الصفحة الأساسية > البديل الوطني > تصعيد أمني في الحوض المنجمي
أم العرائس والرديف:
تصعيد أمني في الحوض المنجمي
12 أيار (مايو) 2008

عاشت أهمّ مدن الحوض المنجمي أم العرائس والرديف أيام 6 و7 ماي 2008 حملة تنكيل شرسة بالمواطنين، أساسها احتلال مداخل المدن ووسطها ومهاجمة الأحياء واقتحام البيوت والاعتداء على سكانها، وقد استعمل البوليس في ذلك القنابل المسيلة للدموع بغزارة، ممّا خلق رعبا وهلعا في صفوف المواطنين العُزّل، إلا أنّ ذلك لم يمنع الشبان من الدفاع عن أهاليهم فوضعوا الحواجز الحجرية في أكثر من مكان ودخولوا في صدامات مع التعزيزات الأمنية الكبيرة حتى ساعات متأخرة من الليل. وقد وصل الأمر بأهالي المدينتين إلى طلب الاستغاثة والنصرة، ودفع القمع سكان الرديف إلى إخلاء المدينة ومغادرتها إلى أقرب الأماكن اتقاء لمزيد التنكيل واحتجاجا على استباحة حرماتهم. وتواصل نسق الاعتداءات في صعود إلى ساعة متأخرة من الليل عبر خلع العديد من المحلاّت التجارية على الطريق الرئيسية بالرديف وأم العرائس وتركها مفتوحة في شكل لا يخلو من تشفّ وعدم مسؤولية.

إلاّ أن ما حصل لم يدفع الأهالي للصمت والاستكانة، إذ استفاقت أم العرائس يوم الخميس 8 ماي على غلق شبه تام للمحلات التجارية والمقاهي والخروج في مسيرات كبيرة جابت أهم الشوارع الأنهج واستقرّت باعتصامات أمام مركزي الشرطة والحرس للمطالبة بفكّ الحصار البوليسي على الجهة وطرد جحافل البوليس وتحميلها مسؤولية شتّى الخروق الحاصلة وسط استياء عام شمل كل الفئات والقطاعات.

أمّا في الرديف فقد أُقيم تجمع خطابي أمام الاتحاد المحلّي للشغل مع الساعة 11 صباحا ومع التركيز على أهوال الأيام الأخيرة ووضعها في إطار الالتفاف على المكاسب النسبية المتحققة في المفاوضات والتعتيم على جريمة القتل التي ذهب ضحيتها الشاب هشام بن جدّو، كما تحوّل جزء من الحضور إلى أولاد بويحي لزيارة عائلة شهيد الحركة الاحتجاجية والتعبير عن مساندتهم لها والإصرار على تتبّع الجناة وتحميلهم المسؤولية الكاملة على جريمتهم البشعة.

وإن عرفت الرديف بداية من يوم الخميس 8 ماي حالة من الهدوء فإن التوتر تواصل في أم العرائس التي أضحت مركز التعزيزات البوليسية المهولة المدجّجة بآليات قمعية متعدّدة ومتطورة، وأصبح الأهالي ضحية لتنكيل منهجي يمتدّ من الإغراق في أقذع الكلام إلى مهاجمة البيوت بالقنابل المسيلة للدموع والتعنيف الشديد والإيقافات التي كان أهم ضحاياها الشاب المعطّل عن العمل نجيب الزنايدي الذي أُوقف يوم 8 ماي وأُودع السجن المدني بزروق في اليوم الموالي في قضية ذات طابع جنائي تهدف إلى تجريم النضال السلمي من أجل حقّ الشغل.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني