الصفحة الأساسية > نصوص ومنشورات أخرى > الثلاثاء 1 نوفمبر 2005: أصداء الإضراب

الثلاثاء 1 نوفمبر 2005: أصداء الإضراب

الثلاثاء 1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2005

الندوة الصحفية

عقد المضربون عن الطعام اليوم ندوة صحفية على الساعة الحادية عشر صباحا بمقرّ الإضراب. وقد شهدت حضور وكالات الأنباء العالمية التالية: رويترز، البي بي سي، الـ أ ف ب والـ أ ب إلى جانب عدد من المناضلين ولجنة مساندة الإضراب واللجنة الطبية.

وقد ترأس الندوة الأستاذ العياشي الهمامي الذي تعرّض إلى حملة التضامن الواسعة مع الإضراب التي شهدتها البلاد في نهاية الأسبوع المنقضي، كما تطرّق إلى تدهور الحلة الصحية للمضربين وخصوصا الأستاذان رؤوف العيادي ومحمد النوري والقاضي مختار اليحياوي وردّ على اتهامات السلطة التي وصفت البلاغات الطبية حول تدهور الحالة الصحية للمضربين بكونها مجرد خطة لمغالطة الرأي العام والتلاعب به.

ثم تناولت الكلمة سناء بن عاشور منسّقة اللجنة الوطنية لمساندة الإضراب لاستعراض تفاصيل حركة إضرابات جوع المساندة التي شهدتها البلاد في نهاية الأسبوع الفارط. وللتذكير فإنّ هذه الحركة شملت 22 جهة إلى حدّ اليوم وفاقت كل التقديرات إذ شارك فيها أكثر من 250 مناضلة ومناضل. كما استعرضت آفاق نشاط اللجنة التي ستواصل عملها وفقا للأشكال التي ستحددها.

وقبل إحالة الكلمة إلى الصحفيين، قدّم الدكتور فتحي التوزري منسق اللجنة الطبية الملف الصحي ثمّ تطرّق إلى التشويهات التي تروّجها السلطة واصفا إيّاها بكونها طريقة غير جدية وغير مسؤولة في التعاطي مع الخصوم السياسيين ومع تدهور وضعهم الصحي ومع الأطباء ذاتهم.

وعلى صعيد آخر ركّز المضربون خلال الندوة على تعمّد السلطات قطع خطوط الهاتف التابعة لاتصالات تونس والبريد الإلكتروني على المضربين وعموم المناضلين في الوقت الذي تستعدّ فيه لاحتضان قمة المعلومات في أقل من شهر.

وقد وجه المضربون تحية خاصة للنقابيين وللشباب الذين توافدوا بأعداد كبيرة على مقرّ الإضراب، كما أكّدوا إصرارهم على مواصلة حركتهم.

الحالة الصحية للمضربين

- القاضي مختار اليحياوي:

القاضي مختار اليحياوي

أغمي عليه اليوم حوالي السابعة والنصف صباحا. وقد تمّ نقله إلى مصحة المنار أين خضع إلى الفحوص اللازمة قبل أن يعود إلى جانب بقية المضربين.

- الأستاذ عبد الرؤوف العيّادي:

الأستاذ عبد الرؤوف العيادي

نُقل إلى مصحة المنار أين خضع إلى جملة من الفحوص الطبية ثم التحق بعد ذلك بمقر الإضراب. وقد كشف الفحص أنّ بُطَيْنَ القلب (le ventricule) لا يضخ الدم بشكل عادي، هذا إلى جانب صفرة في العينين قد يكون مردّها خلل في عمل الكبد. وللعلم فإن عمل القلب والكبد يؤثران كثيرا في بعضهما. ويرى الأطباء أنّ العلاج الوحيد يتمثل في التغذية.

- الأستاذ محمد النوري:

الأستاذ محمد النوري

رغم الوضع الدقيق لحالته الصحية فقد شهدت اليوم استقرارا نسبيا.

الزيارات

تواصلت اليوم زيارة العشرات من المناضلين السياسيين والنقابيين والحقوقيين والشباب للمضربين. نذكر من بين هذه الزيارات:
-  وفد يتركب من أساتذة جامعيين من كلية العلوم الإنسانية 9 أفريل بتونس، وقد ضم هذا الوفد حوالي عشرة جامعيين كان من بينهم من هو نقابي ومن هو عضو بالمجلس العلمي للكلية. وفد عبّروا للمضربين عن تضامنهم معهم وقالوا لهم: "مطالبكم هي مطالبنا في استرجاع مواطنتنا".
-  وفد عن نقابة الفنيين التونسيين المستقلّين في السينما والسمعي البصري يتركب من الأمين العام السيد علي بن عبد الله وعضو المكتب السيد منير بعزيز. هذه النقابة تأسست في 8 مارس الماضي وتعرّف نفسها على كونها "منظمة نقابية ديمقراطية مستقلة تضم جميع الفنيين التونسيين في قطاع السينما والسمعي البصري الذين يحترفون هذه المهنة بصفة مستقلة وغير مرتبطين بصفة دائمة مع مؤسسات عمومية أو خاصة"، شعار النقابة حرية استقلالية تضامن. وقد عبّر الوفد عن تضامنه مع المضربين ومساندة مطالبهم التي هي في الواقع مطالب كل التونسيين والتونسيات.
-  وفد عن الجنة الجهوية لدعم المجتمع المدني والحريات بنابل قام بإهداء ورود للمضربين. تركّب الوفد من ستة عناصر وهم السادة عبد اللطيف البعيلي وحليم شعبان وعمار خليل وعمر الفايض ومحمد داود وفوزي قارة علي.
-  المناضلة سيمون بن عثمان أرملة الفقيد أحمد بن عثمان.
-  الأستاذ مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وعدد من رؤساء فروع الرابطة.

كما نذكّر أنّ وفدا عن فرع تونس للمحامين يتقدّمه رئيس الفرع الأستاذ صلاح الدين الشكّي قد زار المضربين يوم أمس.

تلقّى المضربون مكالمة هاتفية من السيدة نيكول بينيون (Nicole Pignon) من جمعية المسيحيين من أجل القضاء على التعذيب (Association des Chrétiens pour l’Abolition de la Torture - ACAT) للاطمئنان على أوضاعهم الصحية ولتبليغهم مساندة منظمتها التي أطلقت حملة تضامن تشارك فيها كلّ فروعها.

