واجهت قوات كبيرة متركبة من أعوان البوليس السياسي وفرق قمع المظاهرات ومجموعات مدنية مجهولة الهوية بقمع وحشي النشطاء السياسيين والحقوقيين والنقابيين والمثقفين وشباب الجامعات وجموع المواطنين والمواطنات الذين حضروا مساء الجمعة 4 مارس 2005 بوسط العاصمة للتظاهر تعبيرا عن غضبهم واحتجاجهم على دعوة النظام القائم مجرم الحرب أرييل شارون لزيارة تونس في نوفمبر القادم لحضور أشغال القمة العالمية لمجتمع المعلومات.

وقد أسفرت هذه الهجمة القمعية عن إصابات وأضرار بدنية بليغة وإيقافات واعتقالات في صفوف القيادات السياسية والجمعياتية التي كانت مستهدفة بشكل خاص وفي صفوف عموم المواطنين أيضا. وقد كان من الواضح أن الهدف من إخضاع العاصمة لحالة من الطوارئ غير المعلنة والاعتداءات الوحشية المرتكبة هو ترويع المواطنات والمواطنين وثنيهم بشكل استباقي عن التعبير عن آرائهم ومواقفهم، علما وأن الهجمة القمعية لم تشمل العاصمة فقط بل شملت أيضا مختلف مناطق البلاد (قفصة، صفاقس، بنزرت، القيروان، جبنيانة، المنستير إلخ…).

إن الأحزاب الموقعة على هذا البيان وبعد استعراض كل هذه الأحداث:

1) تحيّي كلّ المواطنات والمواطنين الذين استجابوا لنداء الأحزاب والجمعيات والمنظمات الديمقراطية وحضروا للتعبير عن غضبهم واحتجاجهم.

2) تدين القمع الوحشي الذي واجهت به السلطات المتظاهرين وتحمّلها المسؤولية الكاملة عمّا جرى وعمّا قد ينجر عن هذا القمع.

3) تطالب بإطلاق سراح الموقوفات والموقوفين في كافة أنحاء البلاد وبإيقاف التتبّعات العدلية ضدهم. كما تطالب بالتحقيق في ما تعرّض له عدد من الموقوفين من تعذيب (صفاقس، تونس، إلخ…)، وفي ما استهدف بعض رموز المجتمع المدني من اعتداء مقصود ومتعمّد ومحاسبة المسؤولين عن ذلك أمرا وتنفيذا.

4) تطالب بحل جهاز البوليس السياسي المكلف بقمع الحريات والفالت من المراقبة والمحاسبة وبإجلاء أفراده فورا من الفضاء القضائي والجامعات والمعاهد الثانوية ومن أمام مقرات الأحزاب والجمعيات والمنظمات والنقابات.

5) تؤكد عزمها على مواصلة النضال السلمي في جميع الجهات والقطاعات لحَمْلِ الحكومة على التراجع عن دعوة مجرم الحرب وجلاد الشعب الفلسطيني وعدو الإنسانية أرييل شارون.

تونس، في 5 مارس 2005

التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات
حزب العمال الشيوعي التونسي
الحزب الديمقراطي التقدمي
حزب المؤتمر من أجل الجمهورية