الصفحة الأساسية > البديل الوطني > "هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات" تدين الاعتداءات المرتكبة بمناسبة حفل الفنان مرسال (...)
"هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات" تدين الاعتداءات المرتكبة بمناسبة حفل الفنان مرسال خليفة
30 تموز (يوليو) 2009

إن "هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات" تعبّر عن استنكارها وإدانتها للمضايقات والضغوط والاعتداءات التي سُلّطت على العديد من رموز المجتمع المدني بهدف منعهم من حضور الحفل الذي أقامه الفنان اللبناني مرسال خليفة بمسرح قرطاج الأثري مساء الاثنين 27 جويلية 2009. فقد أقام البوليس السياسي مدعوما بأعوان بالزّي الرّسمي، العديد من الحواجز بالمحطات والطرق المؤدية إلى ضاحية قرطاج وعلى طول المسافة الفاصلة بين مأوى السيارات بقرطاج والمسرح الأثري وحتى أمام المسرح ذاته للتثبت في وجوه وأحيانا في هويات الوافدين على الحفل ومنع العديد من الناشطين والناشطات في مختلف الميادين من الحضور.

ففي محطة تونس - حلق الوادي - المرسى (ت.ج.م.) اعترض البوليس السياسي الذي كان يحاصر المكان مجموعة من الطلبة ومنعهم، رغم اقتطاعهم تذاكر الحفل، من التحوّل إلى قرطاج، كما اعترض بعض المحامين من بينهم الأستاذان فريد العلاقي وسوسن السلاّمي اللذين تمكنا من الذهاب في وسيلة نقل أخرى، ولم يتمكّنا من الدخول إلاّ بعد احتجاجات من المحامين. وبين الطريق الرابطة بين تونس والمرسى وفي مستوى البحيرة قطع أعوان بالزّي الطريق على سيارة كان يمتطيها حمّه الهمامي وابنته الصغرى وأفراد عائلة أخرى بينهم أطفال واحتجزوا أوراق السيارة مدعين أن سائق ارتكب مخالفة وفرّ ولم يخل سبيلهم إلاّ بعد انطلاق الحفل وبعد احتجاجات ومشادات تعرّض فيها الأطفال أنفسهم للدفع والتهديد. وفي محطّة قرطاج اعتدى البوليس السياسي بالعنف على الصّحفي زهير مخلوف (جريدة الموقف) الذي كان مصحوبا بزوجته وأنتزع منه تذكرتيهما ومزّقهما كما مزّق له قميصه وأطرده هو وزوجته من المكان بدعوى وجود تعليمات لمنعه من حضور الحفل.

كما اختطف البوليس السياسي الصحفي محمد مزام (راديو 6) ووضعه في سيارة ورمى به في مكان بعيد عن قرطاج (عين زغوان). كما حاصر أعوان آخرون المحامي الأستاذ كريم قطيب في سيارته قرب جامع العابدين بقرطاج وحاولوا منعه من الوصول ولم يخل سبيله إلاّ بعد تدخل عدد من المحامين على عين المكان، وأمام المسرح اعتديَ على وسام الصغير ومنع من الدخول، كما لاحق البوليس السياسي عدّة وجوه أخرى من المجتمع المدني ممن تمكّنوا من الدّخول بهدف إخراجهم، وتطويقهم ومحاصرتهم طيلة الحفل.

وبالإضافة إلى ذلك فقد تعرّض العديد من الشبان للعنف والتهديد لأن بعضهم يحمل معه علم فلسطين فانتزع منه وبعضهم الآخر يرتدي تبانا عليه صورة تشي غيفارا فمُزِّقَ. فبشكل عام فقد جرى الحفل في أجواء متوتّرة تذكر بما حصل في الحفل الذي أحياه الفنان مرسال خليفة في شهر ماي بمدينة قفصة حيث عوّض مكان الحفل الأصلي بقاعة صغيرة ومُنِع رموز المجتمع المدني بالجهة من الدّخول ولم يحضر الحفل إلاّ جمهور "مختار" أغلبه من أعوان السلطة. وتمثّل هذه الممارسات انتهاكا خطيرا للحريات، فرموز المجتمع المدني على المستوى الوطني والمحلّي أصبح يمنع عليهم، لا حضور الندوات الفكرية والسياسية فحسب بل كذلك حضور حفل فنّي مع أفراد عائلاتهم فتفتك منهم تذاكرهم التي اشتروها بمالهم الخاص (سعر التذكرة الواحدة 16 دينار تونسي) ويعتدى عليهم بالعنف وتفتعل لهم قضايا ويروّع أطفالهم. وهو ما يبين ما وصلت إليه حالة النظام السياسي في بلادنا من انغلاق واستهتار بحقوق المواطنين وحرياتهم أشهرا قليلة قبل موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تصرّ السلطات على الإعداد لها في مناخ القمع المنهجي الذي لا يستثني أحد بهدف الاستمرار في دوس الإرادة الشعبية.

إنّ "هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات" إذ تستنكر كافّة الأعمال القمعية التي استهدفت العديد من رموز المجتمع بمناسبة حفل مرسال خليفة، وتعبّر عن تضامنها مع ضحايا هذه الممارسات، تؤكّد إصرارها على مواصلة النضال من أجل احترام حرّية المواطنين وحقوقهم بما في ذلك حقهم في التنقل وفي حضور الأنشطة الفكرية والسياسية والفنية وتهيب بكل المعارضة المدنية والسياسية بأن تتنبّه إلى خطورة الوضع وتوحّد صفوفها للتصدّي لهذا التصعيد القمعي.

هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات
تونس في 30 جويلية 2009


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني