعة الحال السياسي يقتضي من كلّ الأحرار في تونس وخارجها، أيّا كان جنسهم ومُعتقداتهم مضاعفة مجهوداتهم واتخاذ إجراءات عمليّة مدنيّة بالطبع ومُمكنة أيضا من أجل مُمارسة أقصى درجات الضغط على هذه السلطة حتّى تسارع إلى اتخاذ قرار إطلاق سراح الفاهم بما يُمكّنه من العودة إلى حياته العاديّة والمُعالجة الفعّالة.

جميعا من أجل تسريع تسريح الفاهم بوكدّوس.
جميعا من أجل ابتداع أشكال ضغط وأطر مُساندة.

عمّار عمروسيّة
16 أكتوبر 2010


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني