الصفحة الأساسية > البديل الوطني > من أجل مساندة واسعة و عاجلة لأهالي الحوض المنجمي بقفصة
باريس - لجنة مساندة أهالي الحوض المنجمي بقفصة:
من أجل مساندة واسعة و عاجلة لأهالي الحوض المنجمي بقفصة
29 شباط (فبراير) 2008

من أجل مساندة واسعة و عاجلة لأهالي الحوض المنجمي بقفصة

ضد الفقر المدقع و الخصاصة و القمع

من أجل الحق في الشغل و العيش الكريم !

رياح الإنتفاضة تهب على الحوض المنجمي بقفصة، خاصة في "الرديّف" و "المضيلة" و "أم لعرايس"، فلنعبر لهم عن تضامننا الفعال !

منذ الخامس من جانفي 2008 تعرف منطقة الحوض المنجمي بقفصة حالة غليان مستمرة. و القطرة التي أفاضت كأس العلقم الذي يتجرعه أهالي هذه المنطقة المنسية منذ سنين تمثل في تزوير نتائج المناظرة التي نظمتها شركة فسفاط قفصة و التي إفتقرت لأبسط شروط الشفافية و النزاهة و الحياد.

و ما إن تم الإعلان عن نتائج تلك المناظرة الشكلية حتى إنكشفت المحسوبية و الغش الفاضح الذان وسماها، حيث هبّ المعوزين و المهمشين متجمهرين في الشوارع و الساحات العمومية تعبيرا عن سخطهم تجاه إدارة الشركة (التي تمتلكها كليا الدولة) و السلط الجهوية، في بادىء الأمر، ثم سرعان ماتحولت إلى نقمة عارمة على الحيف الإجتماعي الناتج عن السياسة الإقتصادية التي تتبعها الدولة : رجالا و نساءا ؛ شيبا و شبانا ؛ أصحاب الشهائد و غير المتعلمين ؛ عمالا و محرومين من الشغل ؛ مدرسين ؛ فلاحين ؛ نقابيين و حقوقيين... الكل إلتقوا في الشوارع مرددين نفس الشعارات و منادين بنفس الإصلاحات.

أرامل عمال المناجم (أولئك المساكين الذين قضوا نحبهم بسبب الأمراض المهنية دون أن تحصل عائلاتهم على أدنى تعويض جبرا للضرر...) اللاتي تفتقرن لدخل شهري قررن الدخول في إضرابات جوع إلى أن تلبى مطالبهن المشروعة.

عائلات أخرى معوزة نصبت الخيام حذو الإدارات العمومية المحلية حيث تتواجد كل أفرادها ليلا نهارا تعبيرا منهم عن نفاذ صبرهم و فقدانهم للأمل !

إن الحوض المنجمي بقفصة يعرف منذ ما لا يقل عن 20 سنة حالة من الفقر المدقع التى لا تطاق. يكفي أن نجري مقارنة بسيطة بين معدل البطالة الوطني (حسب الإحصائيات الرسمية) الذي يبلغ الـ % 14،1 مع معدلات البطالة في كل من "أم لعرايس" (%38،5 )

المضيلة (%28،4 ) السند ( % 28 ) الرديف (% 27،7 ) حتى ندرك التدهور الخطير للأوضاع بالمنطقة. و هو ما يجعل آلاف العائلات القفصية تعيش في حالة "ما تحت الفقر" !! ليس لهم ادنى مدخول شهري و لا حيطة إجتماعية و لا أبسط إعانة من الدولة التى تستمر مع ذلك كله في التباهي المكذوب بــ "معجزاتها الإقتصادية و التنموية" !!!

إن أهالي قفصة الأحرار قد أماطوا اللثام عن الوجه الحقيقي لتونس "الداخلية" و أبانوا بما لا يدع مجالا للشك زور و كذب الإدعاءات الرسمية المتعلقة بـ "معدلات النمو العالية" و "إنعدام الفقر بتونس" عبر أساليب مدنية سلمية في النضال من أجل الكرامة الإنسانية. طوبى لكم أهالي قفصة، يا من بددتم في شهر و نيف أكاذيب حكم إستفحلت على مدى عقدين !

و بعد محاولات التطويق و التعتيم العابثة للتحركات الجماهيرية بالحوض المنجمي لجأت السلطة المستبدة إلى مسخ من التحاور مع ممثلي الحركة الشعبية، حيث أرسلت الحكومة ثلاثة وزراء إلى قفصة قصد "التفاوض" مع المنتفضين دون أن يقترحوا على الأهالي و لو حلا عمليا وحيدا لمشاكلهم الحياتية.

من جانب آخر تفيد معلومات وثيقة المصدر أن حشودا غير عادية لقوات "الأمن" و الجيش ترابض قرب الرديف و أم لعرايس. الشيىء الذي لا ينبىء بخير !

و لذلك –لربما– أطلق أهالي الرديف صيحة فزع و إغاثة إلى كل من يطمحون إلى العدالة الإجتماعية للإلتحاق بمنطقتهم يوم الإثنين 3 مارس المافق لإنتهاء المهلة التفاوضية مع السلط.

و إنه يوم 27 فيفري نُظم بمقر "فدرالية التونسيين من أجل المواطنة بالضفتين (للمتوسط)" إجتماع عام إخباري و تضامني مع أهالي قفصة، ضم ناشطى جمعيات أهلية و مناضلين و ممثلي أحزاب المعارضة بباريس، تشكلت على إثره "لجنة مساندة أهالي الحوض المنجمي بقفصة" التى تتشرف بالتعبير عن مساندتها المبدئية المطلقة و اللامحدودة لأهالي الحوض المنجمي الأحرار.

و اللجنة تعبر منذ الساعة عن تبنيها لكل المطالب المشروعة التي عبر عنها أهالي قفصة و لا سيما :

1) إلغاء نتائج المناظرة المغشوشة مع إتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها توفير مواطن الشغل للمعوزين

2) خلق مواطن شغل لأصحاب الشهائد المحرومين من العمل و الذين يمثلون ما لا يقل عن نصف البطالين في تونس

3) إلتزام الدولة ببعث مشاريع صناعية كبيرة قادرة على استيعاب معظم "العاطلين عن العمل"

4) إجبار شركة فسفاط قفصة على الإلتزام بالمواثيق الدولية القاضية باحترام البيئة و المحيط حسب قاعدة "على الملوث مسؤولية جبر الضرر"

5) ضمان الخدمات العمومية الضرورية ( من كهرباء و ماء صالح للشرب، الخ) للأقاليم المعنية

هذا و إن "لجنة مساندة أهالي الحوض المنجمي بقفصة (بباريس)" تحذر السلطة من مغبة الإلتجاء الى "الحل الأمني" الذي قد تلجأ إليه في معالجة خلافها مع المنتفضين، و تحملها المسؤولية كاملة في صورة التفجر العنيف للإحتقان الراهن

و اللجنة تناشد بصورة إستعجالية كل الناس و الجمعيات و المنظمات المحلية و العالمية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان و المحافضة عن البيئة بحشد الجهود و تجميعها من أجل إسناد مُعوزي الحوض المنجمي و مساندتهم حتى تتحقق مطالبهم المصيرية المشروعة.

لجنة مساندة أهالي الحوض المنجمي بقفصة

C/o FTCR, 3 rue de Nantes 75019 Paris – Courriel : bassin.minier@yahoo.fr

تنظم لجنة مساندة أهالي الحوض المنجمي بقفصة حملة لتوزيع هذا البيان بالعاصمة الفرنسية باريس.

الموعد: الساعة الثالثة بعد الظهر ببال فيل عند محطة مترو كورون الخط رقم 2.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني