بعد أن تمّ منعي يوم 4 ديسمبر 2008 من مجرّد الوصول إلى المحكمة الابتدائية بقفصة وحضور محاكمة قادة ونشطاء الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي، والتي يحال فيها غيابيا زوجي، الفاهم بوكدّوس، مراسل قناة "الحوار التونسي"، اعترضني صباح يوم 11 ديسمبر 2008 مجموعة من أعوان البوليس السياسي لمنعي من حضور الجلسة الثانية للمحاكمة ولولا إصراري وتدخّل جملة من المحامين لكان لهم ذلك.

إلاّ أنه وأثناء الجلسة، وإثر التوترات التي سادتها على خلفية الاعتداء الأمني على الموقوفين، قام مجموعة من البوليس السياسي بتعنيفي في محاولة لإخراجي من القاعة إلاّ أن مجموعة من المحامين منعوهم من ذلك مرّة أخرى، وقد قام محمد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد بمنطقة الشرطة بقفصة صحبة عدد من أعوانه إثر خروجي في وقت متأخر من المحكمة، بمضايقتي وسبّي والاعتداء عليّ بألفاظ نابية مرفقة بتهديدات فجّة.

ولقد زاد الطّين بلّة الحكم الصادر على زوجي الفاهم بوكدّوس بـ 6 سنوات سجنا عقابا له على القيام بدوره الصّحفي في تغطية متميّزة لأكثر من نصف عام من الاحتجاجات الأهلية في مدن الحوض المنجمي من أجل "الحق في الشّغل والتنمية العادلة".

إنّ ما تعرّضتُ له من تجاوزات يوم الخميس الماضي تتويج لجملة من الاستفزازات والضغوطات التي أتعرّض لها باستمرار طيلة الأشهر الأخيرة، تستهدف قناعاتي الفكرية ومساندتي للحركة الاجتماعية بمدن الحوض المنجمي ووقوفي إلى جانب زوجي في محنته الأخيرة، وإن كنتُ أحمّل البوليس السياسي مسؤولية كلّ ما سيحصل معي في مستقبل الأيام من مثل هذه السّلوكات البالية، فإنني أشدّد مرّة أخرى على أن هذه السياسات لا تملك إلاّ أن تعزّز التمسّك بقيم الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

قفصة في: 12 ديسمبر 2008

عفاف بالناصر

منسّقة اللجنة الجهوية للدفاع عن أصحاب الشهائد المعطّلين عن العمل بقفصة