على هامش الإضراب

-  بعد وصف بن علي المضربين عن الطعام بكونهم "قلة من المناوئين" واُتّهامهم بـ"محاولة الإساءة" إلى البلاد بمناسبة انعقاد قمة المعلومات واتباع طرق لا صلة لها بـ"طرق العمل السياسي السليم"، وبعد الحملة التي تشنها منذ أيام صحافة التعليمات قصد تشويه الإضراب والمضربين جاء اليوم دور التلفزة التونسية عبر نشرتها الإخبارية لتكون بوق دعاية لأحزاب الديكور وأمناءهم العامين محمد بوشيحة (حزب الوحدة الشعبية) وأحمد الإينوبي (الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) وإسماعيل بولحية (حركة الديمقراطيين الاشتراكيين) الذين استجابوا لنداء وليّ نعمتهم للمشاركة في التنديد بالإضراب واصفين مطالب المضربين بـ"الغامضة والملفقة" واستنكار ما أسموه بـ"الاستقواء بالأجنبي" وقد ذهب الأمر حدّ نعت المضربين بـ"المتعاونين والمتخاذلين مع الأطراف الأجنبية". إنّ هذه الاتهامات الباطلة لم تعد تنطلي على أحد والدليل على ذلك حركة المساندة الواسعة التي يلقاها الإضراب في مختلف أنحاء البلاد. كما أنّ الشيء من مأتاه لا يستغرب، فهذه الأحزاب كانت دوما ورقة التوت التي تحاول بها الدكتاتورية ستر عورتها، وعلاوة على ذلك فإن القاصي والداني يعلم أنّ هذه الأحزاب لا تمثيلية لها إذ هي تقتات من الفتات الذي يمنّ به عليها بن علي ونظامه مقابل دور الديكور الذي تلعبه وهي بذلك تدرك أنّ إحلال الديمقراطية من شأنه أن يعصف بوجودها.
-  تجمّع اليوم عشرات المناضلين السياسيين والنقابيين والمثقفين والحقوقيين والشباب أمام السفارة التونسية بالرباط بدعوة من التنسيقيّة المغربية لمساندة الديمقراطيين التونسيين، وقد رفعوا شعارات تطالب بإطلاق الحريات وإخلاء سبيل المساجين السياسيين بتونس كما عبروا عن مساندتهم لإضراب 18 أكتوبر.
-  كناّ نشرنا قبل يومين الشهادة التي أدلى بها الطالب وليد الحاج عمار حول العنف الذي تعرض له من قبل رئيس منطقة قصر هلال المدعو "كمال الكناني" لما كان متوجها إلى مدينة قصيبة المديوني للمشاركة في إضراب الجوع التضامني يوم السبت الماضي. المضايقات التي يتعرض إليها هذا الطالب لم تتوقّف عند ذلك الحدّ فقد عمد البوليس ليلة البارحة إلى مهاجمة مقر سكناه الذي يقطنه صحبة ثلاثة طلبة آخرين، إلاّ أنهم رفضوا فتح الباب واتصلوا بمناضلة فرع الرابطة حميدة الدريدي التي هبّت لنجدتهم ورافقتهم إلى مكان آخر أين قضوا ليلتهم.
-  إلى جانب قطع خطوط الهاتف والبريد الإلكتروني ومحاصرة مقرات الأحزاب والجمعيات المستقلة تشهد عدّة مدن تونسية هذه الأيام تطوّر شكل آخر من أشكال الحصار يتمثل في طرد المناضلين من المقاهي أو غلقها تماما في بعض الأحيان مثلما حصل الأسبوع الماضي لمقهى قرطاج ببنزرت. في مدينة قفصة ومنذ يوم السبت 29 أكتوبر يقوم البوليس بمنع المناضلين الديمقراطيين من الاجتماع بمقرّ الرابطة مما جعلهم يحاولون الالتقاء بالمقاهي، إلاّ أن أصحاب المقاهي –بأمر من البوليس طبعا- في كل مرّة إمّا يطلبون منهم مغادرة المكان أو يرفضون تقديم المشروبات لهم، وهو ما حدث البارحة بمقهى الكاليبسو الشيء الذي دفع رفيقنا عمار عمروسية إلى أخذ الكلمة داخل المقهى متوجها إلى الحاضرين ليفسّر لهم أسباب منعهم من الاجتماع وتقديم بسطة عن الوضع السياسي بالبلاد والدوافع التي جعلت المناضلين السياسيين والجمعياتيين الثمانية يشنون إضرابا عن الطعام منذ 18 أكتوبر. وقد لاقت مداخلته استحسان الحاضرين.
-  تحية إلى مناضلي نفطة التي تعيش هذه الأيام حصارا بوليسيا رهيبا وصل حدّ منعهم من الجلوس بالمقاهي وإثارة الوشاة ضدّهم. تحية خاصة إلى هشام عتور مناضل الحزب الديمقراطي التقدمي الذي شارك في الإضراب التضامني واستهدف للتعنيف من قبل أحد المخبرين (قوّاد) بإيعاز من البوليس.
-  قامت قناة العربية يوم أمس بتغطية حركة إضراب الجوع، وقد أعطت الكلمة إلى جانب الصحفي لطفي حجّي إلى نور الدين بوطار مدير إذاعة فسيفساء التونسية لتمثيل الطرف المقابل -أي السلطة- وقد حاول هذا الأخير الاستهزاء بتحرك المضربين قائلا ضمن حديثه "تصوّروا أنّ يوم الأحد، يوم العطلة، والإضراب متواصل". يبدو أنّ السيد بوطار لم يدرك حتى الآن أنّ الإضراب ليس إضرابا عن العمل بل هو إضراب عن الطعام !!


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني