الصفحة الأساسية > البديل الوطني > جنازة وطنية حاشدة للشاعر والجامعي والمناضل الدكتور الطاهر الهمامي
جنازة وطنية حاشدة للشاعر والجامعي والمناضل الدكتور الطاهر الهمامي
14 أيار (مايو) 2009

شيّعت ظهيرة يوم السبت 9 ماي الجاري أعداد غفيرة من المواطنات والمواطنين الشاعر والجامعي والمناضل الدكتور الطاهر الهمامي إلى مثواه الأخير بمقبرة سيدي جابر ببوعرادة (ولاية سليانة). ومنذ ساعة مبكرة من يوم السبت بدأ الناس يتوافدون من مختلف أنحاء البلاد على منزل والد الفقيد. وكان الوافدون من مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية والتيارات الأدبية والفنية. كان بينهم شعراء وأدباء وجامعيون من بينهم أساتذة الفقيد الذين بلغ بهم السنّ مبلغه ومع ذلك جاؤوا إلى بوعرادة رغم المسافة وصعوبة الطريق وحرارة الشمس لتوديع تلميذهم وزميلهم الذي احترموا وقدّروا دائما سعة علمه وقوّة إبداعه وجرأته الفكرية النادرة... كما كان من بين الوافدين عمال وطلبة وسجناء سياسيون سابقون، علاوة على أقارب الفقيد من قفصة وسيدي بوزيد والعروسة وأهالي بوعرادة. و قد حوّل كلّ هؤلاء جنازة الفقيد إلى جنازة وطنيّة.

انطلقت الجنازة من منزل والد الفقيد بشارع محمد علي الحامي حوالي الساعة الثانية بعد الزوال. وما أن خرج النعش، وهو مغطى بعلم تونس وبزهر القرنفل الأحمر حتى انطلقت الزغاريد من حناجر النساء بمن فيهن شقيقات الفقيد وقريباته، "أخي يودّع بالزغاريد... لا بالبكاء والعويل" هكذا قالت إحدى شقيقات الطاهر للنساء المتواجدات بالمنزل وبالحديقة التي تحيط بها... "الطاهر عالم، والعلماء لا يودعون بالبكاء" هكذا قال أيضا أحد أبناء عمومته... وقد أصرّ أغلب الناس على قطع المسافة الفاصلة بين المنزل والمقبرة (قرابة 1 كلم ونصف) سيرا على الأقدام وراء السيارة التي حملت جثمان الفقيد.

وعند الوصول إلى المقبرة تولّى تأبين الفقيد كل من:
-  عميد كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة، الأستاذ شكري المبخوت.
-  الأستاذ سامي العوّادي الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي.
-  الصحفي رشيد خشانة رئيس تحرير جريدة الموقف والقيادي بالحزب الديمقراطي التقدمي.
-  المناضل عمار عمروسية باسم حزب العمال الشيوعي التونسي.
-  الأستاذة راضية النصراوي.
-  الأستاذ توفيق حويج صديق الفقيد والقيادي بحركة التجديد.

وقبل أن يوارى جثمان الفقيد التراب، شكر شقيقه حمه الهمامي، كل الذين حضروا لمقاسمة العائلة أحزانها وآلامها مضيفا أن الطاهر الهمامي سيكون من الخالدين بروحه التي بثها في أشعاره وكتاباته التي دافع فيها إلى آخر يوم من حياته عن القيم الإنسانية النبيلة.

وكان والد الفقيد، عمّ علي بوساحة، صاحب الـ90 سنة شديد التأثر بفقدان أكبر أبنائه. ظل يبكيه منذ اللحظة الأولى لوفاته، وكان يردّد وهو جاثم أمام نعشه: "ما هذه الدموع التي لا تتوقف". وصرّح بعد الجنازة أنه وجد عزاءه في الحشد الكبير من الناس الذين توافدوا من مختلف الجهات لتعزيته في المصاب الجلل الذي حلّ بالعائلة، وأسرّ لأحد أصدقاء الفقيد: "أنا ضميري مرتاح فحضور هذا العدد الهائل من الناس، ومن مختلف الأوساط والمناطق، يؤكد لي أنني أنجبت ابنا جديرا بالاحترام والمحبة لعلمه وأدبه وأخلاقه الرفيعة وأنني اخترت الاختيار الصائب حين قرّرت قبل أكثر من نصف قرن أن لا أحرم أبنائي وبناتي من التعليم وشقيت من أجل ذلك..."

ولم يحضر الجنازة أيّ ممثل للدولة، على الصعيد الوطني أو الجهوي أو المحلي، بل على العكس من ذلك فقد حاصر البوليس والحرس مختلف الطرقات المؤدية إلى بوعرادة وتثبّتوا في هويات معظم الوافدين عليها لحضور جنازة الفقيد وسجلوا أسماءهم.

4306_1088604572924_1160751045_30265440_6500403_n

استقبال كبير لجثمان الفقيد بمطار تونس قرطاج

وكان جثمان الشاعر والجامعي الراحل، الطاهر الهمامي، قد وصل إلى مطار تونس قرطاج حوالي التاسعة ليلا من يوم السبت 9 ماي. وقد رافقته من مدريد ابنتا الفقيد "نادرة" و"مريم" وابنة عمّهما "نادية". وكان في الاستقبال عدد كبير من رموز المعارضة السياسية والحركة الأدبية والثقافية والحقوقية والنسائية والطلابية وقدماء المساجين السياسيين ومن هؤلاء بالخصوص: الأمناء العامون وقياديون في:
-  حزب العمال الشيوعي التونسي
-  الحزب الديمقراطي التقدمي
-  حركة التجديد
-  حزب العمل الوطني الديمقراطي
-  حزب تونس الخضراء
-  المؤتمر من أجل الجمهورية
-  الحزب الاشتراكي اليساري
-  حركة النهضة
-  التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات

وقيادات من:
-  رابطة الكتاب الأحرار
-  الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي
-  الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
-  الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب
-  فرع تونس لمنظمة العفو الدولية
-  جمعية حرية وإنصاف
-  المجلس الوطني للحريات
-  الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات
-  الاتحاد العام لطلبة تونس

كما كان من بين المستقبلين عدد كبير من الأساتذة الجامعيين، ومن الأدباء والشعراء والفنانين والإعلاميّين، ومن النقابيين والطلبة. وكان من بين هؤلاء عدد هام من النساء.

وإلى ذلك فقد تهاطلت على عائلة الفقيد أعداد كبيرة من برقيات التعزية.

4306_1088604572924_1160751045_30265440_6500403_n
4306_1088604572924_1160751045_30265440_6500403_n

الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني