الصفحة الأساسية > البديل الوطني > العودة المدرسية والجامعية
العودة المدرسية والجامعية
العناوين الأبرز
4 كانون الثاني (يناير) 2011

عاد اليوم الإثنين 3 جانفي التلاميذ إلى مقاعد الدراسة والطلبة إلى مدارج الكليات، وبقطع النظر عن ما يحمله تاريخ العودة هذا من دلالات تاريخية تتقاطع في بعض تمفصلاتها مع رمزيات هذه اللحظة الراهنة لهذه العودة فإن رجوع التلاميذ والطلبة إلى الدراسة هذه السنة يعد استثنائيا بكل المقاييس واستثنائية هذه العودة يمكن تلخيصها في نقطتين مهمتين.

سبق العودة المدرسية والجامعية لهذه السنة حراك اجتماعي انطلق من ولاية سيدي بوزيد ثم سرعان ما انتشر في غالبية معتمدياتها وبعض المناطق الأخرى من الجمهورية ولاقى مساندة شعبية واسعة من كل الولايات والشرائح الاجتماعية، ونظرا للتعاطي الأمني مع هذا الحراك ومع كل المساندين له والمتعاطفين معه فقد انتظر أهالي سيدي بوزيد ومن ورائهم الحركة المساندة هذه العودة لما يمكن للتلاميذ والطلبة أن يضفوه على هذه الحراك من زخم نضالي قد يسهم في استمرارية هذه الحراك من ناحية وينفس على المناطق المحاصرة من ناحية ثانية. وقد دخل أغلب المهتمين بالشأن العام من مساندي هذا الحراك خاصة في اليومين الأخيرين في مرحلة ارتقاب وانتظارية وجاءت اليوم هذه العودة لتضع حد لهذه الحالة كما جاءت لبدء حسم الأمر ولو نظريا في مستقبل هذه الحركة. وإن كانت المؤشرات الأولية لا تحيل على التفائل كما إنها لا يمكن أن تكون مصدرا للتشاؤم الشيء الذي دفع بالغالبية إلى التريث في تحليل والحكم على انتظارية من هذه العودة.

لكن العنوان الأبرز لهذه العودة الاستثنائية هي العسكرة الغير مسبوقة لكل مؤسسات التعليم الثانوي والعالي. فانطلاقة دروس هذا اليوم كانت تحت الحراسة المشددة حيث رابطت سيارات الأمن من كل الفرق بالزي المدني والنظامي أمام هذه المؤسسات في مشهد صارت فيه هذه المؤسسات أقرب إلى اصلاحيات وسجون منها إلى مؤسسات تعليمية. وعسكرة المعاهد والكليات والمبيتات مسألة لم تخرج من انتظاراتنا لأن الاستخلاص الأساسي لما جرى في سيدي بوزيد أن السلطة استنفذت فعليا رصيدها من الحلول اللازمة لإدارة المشاكل والأزمات ولم يبق لها إلا الخيار الأمني للحفاظ على وجودها، وحصار المؤسسات التعليمية بهذه الطريقة وإن كان يعكس هشاشة السلطة وخوفها المتنامي من كل شيء ومن أي شيء حتى من أبناءها التلاميذ العزل فإنه يعكس أيضا الفشل الذريع لبعض الهياكل التي راهنت عليها في فترات سابقة لتدجين التلاميذ وتطويعهم لبرامج الحكم كالشبيبة المدرسية وغيرها هذه الهياكل التي بات عاجزة اليوم حتى عن تطويع نفسها.

رياض الحوار - سوسة


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني