الصفحة الأساسية > البديل الوطني > قصبية المديوني تحت الحصار ومناضلوها في إقامة جبرية غير معلنة
قصبية المديوني تحت الحصار ومناضلوها في إقامة جبرية غير معلنة
2 حزيران (يونيو) 2006

طوقت قوات الأمن من مختلف الفرق والدوريات مدينة قصبية المديوني منذ صبيحة اليوم الجمعة 2 جوان 2006 وقطعت الطرقات المؤدية إليها من مختلف المداخل وعطلت سيارات الأجرة الرابطة ببقية المدن وانتشرت أعداد غفيرة منها بالشوارع الرئيسية وتمركزت دوريات الأمن العمومي معززة بالبوليس السياسي أمام منازل المناضلين الديمقراطيين القاطنين بالمدينة منعا لهم من الخروج من منازلهم في إقامة جبرية غير معلنة ومن بينهم المناضلات والمناضلين حميدة الدريدي وسالم الحداد ومنجي بن صالح ورفيق عمار وناجي قاسم ورشيد الشملي ومنذر خلفاوي في حين تمكن عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عبد الرحمان الهذيلي من مغادرة المدينة صباحا والعودة إليها تحت المرافقة اللصيقة ومنعه من الاتصال بأي كان لإجباره على العودة إلى منزله.

وتعود هذه التطورات إلى محاولة البوليس منع إمكانية انطلاق مسيرة اليوم بالمدينة تنديدا ومطالبة بوضع حد لحالة التلوث التي تشهدها المنطقة، والتي تتمثل في أن الديوان الوطني للتطهير أصبح يسكب الفضلات في البحر والذي تحول لونه إلى أحمر بالكامل وبدأ في لفظ الأسماك الميتة إضافة إلى انبعاث الروائح المقرفة وما تسببه من حالات اختناق وأمراض عديدة لأهالي المنطقة والمناطق المجاورة من تلوث بيئي وانتشار للحشرات الناقلة للعدوي.

ويعرف البحر الممتد بين لمطة وخنيس وصيادة وقصبية المديوني بالميت أي انه خال من الأمواج القوية التي يمكن أن تحمل الأوساخ مما جعل هذا المصب راكدا ومحدثا لكارثة بيئية.

ولقد تمكن جمع من المواطنات والمواطنين في عدد يناهز المائة والخمسين نفر من الخروج في مسيرة يوم الأحد الفارط إلى حدود البلدية وجرى بينهم ورئيس البلدية لقاء يظهر أن السلطة ناورت به من أجل إخماد الحركة الاحتجاجية وهي غير جادة في وضع حد لهذه الكارثة البيئية في المنطقة.

ويُعدّ حصار اليوم الحصار الثاني خلال شهر الذي تتعرض له مدينة قصبية المديونى ويتم التنكيل بساكنيها وإرهابهم من قبل القوات الغفيرة التي تحاصرهم، ناهيك عن الحصار المضروب على المناضلات والمناضلين بالجهة واللذين يتعرضون فيها كل مرة لإقامة جبرية غير خاضعة لا للقوانين ولا لمنطق غير منطق البوليس والقمع الذي يمثل أسلوبا أساسيا ومنهجا في التعاطي مع الملفات مهما كان موضوعها، في تحجير تام على كل مواطنة أو مواطن يرفع صوته ضد أيّ انتهاك يطاله أو يطال بقية المواطنين.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني