الصفحة الأساسية > البديل الوطني > شركة سلامة وإنماء أم صخرة وامتصاص دماء؟
"صوقاس" بالحوض المنجمي:
شركة سلامة وإنماء أم صخرة وامتصاص دماء؟
19 آذار (مارس) 2008

شركة الحراسة والسلامة "صوقاس" إحدى شركات المناولة التي انتصبت بالحوض المنجمي لتوفير أعوان الحراسة لمختلف مصالح ومنشآت شركة فسفاط قفصة، رئيسها المدير العام السيد ابراهيم بن مبارك، والمعروف أنها على ملك السيد عمارة العباسي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة وعضو مجلس النواب.

1) – العلاقة الشغلية:

تشغل هذه الشركة أبناء الجهة وفق عقود شغلية لا تتجاوز ثلاثة أشهر قابلة للتجديد يخضع خلالها العامل إلى فترة تجربة، وينتهي العقد وجوبا بانتهاء المدة أو في "حالة الهفوة الخطيرة أو الفادحة بدون مطالبة من الطرف المسؤول عن الهفوة بأي منحة مهما كانت طبيعتها". يتمتع العامل مدة عمله بهذه المؤسسة بأجر أساسي شهري يساوي حسب بطاقة خلاص: 314.000 د وبعض المنح الأخرى: 44.000 د وكلها خاضعة للأداء وللخصم لفائدة الضمان الإجتماعي وخلاص كسوة العمل (7.000 د شهريا) والإنخراط في الإتحاد العام التونسي للشغل، وبالتالي فإن الأجرة الشهرية التي يقبضها هذا العامل تقارب: 296.000 د.

2) – ظروف العمل:

رغم أن العقد لا ينصّ على عدد ساعات العمل فإن المؤسسة تجبر عمالها على العمل مدة لا تقل عن 12 ساعة يوميا، وتلزمهم "بعدم إفشاء الأسرار المهنية أثناء وبعد مغادرتهم للمؤسسة" وتمنعهم من "القيام بعمل مهني ثان مع مؤجر منافس سواء كان بأجر أو بدونه".

وتماطل في منحهم العطلة السنوية والتي لا تتجاوز في الغالب 20 يوما غير مسترسلة، وهم معرّضون للطرد في أي لحظة وقد حدد الفصل 8 من العقد تسعة أسباب يمكن أن يتعلل بها صاحب العمل لرفت كل من لا يرغب فيه حماية أو تعويض.

3)- امتيازات صاحب المؤسسة:

يتقاضى صاحب المؤسسة من شركة الفسفاط بقفصة الحريف الرئيسي لشركة "صوقاس" بالحوض المنجمي: 2028 مي عن ساعة حراسة أعوان المراقبة، و2432 مي عن ساعة حراسة أعوان التسيير ويتمتع باستخلاص كامل "دون اعتبار الأداء على القيمة المضافة طبقا للقانون رقم 93 بتاريخ 27 ديسمبر 1993 والإعفاء رقم 2007/01 المؤرخ في 2 جانفي 2007" وبالتالي فإنّ حارسا واحدا عمل في شهر ديسمبر 27 يوما يتقاضى عنه صاحب المؤسسة: 657.072 د تقريبا من شركة فسفاط قفصة وإذا حذفنا مساهمة المؤجر في تغطية الضمان الإجتماعي لهذا العامل وأجره يتراوح ربحه بين 250.000 د و300.000 د عن الحارس الواحد.

4)- تعليـــق:

- صاحب الشركة "صوقاس" بصفتيه السياسية والنقابية ونفوذه الواسع بالجهة مكنه ذلك من تحقيق أرباح طائلة على حساب عمال المؤسسة تساعده في ذلك نقابة مساهمة منحازة إليه وتدعمه في الحفاظ عل موقعه في المؤتمرات النقابية وتصمّ آذانها أمام شكاوى العمال واحتجاجاتهم وتهدم تطلعاتهم نحو تحسين أجورهم وظروف عملهم.
- العمل بشركة "صوقاس" وقع اقتراحه كأحد الحلول السحرية لتطويق حركة المحتجين العاطلين عن العمل بالحوض المنجمي من طرف المسؤولين المحليين ووالي الجهة وتمسكوا به خدمة لأصحاب الشركة، كيف لا وهم يستغلون عمالها استغلالا فاحشا، ويستأثرون بجزء من أموال شركة فسفاط قفصة التي تنازلت عن بعض المهام إلى شركات مناولة شعارها الإستغلال وهضم حقوق العمال.
- إن إحداث مناولة جديدة للبيئة على مثال "صوقاس" يزيد من تعقيد ملف التشغيل بالجهة ولا يساهم في حلّ الأزمة بل يساعد بعض المقاولين عل نهب أموال المجموعة الوطنية ويفسح المجال للتحكم في رقاب العمال.
- أحرى بشركة فسفاط قفصة أن تعيد النظر في سياستها وتحافظ على كامل مهامها دون التفريط فيها للمقاولين وتقوم بواجبها تجاه أهالي الجهة الذين ساهموا في بنائها بعرقهم ودمائهم وتساهم بجدية في تشغيل أبنائهم العاطلين عن طريق الإنتداب المباشر لا عن طريق المناولة البغيضة.

الإمضاء: الطيب بن عثمان - الرديف

ملاحظة: هذا النصّ الكامل الذي نزلت أجزاء مهمّة منه في عدد سابق من جريدة مواطنون.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني