الصفحة الأساسية > بديل الشباب > المؤتمر التوحيدي بين سياسة القمع ومعاول التخريب
الإتحاد العام لطلبة تونس:
المؤتمر التوحيدي بين سياسة القمع ومعاول التخريب
17 آذار (مارس) 2009

يتعرض الإتحاد العام لطلبة تونس في الفترة الأخيرة إلى حملة قمعية تشتد وطأتها مع مرور الأيام ومع اقتراب موعد انعقاد مؤتمره الموحّد. هذه الحملة يذهب ضحيّتها خيرة مناضلي المنظمة وأنشط مسؤوليها. العديد من هؤلاء المناضلين تمّ طردهم من رحاب الجامعة ومنعهم من مواصلة دراستهم، البعض منهم يقبع في السجن بعد محاكمات سياسية جائرة والبعض الآخر، من ضمنهم الأمين العام للمنظمة، ينتظر محاكمات جديدة. ومن المنتظر طرد المزيد من مناضلي الإتحاد خلال الأيام القادمة بعد أن تمّ استدعاء حوالي الثلاثين منهم في مختلف الأجزاء الجامعية للمثول أمام مجالس التأديب بسبب نشاطهم النقابي والسياسي وعلى إثر مشاركتهم في الإضراب العام الذي نظمه الإتحاد يوم 26 فيفري المنصرم. كما تستفيد الحملة القمعية وتكتمل بفضل خدمات بعض الأقلام التي تستغل ما توفره لها أعمدة الصحافة المأجورة لنشر مقالات تشويهية ضدّ الإتحاد وضدّ مناضليه وضدّ جدوى المؤتمر الموحّد.

ورغم شدّة الحملة الأمنية يحاول مناضلو الإتحاد ومناضلو الأطراف اليسارية والديمقراطية الصمود ما أمكن ويسعون إلى تنظيم الاحتجاجات والإضرابات، كما يستعدّون إلى تنظيم المؤتمر التوحيدي لتجاوز وضعية التشتت والانقسام التي يعاني منها العطاء الطلابي بوجهيه النقابي والسياسي.

في مقدمة النضالات الحالية نشهد إضراب الجوع الذي يخوضه خمسة من طلبة الإتحاد منذ أكثر من شهر.

وإن تمّ تكوين لجنة مساندة وطنية للطلبة المضربين عن الطعام، فإن أحزاب المعارضة الديمقراطية تعيش وضعا لا تحسد عليه، يعيقها عن تقديم السند الضروري واللازم لدعم نضالات الطلاب ومساعدة الإتحاد على عقد مؤتمره التوحيدي.

أما السلطة فلا تزال تتعنت في رفضها لمطالب الطلبة ومواصلتها لسياسة الطرد والمحاكمات، وفي إصرارها على ضرب استقلالية الإتحاد العام لطلبة تونس بحرمانه من حقه في إنجاز مؤتمره، وفي تنشيطها وتحريكها لبعض معاول التخريب من داخل الحركة الطلابية.

ويبقى العامل الإيجابي في المشهد الطلابي الحالي هو وحدة التيارات اليسارية والديمقراطية في رحاب الجامعة واتفاقها على ضرورة إخراج الإتحاد من واقع الانقسام وعزمها على عقد مؤتمره التوحيدي خلال منتصف شهر أفريل القادم. وقد أصدرت هذه الأطراف (التيار النقابي التقدمي، النقابيون الراديكاليون، شباب حزب العمل الوطني الديمقراطي، الشباب الاشتراكي الديمقراطي، الشباب الديمقراطي التقدمي، الطلبة القوميون، الطلبة المستقلون، إتحاد الشباب الشيوعي التونسي) يوم 12 مارس الجاري بيانا مساندا لإضراب الجوع ومذكرة فيه بانخراطها في مسار التوحيد.

ولم يشذ عن وحدة الصف الطلابي إلا المناضلين الواقعين تحت التأثير السياسي للحزب الاشتراكي اليساري. لم يكتف هؤلاء بالانسلاخ من مسار التوحيد ومقاطعة الانتخابات القاعدية، بل أنهم لم يساهموا في التحركات الأخيرة بقيادة الإتحاد بما فيها النضالات الداعمة للطلبة المضربين عن الطعام. والأدهى هو انخراطهم في الآونة الأخيرة في جملة من الممارسات الهدف منها تخريب المؤتمر التوحيدي بالتشكيك في شرعيته. وفي ذلك تلتقي تحركات طلبة الحزب الاشتراكي اليساري بمسعى وزير التعليم والسلطة في ضرب استقلالية القرار الطلابي.

ويبدو أن أعضاء المكتب التنفيذي المنخرطين في التوجه السياسي للحزب الاشتراكي اليساري يلقون كلّ أشكال الدعم من وزير التعليم لحثهم على التحرك في اتجاه تخريب المؤتمر القادم للإتحاد بخلق البلبلة والانشقاق. والهدف من ذلك هو تقديم المبرّرات للسلطة حتى تمنع انعقاد المؤتمر بتعّلة أنه لا إجماع في صفوف الطلبة حول مشروعية المؤتمر التوحيدي. وقد تحرّكوا بعد في الخفاء لإغلاق مقر الإتحاد الكائن نهج نابلس وهو لازال يحتضن إضراب جوع الطلبة المطرودين من الدراسة. كما أعلنوا في أواخر شهر فيفري عن عقد هيئة إدارية ترفض المؤتمر التوحيدي. هكذا يقدّم، ومن داخل الإتحاد، طلبة الحزب الاشتراكي اليساري الغطاء للسياسة التي ينتهجها وزير التعليم وتنتهجها السلطة لمنع انعقاد المؤتمر التوحيدي للإتحاد. وهكذا يتحوّل بعض المناضلين إلى أداة لتخريب وحدة الصف الطلابي ووحدة العمل النقابي واستقلاليته.

فهل ستنجح معاول التخريب في عرقلة جهود التوحيد؟ أم أنّ البعض ممّن انساقوا بسياسة الحقد والنرجسية وتغليب المصلحة الضيقة سيعودون إلى سياسة الرشد ولمّ الصفوف؟

إنني أتوجّه بالخصوص إلى أعضاء المكتب التنفيذي الذين يقاطعون مسار التوحيد، كما أدعوهم وأدعو رفاقهم من المناضلين إلى التخلي عن سياسية الأرض المحروقة، "سياسية عليّ وعلى أعدائي". إنني أدعوهم إلى الوقوف في صف الوحدة والخروج من مستنقع الانقسام. فموقع مناضلي الحزب الاشتراكي اليساري يجب أن يكون إلى جانب باقي التيارات اليسارية والديمقراطية، لا إلى جانب السيد وزير التعليم أو غيره من منفذي برامج السلطة.

وفي كل الحالات ليس من خيار أمام مناضلي الإتحاد ومناضلي الحركة الطلابية إلا خيار المثابرة والعزم الدائم على توحيد الصف الطلابي، ففي ذلك مصلحة الحركة الطلابية المناضلة.

- عاش الإتحاد العام لطلبة تونس حرا، ديمقراطيا ومناضلا.
- عاشت الحركة الطلابية سندا لنضال شعبنا، الوطني والاجتماعي.

باريس، في 16 مارس 2009
سمير حمودّة
الأمين العام السابق لإتحاد الطلبة


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني