الصفحة الأساسية > البديل العربي > المغرب: انتفاضة "سيدي إفني"
المغرب: انتفاضة "سيدي إفني"
8 حزيران (يونيو) 2008

النهج الديمقراطي

الكتابة الوطنية

بيان

الدار البيضاء في 08 يونيو 2008

عاشت مدينة سيدي إفني السنوات الأخيرة على إيقاع الاعتصامات والإضرابات عن الطعام والاحتجاجات الشعبية على التهميش الذي تعانيه المدينة وكل منطقة آيت باعمران وعلى تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وضعف الخدمات العمومية وغياب فرص الشغل.

وجاء التدخل العنيف للقوات العمومية يوم السبت 07 يونيو 2008 ليرفع من حدة التوتر والاحتقان بالمدينة وليؤكد زيف شعارات "العهد الجديد" وليؤكد أيضا أن القمع من طبيعة المخزن وليس ظاهرة عابرة. فقد تم استقدام تعزيزات أمنية بأعداد كبيرة ومن مختلف الأجهزة إلى مدينة سيدي إفني، وفي الساعات الأولى من الصباح قامت بمحاصرة مداخل المدينة والهجوم على المعتصمين بمدخل الميناء. على إثر ذلك انطلقت آلة العنف الأعمى في حق المواطنات والمواطنين العزل، باستعمال الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع ومداهمة المنازل والعبث بالممتلكات. فخلفت هذه الحملات عشرات الجرحى والعديد من المعتقلين. واحتجاجا على هذا العنف المجاني رد المواطنون بمسيرات حاشدة جابت شوارع المدينة.

والكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي، وهي تتابع بقلق شديد تطورات الوضع بالمنطقة، تعبر عما يلي:

- تدين العنف الذي مورس في حق سكان مدينة سيدي إفني والذي لا يمكن تبريره بضرورة فض اعتصام سلمي لمواطنين لم يضمن لهم هذا الوطن حتى الحق في عمل لائق؛
- تطالب بمحاسبة كل المسؤولين عن هذه الأعمال والتي تتنافى وحقوق الإنسان كما هي منصوص عليها في المواثيق والاتفاقيات الدولية؛
- تطالب بإطلاق سراح المعتقلين ضحايا هذه العملية الاستفزازية؛
- تستنكر محاولات مختلف أجهزة الدولة التعتيم على ما جرى في مدينة سيدي إفني يوم 07 يونيو 2008 والاستخفاف به؛
- تؤكد على ضرورة الاستجابة للمطالب الاجتماعية المشروعة لأبناء المنطقة؛
- تطالب برفع التهميش والعزلة عن المنطقة؛
- تحيي المواطنات والمواطنين بسيدي إفني ونواحيها على روح النضال والصمود والتضحية التي أبانوا عنها في مواجهة التهميش والقمع وتجدد لهم دعمها ومساندتها لنضالهم المشروع.

عن الكتابة الوطنية


تقرير أولي عن انتفاضة سيدي افني ليوم 7 يونيو 2008 [1]

تم فجر يوم السبت 7 يونيو 2008 تطويق كلي لمدينة سيدي افني وآيت باعمران من طرف مختلف قوات التدخل القمعي وذكرت مصادر من عين المكان أن هذه القوات تتراوح فيما بين 3000 و4000 رجل من مختلف للانتماءات الأمنية بما فيها الصقور أصحاب الدراجات النارية.

قد بدأ التدخل بالمدينة ابتداء من الساعة 5 صباحا برا وبحرا حيث تم فرض حضر التجول ولم تبدأ الحركة بشكل قليل الا حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا بعدما كانت المدينة قد تعرضت للنهب والسلب والاعتداء حيث لا يتم التفرقة بين الطفل والمسن ولا بين االنساء والرجال بل تتحدث المصادر أنه تم اعتقال مائة واثنان من مواطنات ومواطني المدينة حيث تم احتجازهم بالثانوية التأهيلية مولاي عبد الله ولكي يتم اطلاق سراح بعضهم فيما بعد ,في حين استقبل مستشفى المدينة ثلاثين جريحا.

وتذكر التقارير أن سيارة احترقت وتم تكسير زجاج سيارات أخرى وتم نهب بعض المحلات التجارية سواء للمواد الغذائية أو التجهيزات المنزلية وتعرضت بعض النساء لسرقة حليهن ومبالغ من المال.

وقد أشارت التقارير إلى حدوث وفيات لكن الأخبار تبقى متضاربة حيث يتحدث البعض عن ثمانية ضحايا منهم رجل أمن وهي أخبار غير مؤكدة لحد الساعة الا أن الخبر الأكيد هو أن قوات التدخل قد استعملت الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع...

وعبر الهاتف تم سماع هتافات النساء والأطفال الذين نزلوا إلى الشوارع للتعبير عن تنديدهم بما عرفته المدينة من أحداث.

وتقوم حلفية هذه الأحداث على اقدام مجموعة من الشباب العاطل بالمنطقة على الاعتصام أمام ميناء المدينة، بقطع طريق المؤدي إليه ومنع خروج الشاحنات المحملة بالسمك،الموجه إلى معامل التصبير والتجميد بأكادير، وذلك احتجاجا على تردي الأوضاع الاجتماعية في صفوف الشباب العاطل بالمدينة، وعدم الاستجابة لمطالب ساكنة المنطقة، بسبب تخلف الجهات الرسمية عن ووعودها بإنشاء وحدات صناعية، وتأهيل المنطقة.

وردا على هذا الاعتصام تدخلت فرق للقوات المساعدة و الدرك معززة بمختلف أشكال الهراوات والذخيرة الحية والقنابل المسيلة للدموع ضد معطلي سيدي افني المعتصمين وعائلاتهم في تمام الساعة الخامسة صباحا، ولم يكتفي التدخل الأمني بقمع وتشتيت المعتصمين بالميناء بل وحتى مداهمة منازل عائلاتهم والأسر المساندة لمطالبهم، بشكل همجي استهدف التكسير والتخريب والضرب في الأماكن الحساسة من الجسم، وتسميعهم مختلف العبارات التي تحط من الكرامة الإنسانية، وتكون بذلك القوات الأمنية التي تدخلت بعد فشل والي الجهة رشيد الفيلالي وعامل إقليم تيزنيت في إخماد غضب المعتصمين بالميناء، بسبب سوء التدبير والمحسوبية التي طالت مناصب شغل بالبلدية فوتت لأفراد آخرين.

وقد أشارت قناة الجزيرة إلى حصيلة للمواجهات بلغ عدد ضحاياها ثمانية قتلى والعشرات من الجرحى، مع شهادات عدة متعلقة بالضرب والجرح والاعتقالات عبر مداهمة البيوت الخاصة، كما انطلقت المظاهرات في شوارع مدينة سيدي افني للاحتجاج على ما طال ساكنة المنطقة وشبابها، وقد أصبحت مدينة افني منطقة مغلقة على الوافدين والخارجين كما أن العديد من الشباب المشارك في الاعتصام فضلوا الهروب إلى الجبال المحاذية للمدينة هروبا من الوقوع في أيادي قوات القمع. المصدر: رسالة إلكترونية من عبد السلام أديب على قائمة "مغرب حقوق الإنسان"


تغطية لزيارة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى مدينة سيدي إفني

أمس الأحد 8 يونيو 2008 استطعنا أن ندخل مدينة سيدي إفني بعدما تعذر علينا ذلك يوم السبت

كنا حذرين لأن مهمتنا هي الوقوف على الحقائق في عين المكان والتواجد في عدة أمكنة قدر المستطاع وزيارة بعض المواطنين الذي هم في حالة ووضع نستطيع أن نتبين منهم مجموعة من المعطيات

وإذا تمكنا كذلك من التحدث إلى مدير المستشفى أو أي مسؤول آخر لسماع معطياته حول ما يحدث وحجم الخسائر، الخ.

ما إن وصلنا إلى كولومينا حتى تعرف علينا بعض المواطنين وهتف الجمعية المغربية جاءت وبدأت سلسلة من الشهادات الحية المواطنات والمواطنون يطلبون منا الدخول إلى المنازل لمشاهدة حجم التدمير الذي خلفه التدخل العنيف ما شاهدناه هو ما يلي:

- تكسير الأبواب وآثار الأحدية.
- البيوت من الداخل الأثاث مكسر ومرمي بطريقة همجية.
- آثار الضرب الهمجي على الأجساد وغياب التطبيب لأن البعثة الطبية جاءت مع قوات التدخل السريع والمخازنية وهي جزء منهم لأن الكثير ممن ذهبن أو ذهبوا اعتقلوا لساعات وأشبعوا ضربا وركلا على مستوى الرأس بالخصوص والظهر والأطراف وبعضها سيخلف عاهة مستديمة.
- حالات الإغتصاب أكدها لنا المواطنون والمواطنات هناك حالتين في كولومينا وحالات بالجملة في الكوميسرية حسب شهادة تلميذة.
- الإعتداء على قاصرات وقاصرين بالضرب حالة طفلة في بولعلام وضعيتها الصحية صعبة ضرب الأطفال بعد إخراجهم من بيوتهم ونزع ملابسهم ضربا مبرحا أمام الملأ. ضرب الأطفال أمام أبائهم وضرب آبائهم أمامهم ضرب النساء وسبهم وإهانتهم وتهديدهم بالاغتصاب أمام الملأ.
- سرقة الممتلكات النقود الذهب وتكسير ما تبقى قصد بعث الرعب في نفوسهم.
- وفي تظاهرات سلمية حضرناها كان يتم استفزاز المواطنات والمواطنين أولا بالأعداد الهائلة للقوات. ثانيا بنوع الهروات والسيارات في حين أن أغلبية المتاظاهرات والمتظاهرين إما نساءا أو أطفالا وشبابا.

انتقلنا إلى منطقة الودادية لنزور مواطنا كان معتقلا وأطلق سراحه وجدناه في حالة صعبة من أثار التعذيب الجسدي وصرح لنا بأنهم طلبوا منه التعاون معهم ولما رفض أخذوا نقوده وحاجياته وأطلقوه التقيت حاتين الريفي وفكري.

التقيت بمطاردين مبحوث عنهم وأعطونا بيانات حول كيف تطور الوضع من حوارات مراطونية لاتؤدي إلى نتيجة إلى فكرة الاعتصام المفتوح بالمرسى والنوم في وسط الطريق من أجل إيقاف الشاحنات التي تنقل الأسماك إلى أكادير قصد الضغط من أجل فتح حوار مع جهة عليا مسؤولة لكن المفاجئة الغير المنتظرة كانت هي هذا الانزال المهول للقوات.

تساءلنا عما سمعنا حول كون جبهة البوليساريو لها يد في هذا الموضوع فكان الجواب هو النفي القاطع وأن من يروج لهده المسالة هو البرلمانين والمنتفعين من خيرات المنطقة والغرض هو تبرير القمع ليس إلا... نحن مواطنين مغاربة ودافعنا عن بلدنا ضد الإسبان وأبناء مقاومة وهم يعرفون هذا جيدا نحن نريد حقوقنا ولن نتنازل عنها مهما كلفنا الأمر وسنتابعهم والقمع لا يرهبنا.

كنت أجد نفسي وسط حالات صعبة ولكن الجرأة التي يتمتع بها ساكنة سيدي إفني تعبّر عن وعي حقيقي هم لا يسبّون ولكنهم يزنون أقوالهم.

قال لنا المواطنون في منطقة كولومينا عندما سألناهم عن قضية إحراق سيارة القائد.

نحن الذين حمينا القائد من بعض المواطنين الآخرين الذين استفزهم البوليس وانهالوا عليهم بالضرب حميناه ورافقناه حتى بيته بعدما تخلى عنه البوليس.

فهو ابن حينا ونكن له احتراما أولاده بيننا نحن إخوة ولكن البوليس نكلوا بالمواطنين وكان ردّ الفعل هو مواجهتم وإحراق السيارة هذا ما كان ويمكن للقائد أن يشهد بذلك.

فتاة أدلت بشهادتها حول الموتى قالت أنها شاهدت أجسادا في الكوميسارية ولم تقدر هل كانو مغمى عليهم أم قتلى والأيام ستبين ما خفي.

ولكن هناك قتلى لاشك في ذلك وهناك مفقودين وهذا شيء لابدّ أن تكشف عنه الأيام الآتية حين يتم جلاء القوات عن المدينة.

ما نريد أن نتوجه به إلى الرأي العام في هذا التقرير هو توصيات المواطنين التالية:

- إرسال بعثة طبية عاجلة لأن هناك مواطنون ومواطنات لم يستطيعوا الذهاب إلى المستشفى.
- إرسال بعثة تحقق فيما حدث.
- العمل على الكشف على المفقودين والكشف عن القتلى.
- فتح حوار جاد ومسؤول مع المعطلين لإيجاد حل لمعضلة الشغل.
- معاقبة المسؤولين عن الجرائم التي قاموا بها في حق المواطنات والمواطنين.

عبدالله بيردحا

رئيس الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان

وعضو اللجنة الإدارية للجمعية

هوامش

[1المصدر: رسالة إلكترونية من عبد السلام أديب على قائمة "مغرب حقوق الإنسان"


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني