الصفحة الأساسية > البديل الوطني > الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: بيان
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: بيان
7 أيار (مايو) 2008

تونس في 07 مـاي 2008

تستمرّ الأحداث المفجعة بالحوض المنجمي وخاصة بالرديف، نتيجة المعالجة الأمنية التي اعتمدتها السلطة لمواجهة الاحتجاجات الشعبية المتواصلة في المنطقة منذ بداية العام.

فقد حصلت فاجعة كبرى يوم 06 ماي الحالي بوفاة الشاب هشام بن جدّو علايمي في قرية "تب الديت" من معتمدية الرديف نتيجة صعقة كهربائية. وقد جدّت الحادثة المأساوية بعد أن تجمّع عدد من الشبان المحتجّين على أوضاعهم المعيشية وحالة البطالة المزمنة التي يعانونها وعلى إلغاء أسمائهم من قائمة المنتدبين للعمل، واقتحموا أحد المولدات الكهربائية التي تزود مغاسل شركة فسفاط قفصة، وقطعوا التيار الكهربائي عن تلك المغاسل.

وقد حضرت السلط المحلية مرفوقة بتعزيزات أمنية هامة يوم 06 ماي وألقت القنابل المسيلة للدموع لإخراج الشبان من المولد غير أن بعضهم تسلقوا عامودا وأمسكوا بالأسلاك الكهربائية ذات الضغط العالي مهددين بالتضحية بحياتهم، ورغم ذلك تمّ إرجاع التيّار الكهربائي ممّا أدّى إلى وفاة الشاب هشام بن جدّو علايمي وإصابة أحد الشبان الآخرين ما زال بالمستشفى في حالة غيبوبة تامة.

وقد أدّت هذه الحادثة المأساوية إلى توتير الأجواء في مدينة الرديف والقرى المجاورة وتجمّع الأهالي وسط المدينة وتواصل التوتر على أشدّه يوم الأربعاء 07 ماي وتدخلت قوات الأمن بأعداد غفيرة لتفريق المواطنين وملاحقتهم إلى أحيائهم السكنية والاعتداء بالضرب على عدد كبير منهم، ولم يسلم من هذا التدخّل العنيف من كانوا في موكب عزاء إثر وفاة إحدى المواطنات،
وقد حاول عدد كبير من أهالي المدينة مغادرتها هربا من بطش أعوان الأمن غير أن تدخل أعضاء لجنة التفاوض أدّى إلى تهدئة الخواطر، بعد أن التزم أعوان الأمن بالكف عن استهداف الأحياء السكنية والاعتداء على المواطنين.

والهيئة المديرة للرابطة التي واكبت هذه الأحداث مباشرة وعبّر فرعيها في كلّ من قفصة ونفطة- توزر، ومناضليها بالجهة تقدّم أحرّ تعازيها إلى عائلة الفقيد هشام علايمي وتدين الاستهتار بحياة المواطنين الذي أبداه بعض المسؤولين حين عمدوا إلى إرجاع التيار الكهربائي في الظروف المذكورة أعلاه، وتطالب باستمرار التحقيق الذي فتح في الأمر بكلّ جدّية وتسليط العقاب المناسب على كلّ من تثبت مسؤوليته فيما حدث.

- تطالب برفع الحصار الأمني المفروض على مدينة الرديف وإعادة الحياة بها إلى طبيعتها الهادئة.
- تشدّد على ضرورة الكفّ عن المعالجة الأمنية للقضايا الخطيرة المطروحة منذ أشهر بالمدينة وبكامل الحوض المنجمي والتحاور مع المعنيين بالأمر والاستجابة إلى المطالب الملحّة للمواطنين في الشغل والبيئة السليمة والتمتّع بحقوق المواطنة والحياة الآمنة.
- تعبّر مرّة أخرى عن تضامن الرابطيات والرابطيين مع أهالي الرديف وكامل منطقة الحوض المنجمي ووقوفها إلى جانبهم في مطالبهم المشروعة.

عن الهيئـة المديـرة

الرئيــس

المختـار الطريفـي


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني