الصفحة الأساسية > البديل الوطني > لا للدكتاتورية من جديد في تونس
بمناسبة عيد الشهداء:
لا للدكتاتورية من جديد في تونس
9 نيسان (أبريل) 2012

تمرّ اليوم الذكرى 74 لأحداث 8 و9 أفريل 1938 المجيدة التي اندلعت بخروج آلاف التونسيين للتظاهر ضد السلط الاستعمارية، وهو ما قابلته الآلة العسكرية بالرصاص حيث سقط عشرات الشهداء وانطلقت حملة واسعة من الاعتقالات شملت قادة الحركة الوطنية، وقد رفعت الجماهير الثائرة شعار "برلمان تونسي" كمطلب يعكس تطلع الشعب للسيادة والوطن للتحرر.

نحيي اليوم هذه الذكرى بعد أن حقّق شعبنا إنجازا عظيما تمثّل في الإطاحة برمز نظام القهر والظلم والاستغلال والعمالة الدكتاتور بن علي وحزبه التجمع/الحزب الدستوري الذي جثم على صدر شعبنا لأكثر من نصف قرن مغتصبا إرادته وناسفا لتطلعاته في الحرية والديمقراطية والعدالة، وهي المطالب التي ناضل من أجلها شعبنا ضد الاستعمار الفرنسي والدكتاتورية الدستورية في عهدي بورقيبة وبن علي.

لكن ورغم انتخاب المجلس الوطني التأسيسي كمدخل وآلية للانتقال نحو الديمقراطية، فإن أوضاع الشعب لازالت تراوح مكانها بل ازدادت سوء في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي مجال السياسة الخارجية.

فما زالت حكومة الترويكا بقيادة النهضة تواصل نفس الخيارات التي ثار ضدها الشعب والتي لم يجن منها سوى الفقر والبؤس ولم تجن منها البلاد إلاّ التخلف والتبعية.

وحتى ما تحقق بعد الثورة في مجال الحريات هو اليوم بصدد التراجع، فالاعتداء على حرية التظاهر والاحتجاج والتساهل/التواطئ المفضوح مع الميليشيات السلفية التي تنظم الاعتداء على النشطاء والفضاءات العامة والرموز الوطنية (حادثة العلم بمنوبة) ومظاهر التداخل بين الدولة/الحزب (حركة النهضة) بما في ذلك المشاركة في تنظيم العنف ضدّ المتظاهرين كما حدث منذ يومين ضد "اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل"... وإشاعة جوّ من الخوف والرعب والإرهاب الفكري والمادي لتسهيل تمرير دستور على القياس هو التفاف مفضوح على ثورة شعبنا وعلى تطلعاته التي ما انفك يكافح من أجلها منذ عقود.

لقد خرج شعبنا إلى الشوارع منذ 74 عاما ضد إرادة العسف الاستعماري، وها هو اليوم يخرج للتظاهر ضد عسف الحكومة بعد أن خال أنه بإسقاط بن علي أسقط الجور والتعسف، ومثلما تصدى لعصا بن علي، لن ترهبه عصا النهضة، وكما انتصر سابقا سينتصر اليوم ولن تتوقف مسيرة النضال من أجل تحقيق أهداف الثورة كلفه ذلك ما كلّفه.

إنّ حزب العمال الشيوعي التونسي إذ يحيي هذه الذكرى، فإنّه يقف إجلالا أمام قوافل شهداء تونس بمن فيهم شهداء 8 و9 أفريل 1938 وشهداء الحركة التحريرية، وشهداء الحرية والكرامة طيلة أكثر من نصف قرن من الحكم الدستوري وآخرهم شهداء ثورة 17 ديسمبر – 14 جانفي، ويرفع عاليا المطالب التالية:
- إعادة الاعتبار لكل شهداء تونس بتخليد أسمائهم ونشرها للعموم.
- تمكين عائلات شهداء الحركة اليوسفية وأحداث قفصة من رفاة أبنائهم.
- جبر الضرر المعنوي والمادي لعائلات من قضى تحت التعذيب.
- التسريع بتمكين جرحى الثورة من كامل حقوقهم المعنوية والمادية والكف عن الاعتداء عنهم.
- الإسراع بإصدار وتفعيل قانون العفو التشريعي العام بما يعيد الحقوق لكل ضحايا العسف والقمع.

عاشت تونس، عاش الشعب.
المجد للشهداء، العار للقتلة والجلاّدين.

حزب العمال الشيوعي التونسي
تونس في 9 أفريل 2012


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني