إنّ حزب العمال الشيوعي التونسي :

بعد اطلاعه على ما تعرض له المشاركون في المسيرة السلمية التضامنية مع العراق التي دعا إليها الاتّحاد الجهوي للشغل بصفاقس صبيحة هذا اليوم الأحد 16 فيفري 2003، من قمع بوليسي وحشي، أدّى إلى إصابة ما لا يقل عن 17 أو 18 مشاركا، نساء ورجالا بجروح وكسور مختلفة ممّا استوجب نقلهم إلى المستشفى والاحتفاظ ببعضهم تحت المراقبة الطبيبة، علما أنّ البوليس حاول منع سيارات الاسعاف من نجدة المصابين.

  يندّد بشدّة بهذه الممارسات الوحشية التي تحصل يوما واحدا فقط بعد خروج الملايين من البشر في مئات المدن من بلدان العالم (أكثر من 1800 مدينة وما يزيد عن 160 عاصمة) –خاصة في أوروبا وأمريكا- في مسيرات حاشدة للتنديد بمثيري الحرب في الولايات المتحدة وبريطانيا من أجل السيطرة على نفط العراق وعلى المنطقة بأسرها، وتعزيز الهيمنة على العالم والتحكّم في مصائر الشعوب والأمم عن طريق القوة العسكرية الغاشمة.
  يعتبر أنّ منع التونسيين والتونسيات من ممارسة حقهم في التظاهر، يمثل جزءا لا يتجزّأ من حرمانهم من كافة حقوقهم السياسية ومحاولة فرض الصمت عليهم ومنعهم من التعبير عن أرائهم ومواقفهم سواء تعلّق الأمر بالقضايا الوطنية أو القومية أو الأممية.
  يؤكّد أنّ ما يمارسه النظام التونسي من قمع لحرية التعبير والتظاهر ليس له من هدف في الظرف الرّاهن سوى إرضاء الادارة الامريكية وتخفيف الضغط عليها وهو ما يمثل تشجيعا لها على المضي قدما في مخططاتها العدوانية كما أن هذا القمع يعكس خوف النظام من أن تنقلب الاحتجاجات على الحرب وعلى الغطرسة الامريكية والصهيونية إلى احتجاجات عليه هو خاصّة أنّ الاسباب الاحتجاجية والسياسية لذلك كثيرة ومتعدّدة.
  يعلن تجنده إلى جانب القوى الديمقراطية والوطنية والتقدمية أحزابا ومنظّمات وجمعيات وشخصيات للدفاع عن الحق في التظاهر وعن الحق في معارضة الحرب والعدوان على العراق وفي التضامن مع الشعب الفلسطيني الشهيد.
  يُحيّي بالمناسبة كافة المناضلين والمناضلات بصفاقس الذين جرُأوا على كسر الطوق وتجاوز حالة الاستكانة التي تطبع الشارع التونسي رغم ما يتهدّد الوطن العربي بأسره من مخاطر جسيمة.