الصفحة الأساسية > البديل النقابي > تقهقر نسبي وتنازل عن الخطوط الحمر بالنسبة لليسار وتواصل منتظر في الخط النقابي (...)
مؤتمر النقابة العامة للتعليم الثانوي:
تقهقر نسبي وتنازل عن الخطوط الحمر بالنسبة لليسار وتواصل منتظر في الخط النقابي السائد
13 كانون الثاني (يناير) 2010

أبو الحجر

انفضت أشغال المؤتمر العادي لقطاع التعليم الثانوي حوالي الساعة الثامنة من صباح اليوم (الثلاثاء 13 جانفي 2010) بعد يومين ساخنين ومليئين بالأحداث البليغة العبرة. وفي انتظار أن ننشر في الساعات القادمة جميع الوثائق التي وزعت أثناء المؤتمر وأن يفتح باب تقييم موضوعي لنتائج المؤتمر بالنسبة للقطاع وآفاق العمل النقابي المناضل داخله وانعكاس ذلك على اليسار النقابي والخط النقابي الديمقراطي عموما داخل الاتحاد العام التونسي للشغل في إطار المعركة التي يخوضها مع البيروقراطية النقابية أمدكم بالنتائج المفصلة لعملية الإقتراع وبقراءة أولية وسريعة.

نتائج انتخابات المكتب التنفيذي

القائمة الأولى - الفائزة :
شهد المؤتمر إعادة خلط للأوراق وانتهى الأمر إلى بقاء قائمتين في السباق تركبت الأولى من تسع مترشحين والثانية من 8 مترشحين. كما بقي في السباق 7 مترشحين من خارج القوائم.
و قد أسفر المؤتمر على فوز القائمة الأولى بكل المقاعد على النحو الآتي :
1- لطفي الأحول (بعثي) في المرتبة الأولى بـ 94 صوت.
2- لسعد اليعقوبي (قوميون عرب - عصمتيين - قريبين من محمد سعد) في المرتبة الثانية بـ 90 صوت.
3- زهير المغزاوي (قوميون عرب - عصمتيين - قريبين من محمد سعد) في المرتبة الثالثة بـ 89 صوت.
4- عبد الرحمان الهذيلي (قريب من حزب العمل الوطني الديمقراطي) في المرتبة الثالثة كذلك بـ 89 صوت.
5- سامي الطاهري (الوطنيون الديمقراطيون بالجامعة) في المرتبة الخامسة بـ 88 صوت.
6- نعيمة الهمامي (حزب العمل الوطني الديمقراطي) في المرتبة السادسة بـ 78 صوت.
7- نجيب السلامي ( الوطنيون الديمقراطيون بالجامعة) في المرتبة السادسة كذلك بـ 78 صوت.
8- محمد بن مبروك الحامدي (الحزب الديمقراطي التقدمي - قومي عربي قريب من الإسلاميين) في المرتبة الثامنة بـ 77 صوت.
9- أحمد المهوك (الوطنيون الديمقراطيون - شق عبيد البريكي) في المرتبة التاسعة والأخيرة بـ 69 صوت.

القائمة الثانية :
10- الطيب بوعائشة (الوطنيون الديمقراطيون) في المرتبة العاشرة بـ 50 صوت.
11- زهير العيدودي (قومي عربي - شق زهير الجويني) في المرتبة الحادية عشرة بـ 44 صوت.
12- حمادي بن ميم (حزب العمال الشيوعي التونسي) في المرتبة الثانية عشرة بـ 36 صوت.
13- محسن الماجري (الوطنيون الديمقراطيون - شق الطيب بوعائشة) في المرتبة الثانية عشرة كذلك بـ 36 صوت.
14- علي الجدعاوي (حزب العمال الشيوعي التونسي) في المرتبة الرابعة عشرة بـ 35 صوت.
15- عطيّة العثموني (بعث) في المرتبة الخامسة عشرة بـ 34 صوت.
16- حبيب السليتي (بعث) في المرتبة السادسة عشرة بـ 33 صوت.
17- علي الجباري (قومي عربي - شق زهير الجويني) في المرتبة السابعة عشرة بـ 30 صوت.

و يرجح العارفون بخفايا التحالفات والتوازنات أن تؤول الكتابة العامة لعبد الرحمان الهذيلي المقرب من حزب العمل الوطني الديمقراطي بالإتفاق مع القوميين على حساب مرشح الوطنيين الديمقراطيين بالجامعة - سامي الطاهري - ليعاد سيناريو المؤتمر الفارط وذلك رغم تمتع العائلة الوطنية الديمقراطية عموما بالأغلبية البسيطة داخل المكتب الجديد.

نتائج انتخابات لجنة المراقبة المالية

تقدمت القائمة الأولى الفائزة في انتخابات المكتب التنفيذي بقائمة مغلقة وهي الآتية :

1- الناصر بالحاج محمد (قومي عربي).
2- البشير المروكي (الوطنيون الديمقراطيون بالجامعة).
3- مصطفى النهدي (يصنف - إذا ثبت ذلك - ضمن تيار "مناضلون وطنيون ديمقراطيون" - منشقون عن العائلة الوطنية الديمقراطية موالون للخط الإسلامي المتشدد).

و لم ينافسها إلا 3 عناصر من خارج القائمة وقد فازت بجميع المقاعد ويرجع أن يستلم الناصر بالحاج محمد تنسيق اللجنة.

قراءة سريعة لتركيبة المكتب التنفيذي الجديد ولجنة المراقبة المالية

من ناحية ولاء الناجحين للتيارات النقابية / السياسية :

- بخروج فرج الشباح الذي فاز في المؤتمر الفارط في قائمة الوطنيين الديمقراطيين بالجامعة يخسر هؤلاء عنصرا وتتقهقر نسبة تمثيليتهم كما تخسر ما تسمي نفسها المعارضة النقابية أو التيار النقابي الديمقراطي أحد عناصرها.
- بصعود أحمد المهوك وسقوط الطيب بوعائشة يحافظ الوطنيون الديمقراطيون ظاهريا على نفس نسبة التمثيلية ولكن على حساب شق المعارضة النقابية - الطيب بوعائشة - ولصالح شق المركزية النقابية - عبيد البريكي.
- يحافظ القوميون العرب والبعث على نفس نسبة التمثيلية ظاهريا ولكن يشتد عودهم ونسبة تمثيليتهم بالتنازل التاريخي الذي قدمته العائلة الوطنية الديمقراطية بقبولها مرشح (فائز بدون عناء) الحزب الديمقراطي التقدمي ذو الولاءات المتعددة القومية والإسلامية ولكن ذو الإنحياز المبدئي ضد اليسار عموما.
- يحافظ حزب العمل الوطني الديمقراطي على نفس نسبة التمثيلية.
- يمثل الحزب الديمقراطي التقدمي لأول مرة في النقابة العامة للتعليم الثانوي ويفتح عبر ولائه المزدوج للقوميين والإسلاميين الباب لتأثير الأخيرين على قرارات القطاع.
- يتبلور تنازل اليسار الماركسي - الممثل في العائلة الوطنية الديمقراطية - عن الخطوط الحمر التي كان يضعها - وانحساره - بأكثر وضوح بصعود ممثل عن المناضلين الوطنيين الديمقراطيين (تيار منشق عنهم ومتبن لخط إسلامي يزايد في تشدده على الإسلاميين في حدّ ذاتهم) للجنة المراقبة المالية.
و الخلاصة هي تقهقر اليسار الماركسي الممثل عبر العائلة الوطنية الديمقراطية وانحسار تمثيليته ولو بصورة طفيفة وتنازله عن الخطوط الحمر التي كانت تحكم تحالفاته.

من ناحية موازين القوى العام داخل القطاع والاتحاد :
إذا أخذنا على محمل الجد التصنيف الذي تتبناه ما تسمى المعارضة النقابية أو الخط النقابي الديمقراطي والذي كان يحسب فرج الشباح والطيب بوعائشة في جبهة المعارضة النقابية وخط العمل النقابي المناضل والكفاحي وجبهة الدفاع عن الديمقراطية داخل الاتحاد والفصل العاشر من القانون الأساسي...و بقية المكتب المتخلي في جبهة " التذيل للبيروقراطية النقابية " (وهو ما يتطلب أكثر من إعلان نوايا وإطلاق اتهامات...خاصة بعد بعض القفزات البهلوانية التي عرفتها التحالفات داخل القائمة الثانية وأدت إلى تمزيقها والقضاء على حظوظها في تصعيد ولو جزء من عناصرها...و هو ما سنعود له) فإنّ النتائج تشير إلى فقدان ما يسمي نفسه الخط النقابي الديمقراطي لتمثيليته داخل المكتب الجديد وإلى مكتب يقول المتابعون للأحداث من داخل القطاع بأنّه سيواصل نفس الخط النقابي بفعل محافظته شبه الكلية على نفس التوازنات الكبرى وعلى قيادة تحمل نفس الهوية النقابية / السياسية.

نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم قراءة أولية موضوعية لنتائج المؤتمر علما وأنّ الأمور لا تأخذ بمظاهرها وأنّ المكتب الحالي من حقّه أن يتمتع بفرصة لإثبات نفسه قبل تقييم أداءه.

مع تهانينا لجميع الفائزين وتمنياتنا لهم بالتوفيق في خدمة مصلحة القطاع.

أبو الحجر

المصدر : منتدى" الديمقراطية النقابية والسياسية "
الرابط : http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني