الصفحة الأساسية > البديل النقابي > مصنع SETA إلى أين؟
مصنع SETA إلى أين؟
9 نيسان (أبريل) 2010

بعد فرحة شباب منطقة جبنيانة والقرى المجاورة لها من العاطبين عن العمل بفتح المصنع المعروف عندنا بمعمل "الكابل" وتوجّه عدد هام منهم لطلب شغل هناك قد يضمن لهم الحد الأدنى من مقومات إنسانية الإنسان وكرامته، تبخرت أحلامهم فجأة بمجرّد ملامستها الواقع. لقد صدموا بحقيقة كون عصابة كبرى من المتعاقدين من سلك وزارة الداخلية وموظفين عموميين من أقارب مدير المصنع، المستثمر التونسي، المعروف باسم "سي مليك" هي من تشرف على كل كبيرة وصغيرة بهذا المعمل، فعبرها هي يمرّ الانتداب وعلي يديها تتحرك دواليب الاضطهاد. وللتذكير يمثل هذا المصنع فرعا تابعا للشركة الأم المنتصبة بسوسة والتي كانت "صوت الشعب" قد نشرت تحقيقا عن الغبن الذي يعاني منه العمال بهذا المصنع. وهو ليس بالأمر الغريب في ظل النظام الرأسمالي التابع والعميل الساهر على مصالح البرجوازية بتشريعاته وحتى ببوليسه إن اقتضى الأمر.

الإنتداب: بداية رحلة المعاناة

تبدأ رحلة المعاناة منذ تقديم مطالب الشغل إذ مرّت أغلب المطالب عبر معتمدية المنطقة، ولكم أن تتصوّروا ألوان العذاب والمهانة التي عانى منها الشباب الذي لا يتمتع بـ"الأكتاف " والفاقد لبطاقة انخراط في التجمّع. فالفوز بمقابلة السيد المعتمد أو الشيخ ليس بالأمر الهيّن. وهو ما حدا بالعديد من أهالي المنطقة،الذين تمّت مماطلة أبنائهم للحصول على شغل، للاعتصام أمام مقر المعتمدية منذ حوالي الشهرين ولكن قوات القمع فرّقت اعتصامهم بالقوة وبسرعة كبيرة. ومن جهة أخرى، حاول بعض شباب المنطقة تنظيم تحركات للمطالبة بالحق في الشغل في هذا المصنع حيث اعتبروا أن حرمانهم من الانتداب جاء على قاعدة فرز أمني من قبل المعتمد، ولكن الرد كان أمنيا كالعادة حيث تعرضوا لمضايقات عدة طالت عائلاتهم (تهديد وترهيب...) كما تم استدعاء بعضهم للبحث بمركز الشرطة ممّا يؤكد أن الشغل في تونس حق لكن المطالبة به جريمة.

ظروف شغل قاهرة

لم يجد الشباب اللاهث وراء قوته اليوم عملا بل وجد إطارا لاضطهاده واستغلاله بكل وحشية وتفرض عليه العمل لساعات غير محدودة (بين 8 و9 ساعات) ويجري حرمانه من الراحة تقريبا (لا تتجاوز الراحة نصف ساعة) وإجباره على تناول وجبات من مطعم المصنع (كسكروت لا يكفي حتى لتجديد الطاقة الضرورية لقوة العمل) حيث يتم خصم معلوم هذه الأكلة من راتبهم بصورة آلية. وممّا زاد الطين بلّة غياب هيكل نقابي يسند العمال في صراعهم مع الأعراف. ولا يتمتع العاملون هناك بتغطية اجتماعية أو صحية أو التأمين من حوادث الشغل.

فقد صادف أن أغمي على إحدى العاملات و تم نقلها إلى المستشفى فأجبرها المدير على عدم التصريح بكونها تعمل في هذا المصنع حيث هددها بالطرد من المعمل إن هي تمسكت بحقوقها. ولئن اختارت هذه العاملة الاستكانة مقابل الحفاظ على عمل تمتهن معه كرامتها فإن مجموعة أخرى قد اختارت الاحتجاج على الظروف المهينة التي يعانونها داخل المصنع فتمّ طردهم بعد عزلهم عن بقية العمال بالترهيب وبشراء الذمم.

هذه عيّنة من الانجازات التنموية التي ينعمون بها علينا أردنا مشاركتكم إياها تعميما للتجربة وشحذا للهمم في طريق النضال من أجل الشغل والحرية والكرامة الوطنية.

مراسلة من جبنيانة


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني