الصفحة الأساسية > البديل الوطني > بن علي يواصل"رفع التحديّات"

بن علي يواصل"رفع التحديّات"

الجمعة 12 شباط (فبراير) 2010

الحملة القمعية التي يشنها نظام بن علي على معارضيه من طلبة وصحافيين وحقوقيين ونشطاء سياسيين، لها وجه آخر لا يقل خطورة، وهو الاعتداء اليومي على قوت الشعب التونسي بالزيادة المستمرة في الأسعار. وشملت هذه الزيادة المواد الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها أو تعويضها والتي لا يخلو منها غذاء مثل الحليب والسكر. وجاءت هذه الزيادة في شهر جانفي الذي كان بن علي يتجنب فيه الاعتداء على قوت الشعب خوفا من ردة فعل الناس، ويختار آخر الصيف وعند اشتداد الحرارة وركون أغلب المواطنين للعطل للقيام بذلك.

إن هذه الزيادات تكشف مرة أخرى أن من بين الأسباب الرئيسية للحملة القمعية ضد المعارضين هي إسكات الشعب التونسي حتى يتقبل الاعتداء على قـُوتِهِ صامتا ودون مقاومة. فمع نهاية المهزلة الانتخابية شدد بن علي قمعه للمعارضين على اختلاف مشاربهم الفكرية والسياسية، بطريقة فاجأت البعض ورأى فيها "تطرفا" غير مبرر. لكن بن علي كان يقمع دون هوادة لأنه يدرك أن هناك "تحديات" كبرى أمام نظامه ولا بد عليه من "رفعها" تطبيقا لشعاره الانتخابي "معا لرفع التحديات". وأهم هذه التحديات هي تحميل الأزمة الشاملة التي آل إليها نظامه المفلس إلى الشعب التونسي وذلك بالاعتداء على قوته اليومي. وحتى يمر هذا الاعتداء بـ"سلام" لا بد من ممارسة الإرهاب البوليسي لفرض الصمت على الجميع. وفي الحقيقة فإن المعركة الحقيقية بين نظام بن علي وبين الشعب هي معركة خـُبزٍ بالدّرجة الأولى.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني