الصفحة الأساسية > البديل العربي > محمود عبّاس في عون بن علي...

محمود عبّاس في عون بن علي...

السبت 16 آب (أغسطس) 2008

كان من بين ضيوف مؤتمر الحزب "الحاكم" رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس (أبو مازن). وبالطبع فإنّ من حقـّه أن يحضر أيّ مؤتمر يريد، فهو حرّ في اختيار أصدقائه. و لكن ما ليس له فيه حقّ هو أن يصرّح أمام العموم أنّ الشعب الفلسطيني مع بن علي في ترشحه لولاية خامسة وكأنّ الشعب الفلسطيني نوّب محمود عبّاس ليقول أنه مع الاستبداد، مع الرئاسة مدى الحياة، مع القمع المسلـّط على الشعب التونسي.

لا أحد بالطبع يمكنه أن يصدّق أنّ محمود عباس يتكلـّم باسم الشعب الفلسطيني بل هو يتكلـّم باسم مجموعة صغيرة من البيروقراطيّين الذين عجزوا عن توحيد شعبهم في مواجهة الاحتلال الصهيوني وغرقوا في الفساد وسهّلوا الطريق لبروز حركة "حماس" واستيلائها بدورها على قطاع غزة والاستبداد بسكانها وتعميق الفرقة في الصف الفلسطيني.

لقد كان من الأولى بمحمود عباس أن يهتمّ بقضيّة شعبه وأن يبتعد عن التزلـّف الرخيص للطغاة العرب الذين لا مصلحة لهم في أن يروا الثورة الفلسطينيّة تتقدّم نحو الانتصار بل إنهم يتآمرون عليها ويتمنون وأدها لما تمثله من إلهام للشعوب العربيّة واسترضاءً لأسيادهم الامبرياليّين لكي يبقوهم في عروشهم الهشة.

والقذافي أيضا...

وبدوره، قدم القذافي إلى تونس بعيد مؤتمر الحزب الحاكم وعبّر عن "مساندة الشعب الليبي" لبن علي، والشيء من مأتاه لا يستغرب، فالعقيد يحكم ليبيا حسب أهوائه المتقلبة منذ سنة 1969 ودون أن تكون له أيّ وظيفة "رسميّة" في الدولة سوى كونه "قائد ثورة الفاتح"! ولا يبدو أنه ينوي التخلـّي عن الحكم، و بالتالي فمن مصلحته أن يحاط بحكام لا يتزحزحون عن كراسيهم.

ولكن "العقيد" اعتاد أن يكون أكثر "ذكاءً"، فهو يصرّح دائما أنـّه "ليس حاكما" أو "رئيسا" لأنّ الشعب في ليبيا "يحكم نفسه بنفسه" و بالتالي لا حاجة له بانتخابات، فكيف يناقض نفسه ويصبح في تونس مع "الحاكم" و"الرئيس" ويساند "ترشح" بن علي للانتخابات؟


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني