الصفحة الأساسية > البديل الوطني > امتحان الرّابعة أساسي
امتحان الرّابعة أساسي
12 آذار (مارس) 2009

أخيرا اقتنعت وزارة التربية والتعليم في تونس بأنّ امتحان الرّابعة أساسي لا فائدة ترجى من ورائه ، وأنه أي الامتحان يشكّل عبئا على تلميذ الرّابعة أساسي الذي مازال في خطواته الأولى.

ويؤكد قرار التخلي عن هذا الامتحان الذي أعلنه وزير التربية منذ أيام أن المدرسة التونسيّة بتلاميذها ومربّيها وبرامج التدريس فيها تمثل فعلا حقلا واسعا من حقول التجارب لوزراء التربية في حكومات بن علي يصولون فيها ويجولون بدون حسيب ولا رقيب إذ أنهم لا يقيمون وزنا للمربّي الذي هو عماد العمليّة التربويّة ولا يسألونه رأيه في أيّ شيء، وحتى الاستشارات التي يدّعون تنظيمها بين الفترة والأخرى يطغى عليها الطابع الشكلي ذي الغرض الدعائي ولا يلتفتون إليها إطلاقا، بل يطلقون العنان لمافيا تأليف الكتب وتغيير البرامج والتي تنهب المال العام ومقدّرات البلد بادّعائها التجديد البيداغوجي.

إنّ أحد أهمّ الأسباب في تدنّي مستوى التعليم في تونس هو عدم الاستقرار إذ ما أن يشرع في برنامج حتى يقع التراجع فيه بتعلّة أو بأخرى، اسألوا المعلّمين أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، كم من مرّة تغيّرت البرامج والبيداغوجيّات بدعوى البحث عن الأفضل والإصلاح وإعادة الإصلاح وإصلاح الإصلاح، يكاد المرء ينسى أسماءها من كثرتها: بيداغوجيا الأهداف، البيداغوجيا الفارقيّة، المقاربة بالكفايات والتي رفضتها أغلب الدول الأوروبّية فسوّقتها لنا نحن لتجرّب على أبنائنا، بيداغوجيا المشروع... وهلمّ جرّا من هذه المهازل التي لا تنتهي ولن تنتهي مادام أصحاب الأمر والنهي في وزارة التربية يخيطون البرامج ويفصّلونها على مقاسهم وينتقلون من كتاب إلى آخر ومن طريقة إلى أخرى ومن شكل امتحان إلى شكل آخر مقياسهم في ذلك كم سيدرّ عليهم من أموال.

أمّا مستوى التعليم في تونس فالكلّ يعرف أنه من سيّء إلى أسوإ، فلنطلق صيحة فزع من أجل إصلاح حقيقيّ للتعليم في تونس يكون للمربّين الميدانيّين دور مهمّ فيه عبر هياكلهم النقابية، ولنناد بمحاسبة كلّ الذين أثرَوْا ونهبوا ميزانيّات وزارة التربية والتكوين ببلادنا تحت دعاوى ومسمّيات مختلفة ظاهرها تحديث التعليم وتطويره وعصرنته وحقيقتها نهب وسرقة وابتزاز المال العام.

معلّم نقابي تونس
تونس في 09 مارس 2009


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني