الصفحة الأساسية > البديل الوطني > هل هناك مشاكل بين المركزية النقابية وبعض وسائل الاعلام الرسمية؟
هل هناك مشاكل بين المركزية النقابية وبعض وسائل الاعلام الرسمية؟
26 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

تشهد أروقة الاتحاد العام التونسي للشغل هذه الأيام وخاصة في مكتب الأمين العام أحاديث حول توتّر العلاقة بين المركزية النقابية وبعض وسائل الإعلام وخصوصا منها وكالة تونس إفريقيا للأنباء.

وتقول المصادر أن بعض وسائل الإعلام رفضت نشر تغطية إعلامية حول الهيئة الإدارية الوطنية التي انعقدت آخر الأسبوع الفارط بسبب تضمّن البيان الختامي للهيئة الإدارية لائحة خاصة مساندة لإضراب قطاع التعليم الثانوي الذي سيتمّ تنفيذه يوم 27 أكتوبر الجاري.

يا أمة ضحكت، وتضحك، من جهلها، الأممُ

(1) أسئلة حائرة

بعد أن انقشعت، اليوم، 25أكتوبر الغيوم الأمنية عن مدينة قليبة، أخذ سكانها يتساءلون، في حيرة واستغراب "هل كل هذا العدد المهول من رجال الشرطة يبحثون عن الأعداد الكبيرة من الدراجات النارية والسيارات، التي سُرِقت من البلدة،ولم يجدوها إلى الآن وهم كل يوم أحد ينتشرون في المقاهي، كالجراد، ويطوقون المدينة من كل ناحية، كل هذا ولم يقبضوا على السراق؟" فيجيب آخرون: "لو انكبّ عملهم على السرّاق لقبضوا عليهم منذ مدة، لكن الأمر إنهم يضيّقون على الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ويمنعون نشطاءها من الاقتراب من مقرات فروعهم" فيضيف البعضُ الآخر: "لا إله إلاّ الله!. نحن نعرف رجال الرابطة، إنهم أصحاب قيم ومبادئ واستقامة وفكر ووطنية، فما الذي يخيف منهم" هل هم أكبر خطر علينا من السرّاق والمافيوزيين ومروّجي الزطلة وغيرها من المخدرات، وقُطّاع الطرق والخاطفون والمتاجرة في الأطفال والرضع وحديثو الولادة في المستشفيات الحكومية؟"

راجعوا حساباتكم،وثَبِّتوا أولوياتكم.

(2) توضيح

أن تستمع لواحد من الانتهازيين والوصوليين والقوادة من خلائق الشعب المهنية، وهو يحدثك عن إضراب الأساتذة، المؤكد تنفيذه من قبل أساتذة وأستاذات التعليم الإعدادي والثانوي فقل له: "هل الشعبة المهنية تحقق مطلبي في زيادة أجري، وتحسين أوضاعنا المهنية والاجتماعية، وحمايتنا من الاعتداءات التي نتعرّض إليها، سواء من التلاميذ العائقين، ومن أوليائهم الجهلة؟" فإنه سيحاول صرفك عن مثل هذه المجالات من الكلام، الذي يعتبره في غير محله، إلى غيره، الذي يعتبره هاما ومفيدا، وما عليك، عندئذ، إلاّ أن تقول له: "الشعبة المهنية سياسة، ونحن نريد أن تبقى المدرسة بعيدة عن السياسة. بينما النقابة هي التي تعنينا سواء داخل المدرسة أو خارجها، وهي التي تدافع عني ، ماديا ومعنويا، وترفع من شأني، ولن أتخلّى عنها، وكلما تدعوا إلى إضراب أكون أنا أول المستجيبين والمنفّذين، فأنا بها قوي وهي بي قوية، وبقوتي وقوتها يكون الإتحاد العام التونسي للشغل قويا ومهابا ومسموع الكلمة.

(3) لِمَ التعجيل المهووس في تدجين منظمات المجتمع المدني؟

مجموعة من المواطنين تقدمت بطلب للدولة لبعث جمعية مختصة بالبيئة، فأوعزت السلطة لمن في حجرها ليكونوا الجمعية وأُعطيت لهم، وسدّت الباب أم من سبق بالطلب. ماذا تعمل هذه الجمعية المفبركة؟ هذا غير مهم، والمهم أنها موجودة وكفى (وِاللّي نعرفوه خِيرْ م اللي ما نعرفوش). ومجموعة أخرى طلبت أن تكون جمعية للخضر، فسارع من بيدهم القرار لتحفيز مَن يثقون بهم وأعطوهم الجمعية والأموال والسكرتيرة، وبقي الطالبون الأساسيون في التسلل. أما إذا كانت جمعية قائمة وممثَّلَة، كجمعية القضاة أو جمعية الصحافيين، فإنهم يدفعون بأذنابهم للقيام بدور انقلابي وينقلبون على الشرعيين، ثم يقومون بتنصيب "أذنابهم" عليها ومن ثَمّ ينالون تأييدهم ومناشداتهم وتصفيقهم، وتمثيلهم في الخارج. فلا تسألوا عن الحياء ولا الأخلاق، فهل ستسألون عن القانون، وهو آخر مَن يُسأل عنه، إن سئل، وهو قد تحنّط بفعل فاعلٍ، ليس غريبا ولا أجنبيا ولكنه هو.... فأين المجتمع المدني وأين نسيجه الاجتماعي؟ أم كما تقول الحكاية الشعبية: "مرقتو ولا فُرْقْتو = مرقثه ولا فرقته"؟ أو كما يقول المثل البدوي :" ريحةْ اللبن في الطاسْ = رائحة اللبن في الكأس" والفاهم يزيد يفهم الواقع كتاب مفتوح الصفحات واضح الحروف، والمعاني والكلمات.

شعرٌ يُنسَب إلى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لا يغـرّنّك غدرُ الزمان، لطالما رقصت على جثث الأسود كلابُ ولا تظُنّنّ، برقصها، تعلو على أسيادها تبقى الأسودُ أسودا والكلابُ كلاب وقريب من هذا المعنى، قال، قبله، الشاعر المصري نجيب سرور: "للأسد هيبة في موته، ليست للكلب في حياته".

الأستاذ عبد القادر الدردوري
قلبيبة


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني