الصفحة الأساسية > البديل الوطني > زيارة وفد وزاري وسط تواصل الاحتجاجات
الحوض المنجمي:
زيارة وفد وزاري وسط تواصل الاحتجاجات
25 شباط (فبراير) 2008

حلّ بمدينة قفصة صباح السبت 23 فيفري 2008 ركب ثلاثة وزراء (الصناعة والفلاحة والتنمية) حيث عقدوا اجتماعا بمقرّ الولاية لم يستدعوا فيه كالعادة ممثلي المعارضة القريبة منهم في عرف دأب عليه واليها، وفي تأنيب لممثلي هذه الأحزاب الذين جاروا الحركة الاحتجاجية وتركوا سلط الاشراف معزولة في أكبر حدث إجتماعي في الجهة.

ويبدو أن الأهالي والملاحظين لا يبالون كثيرا بالزيارات الوزارية وبالتكليفات الرئاسية، حيث تمرّ الزيارة في صمت دون إحتفالات وبهرج كرنفالي خاصّة وأنّها جاءت بعد 48 يوما من الأحداث المتسارعة والتي ضربت في العمق دعاوي الخطاب الرسمية حول التنمية المستديمة والمتوازنة وحول السلم الاجتماعي، وبعد أن كشف المواطن طريقة معالجات النظام للمشاكل الحادة حيث كثيرا ما تحضر الأساليب والآليّات الظرفية والهشّة بالتوازي مع دعاية استهلاكية حزبية تفرغ المطالب والحلول من كلّ محتوى جدّي.

وتأتي هذه الزيارة وبؤر الاحتجاجات الشعبية مازالت تضرب أهمّ معتمديتي الحوض المنجمي إذ يتواصل في الرديف الإعتصام المفتوح بالمقرّ المحلّي للشغل المكان الوحيد الذي أُستثنى من شروط الهدنة التي أُبرمت في وقت متأخر من مساء السبت 16 فيفري 2008 بين لجنة تأطير التحرّكات وسلط الإشراف لمدّة 15 يوما، في حين تتواصل محاصرة المدينة بقوات خارقة من الحرس والجيش مدجّجين بآليات قمعية هائلة في تهديد صريح بإغراق المدينة في الدّم إذا لُمس تصعيد ما خاصّة وأنّ الاضراب العامّ الذي عُلّق يبدو أنه سيكون في الطريق إلى التنفيذ في حال عدم تراجع الاتحاد الجهويّ للشغل بقفصة عن قرار الإيقاف النقابي في حقّ الكاتب العام للنقابة الاساسية للتعليم الأساسي بالرديف السيد عدنان الحاجّي. أمّا في أم العرائس فإنّ مقرّ إقليم شركة الفسفاط مازال يشهد الإعتصام المفتوح لـ11 أرملة فقدن أزواجهنّ بالشركة المذكورة في حوادث شغل ويشترطن تشغيل أحد أبنائهنّ لطيّ خيمتهنّ المنصوبة منذ 15 جانفي الماضي في تحرّك مشهود عرف تجاهلا ظالما من قبل سلط الاشراف المحلّية والجهوية رغم مشروعية المطلب والأوضاع العصيّة التي تعيشها المحتجّات والتي دفعت بعضهن لتلقي إسعافات عاجلة بالمستشفى المحلّي في أكثر من مناسبة. كما يواصل الاتحاد المحلّي للشغل"إستضافة" اعتصام مفتوح آخر للمعطّلين من أصحاب الشهائد حيث تنتصب خيمة مازالت تحتضن العشرات من ذوي الشهائد العليا الذين يرفضون المعالجات الظرفية ويطالبون بالشغل القارّ والعمومي، وهم يعلّقون أعدادا كبيرة من شهائدهم العلمية على حيطان الاتحاد. في حين يقصد مقرّ معتمدية المكان يوميّا المئات من المحتجّين الذين بدأ يدبّ إلى نفوسهم الإحباط الذي ترك مكانه للغضب والتفكير في معاودة الاحتجاج، ممّا قد يجعل سلطة الاشراف أمام تحدّ كبير قد يتطلّب إجراءات تشغيلية آنية توقف بعضا من نزيف البطالة والفقر والحاجة، تضع الحوض المنجمي على سكّة الحياة. ويبدو أنّ أوّل إجراء من شأنه تخفبف الاحتقان الشعبي يكمن في إلغاء نتائج مناظرة شركة الفسفاط بالنظر لما رافقها من محسوبية وفساد ومحاصصة نقابية وسياسية.

السبت 23 فيفري


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني