الصفحة الأساسية > البديل الثقافي > الرديف... قلعـة الصّمـود
أبُو ذرّ يبتسم:
الرديف... قلعـة الصّمـود
14 نيسان (أبريل) 2008

أبتسم للنّساء الماجـدات..

أبتسم للفتية والفتيات...

لأضحـك من القوّادين الهاربين

...من المنابـر ومن السّاحات...

مـا أجمـل الصّورة، ما أصعب الفكـرة.. الرديف تستقبل أبطالها ناسية حصارها، ذاهبـة في المدى خلف أسوارها.. الخبز والحريّة.. والكرامـة الوطنيّة..

نساء أطلقت العنان لتخرج من دائرة النسيان.. كدنا ننسى نصفنا الآخـر.. لم يعُـد لنا ضلـع مكسُـور حتّى نُخفيه خلف الأبواب المُوصدة وبين الستائـر الحمـراء.. يُزاحمننا الحراب والرمـاح.. يُزاحمننا المسير للنهايـة.. لصبيّة تبحث عن زوج مُغامـر، وسيّدة تدفعُ زوجها ليٌقامـر، وعجـوز تترحّـم عن زوجها المُهاجـر... يخرُجن في صيحة فـزع.. في تحـدّ لهذا النظام البائـد.. يرسُمن في خيالهنّ.. أو في واقعهنّ صورة للقائـد.. هو المناضـل، هو السجين المُجاهـد.. زغاريـد جفّفت صدى الرصاص والقنابـل.. والصوت يهتف عاليا.. يا سجين لا تهتمّ، شعب الرديف يفديك بالدمّ..

أطفال يسيرون على درب أهملته مجلّة قانون طفلهم.. وللسياسة وجهها الطفولي الذي غيّبته مشاريعهم ودساتيرهم أو حتى خُرافاتهم.. يركُضون في الشوارع بخفّة النّسيم وغيبة النّعيم.. عـرايا الفقـر، جياع الإهمال.. هكـذا تربُّـوا في وطن يُميّـز بين الأطفال.. لكنّهـم فُطمُـوا على كلمات أدركـوا معناها حين جهلناهـا، وكدنـا ننسـاهـا.. يا عمـارة يا حقيـر، يا عـدوّ الجماهيـر.. وعمارة هذا تُخمـة نظام فاسـد، نقـابيّ جـاحـد، وبرلمانيّ للدسيسة شاهـد... أطفالنا يُدركون معنى الحياة ولذلك أحبُّـوا القائـد.. وصاحـوا: يا سجين يا مجـاهد، شعب الرديف هـو الشُاهـد..

شبـاب يسخـر من استشارة شبابيّة.. يقـودها حـزب بنزعـة تكسّبيّـة.. لم يعُـد يُصدّقهم.. يضحك منهم.. وعليهـم.. لم تعُد تُغريـه الهجـرة حـرقـا أو غـرقا.. فالأرض التي تُنهبُ ذهبـا ستشتعل تحت أقدامهم لهبـا.. شباب يغزُوا الشّـوارع.. يـدُ تدفع الحجـارة وأُخـرى ترفع غُصن الزيتون.. ما كانـوا إرهابيين ولا فوضويين.. لا مجرمين ولا فاسدين.. ولكنّهم يخلُقون نظاما أربك نظامـا يفتقد للنّظام.. نعم لن نمُوت ولكنّنا سنقتلع القمع من أرضنا.. يفهمون لغـة الحـوار، بل يُتقنونـه.. يرفُضون الوصايـة، يرون أنفسهم راشدين.. وقادرين.. يرفضون الاستهانة بعقولهم.. يا نظام يا جبان، شعب الرديف لا يُهان.. سواعدهم مفتولـة لمجابهة العصا الغليظة.. أجسادهم تقاوم الكلاب السّمينة.. لا يهابون بطشهم ولا جبروتهم..

المشهد لم يكتمل بعـد.. الكـل يُطارد العسس وقـوّادي الليـل، وممّـن باع نفسـه.. هربت نقابـة المناجـم نحو الدّواميس كالجُرذان، واستغاثت زُمرة القوّادين كالخـرفان... لعـن الرجـال عمارة العباسي.. حاصروا منزل محمد النائب.. ركض الأطفال خلف علي رحيلي.. هاجموا رئيس البلدية الناصـر البوهالي، ومساعـده عبد الرزاق ماجـدي، والعمـدة علي.. وتدخّـل رجال الحكمة ليُنقذوهم.. الكل يصيح.. المسيـرة حُـرّة حُـرّة، والدستُـوري على بـرّة..

المشهـد لم يكتمل بعد.. الرديف نساء ورجالا.. أطفالا.. شيبا وشبابا.. الكل خرج يستقبـل الرجـال.. قلـوب الجمـال.. شُمـوخ الجبـال.. تحيّـــــة...

- بشيـر عميّـدي: لا زلنا نرى فيك صبـرا، لا زلنا نطيع لك أمـــرا..
- عـدنان حاجّـي: يا سيّــد الكلمات.. والبسمات.. بك تلتئم الجراحات..
- الطيب بنعثمان: عنيـدا.. عتيـدا.. على الرجـال شهيـــدا...
- عـــادل جيّـار : ضحكت منهم.. ابتسمت لنا.. فكنت بيننا..
- بوجمعة شريطي: أنت وابنك.. هذا الشّبل من ذاك الأســـد..

المشهـد لم يكتمـل بعــد..

الـرحلـة لم تنته أبــــــدا..

سيـعُـــود أبُـــو ذرّ للهـذيان من جديـــد.. فلا تلـومُـوه أبـــدا...

أبُـــو ذرّ الغفاري


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني