الأخوات والإخوة،
الرفيقات والرفاق،

تحيّة نضاليّة حارّة،
في البداية أعلم أنّ جدول أعمالكم مُثقل إلى حدود كبيرة في مثل هذه الأوضاع العسيرة التي من أهمّ سماتها الهجوم النيولبرالي المتوحّش على الكادحين ومُجمل الشعوب.

هذا الهجوم الذي يصبح أكثر همجيّة وشراسة في منطقتنا بفعل أمرين متلازمين هما دون شكّ: تزايد التبعيّة الاقتصادية والسياسيّة والثقافيّة لأوطاننا المصحوبة بارتفاع وتائر الانغلاق واستحكام الديكتاتوريات المحلّية التي فشلت في الحفاظ على السيادة الوطنيّة وأخفقت في التنمية البشريّة والاجتماعية.

فأنا أعتقد أنّ مُجمل هذه المُعطيات وغيرها كثير يجعل من الأهميّة بمكان تطوير فعاليات المُنتدى والإسراع ببلورة أهدافه وإحكام وضع أُسس تنظيميّة حتّى ينفتح بصفة جدّية وعمليّة على الحراك الاجتماعي الذي يتغذّى من فشل النموذج الرأسمالي والرأسمالي التابع في التنمية على جميع الواجهات.

وبعدُ،
كان من المُمكن أن أكون بينكم إلاّ أنّ أوضاعي حالت دون ذلك، فلا جواز سفري بحوزتي ولا انشغالي بما يطال زوجي يُساعدني.

وبالمناسبة أودّ إعلامكم بأنّ زوجي الصحفي الفاهم بوكدّوس يخوض معركة الأمعاء الخاوية (أي إضراب جوع في سجنه وضمن ظروف صحيّة عسيرة) منذ يوم 8 أكتوبر الجاري من أجل إطلاق سراحه ووضع حدّ للحكم الجائر الذي صدر ضدّه (4 سنوات) على خلفيّة وحيدة تمثّلت في تغطيته الإعلاميّة لانتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008.

ختاما،
أناشدكم الوقوف بما تقدرون من أجل إنقاذ حياة زوجي المُهدّدة وإعلاء أصواتكم في بلدانكم وضمن كلّ الفضاءات من أجل إطلاق سراح الفاهم بوكدّوس وجميع رفاقه.

أشدّ على أياديكم
وأتمنّى لكم التوفيق

عفاف بالناصر