الصفحة الأساسية > البديل الوطني > من يكون بحق منتصر المخطوف

من يكون بحق منتصر المخطوف

الأحد 12 كانون الأول (ديسمبر) 2010

سمعنا في الآونة الأخيرة عن واقعة هزت أركان الإعلام التونسي ودارت الإشاعات واستنفرت السلطات وتتالت الهتافات منادية بوقفة حازمة من أجل إنقاذ "المسكين" منتصر.

ولسائل أن يسأل عن سرّ هذا الاهتمام الإعلامي الشديد بهذه القضية بعينها والتغافل عن مئات الحالات المسكوت عنها والمحرّمة أو حتى حالات الاختطاف اليومية التي تتجاهلها السلطة تماشيا مع مبدأ "... وقليل الجهد يموت"، ولعل توقيت هذه الحادثة يذكرنا بممارسات الكيان الصهيوني الذي يستغل حدثا عالميا يحضى بتغطية إعلامية وباهتمام شعبي شديد ليمارس أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني.

واستنساخا لهذه التجربة شهدت الساحة الوطنية خلال إشاعة خبر الطفل منتصر حملة كبيرة من الاعتقالات والمحاكمات والتتبعات العدلية في صفوف الطلبة ومحاكمات تحت طائلة قانون الإرهاب وحتى من تجرأ عبر الفايسبوك علي مناصرة "عم صالح" في حملته الانتخابية. كما أن توقيت إشاعة نبأ العثور عليه تزامن مع أزمة دبلوماسية بين أمريكا وتونس وتسرّب أكثر من عشر وثائق تدين النظام التونسي (وكيليكس).

إن المتمعن في واقعنا اليومي يفهم أن هذه الزوبعة ليست إلا سلسلة من حلقات مترابطة (الطوائف الرياضية، برامج تلفزيون الواقع...) تهدف بالأساس إلى تخدير الشباب لإبعادهم أقصى ما يمكن عن همومهم ويجعل منهم قطيعا منتصرا لهذه القضايا ومغيبا ومخطوفا من واقعه الحقيقي.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني