الصفحة الأساسية > البديل العربي > الشعب المصري وثورته يريدان تغيير النظام وليس فقط إسقاط الرئيس للإبقاء على (...)
الشعب المصري وثورته يريدان تغيير النظام وليس فقط إسقاط الرئيس للإبقاء على النظام
التدخل الامبريالي يزداد لحماية النظام المصري
5 شباط (فبراير) 2011

ماري ناصيف-الدبس

تحاول الدول الامبريالية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، الاستفادة من التجربة التونسية التي استطاعت ضمنها، حتى الآن، من تفادي هزيمة كاملة، والتي يمكن تلخيصها بالتالي: إسقاط الرئيس لإبقاء النظام.

ففي تونس، تدخل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان، عبر لقاءات مباشرة مع الغنوشي، وأعطى تعليماته لكيفية تشكيل الحكومة الثانية ولتحديد "الإصلاحات التي من الممكن القيام بها" وتوقيتها. أما في القاهرة، فتتحرك سفيرة الولايات المتحدة مع بعض أطراف "الجمعية الوطنية للتغيير"، وهي البرلمان الشعبي الذي يقود الثورة الشعبية المصرية ويضم كل الأطراف المعارضة، على وقع سيل من التصريحات، بدءا بباراك أوباما ومرورا بروبيرت غيبس (الناطق باسم البيت الأبيض)، ووصولا إلى هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، وإلى كل الرؤساء في الاتحاد الأوروبي.

هذه التصريحات كلها تتجه باتجاه واحد. فهي، مع الإكثار في الحديث عن إجراء "إصلاحات ديمقراطية واجتماعية" غير محددة المعالم داخل المجتمع المصري، وحتى داخل المنطقة العربية والشرق الأوسط كما قالت هيلاري كلينتون، إلا أنها كلها تلتقي حول شعار واضح واحد : نقل السلطة.

ماذا يعني هذا الشعار؟

انه يعني التخلص من حسني مبارك، الذي أصبح "محروقا" ولم يعد بالإمكان الدفاع عنه، حتى لا تضيع فرص إنقاذ النظام وانتشاله، قبل أن يموت، من الهاوية التي وقع فيها.

وعلى هذا الأساس، حركت الولايات المتحدة سفيرتها وأعطتها التعليمات بإيجاد غطاء داخلي يستند إلى بعض الشخصيات "القبولة"، فكانت "هيئة العقلاء" التي كلفت بمهمة شق الصف، عبر التواصل مع بعض القوى المعارضة والدعوة إلى الهدوء والخروج من الشارع لبدء التفاوض!!! وكان معها التركيز على "دور" الإخوان المسلمين في الانتفاضة، وهو بالمناسبة دور عادي، وعلى النساء اللواتي يرتدين النقاب دون غيرهن، إضافة إلى إعادة مملة لما جاء في كلام بعض المسؤولين الإيرانيين عن بداية ولادة "شرق أوسط إسلامي"، ليأتي تحذير هيلاري كلينتون، اليوم، من عاصفة هوجاء ستجتاح الشرق الأوسط ليسكب الزيت على النار.

غير أن شباب مصر وقواها الثائرة أفسدت على الامبرياليين الأميركيين والأوروبيين مكيدتهم، إذ نزعوا بسرعة الغطاء عن من ادّعوا أنهم عقلاء، فمنعوا أحمد كمال أبو المجد من متابعة ما بدأه وقالوا للذين ظنوا أن بإمكانهم سحب هذا الطرف أو ذاك "للنقاش" مع النظام أن "يخيطوا بغير هذه المسلة"، مؤكدين مرة جديدة على الشعار الذي قاد ثورتهم الاجتماعية: "الشعب يريد إسقاط الرئيس، الشعب يريد النظام". وسيغيره لا محال.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني