الصفحة الأساسية > بديل الشباب > ماذا تغــــــــيّـــــــــر في العـــــــــــــــــــــالم...؟
في ذكرى اليوم العالمي للطلاب:
ماذا تغــــــــيّـــــــــر في العـــــــــــــــــــــالم...؟
17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011
الحركة الطلابية جزء لا يتجزأ من الحركة الشعبية

يوافق يوم الخميس 17 نوفمبر 2011 ذكرى تخليد اليوم العالمي للطلاب الذي أعلنته الحركة الطلابية بقيادة الاتحاد العالمي للطلاب يوما للنضال ضد الاستعمار وحروب السطو التي تقودها الامبريالية ضد شعوب العالم، ويعود اختيار 17 نوفمبر بالتحديد إلى أواخر ثلاثينات القرن الماضي التي شهدت أكبر المجازر التي ارتكبت في حق طلاب براغ (عاصمة تشيكسلوفاكيا سابقا) وذلك على يد قوات الاحتلال النازي التي واجهت مسيرات الطلاب المناهضة للاستعمار بالقتل والتنكيل، وقد أدى استشهاد المناضل الطلابي جون أوبلاتيل في مسيرة 13 نوفمبر 1939 المناهضة للاحتلال إلى تصاعد الاحتجاجات الطلابية التي أجبرت سلطات الاحتلال النازية على غلق المعاهد ومؤسسات التعليم العالي لتتواصل حملات الاعتقال والقتل بعد ذلك حيث تم اعدام تسع معتقلين وترحيل 1200 طالبا إلى المعسكرات النازية ليتم تصفيتهم بشكل جماعي في 17 نوفمبر 1939.

إن رمزية هذا التاريخ الذي يعبر عن دموية الأنظمة الاستعمارية جعل العديد من الحركات الطلابية في شتى أنحاء العالم ومن بينها الحركة الطلابية التونسية تخلد هذه الذكرى لتجدد مناصرتها لقضايا الشعوب العادلة ولتعبر من جديد على مناهضتها لشتى أشكال الاستعمار خصوصا وأن العالم ظل إلى يوم الناس هذا محكوما بالنزعات الاستعمارية التي تتحكم في مصائر آلاف الملايين من البشر، ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية وما تلاه من سقوط للمعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي لم يعرف تاريخ الانسانية الحديث والمعاصر سوى نمط واحد من الحياة قائم على الاستغلال فرضته القوى الرأسمالية العظمى بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وحليفها الروحي الكيان الصهيوني، ولم يكن من العسير على المكينة الرأسمالية التي تشتغل بشكل محكم أن تسخر جهود الانسانية قاطبة لإنعاش رأس المال بدماء الشغالين والكادحين وتُشيّد المنشآت ومصانع السلاح على جثث الأطفال والمواطنين الأبرياء. كما لم يكن من الصعب عليها أيضا خوض الحروب الضارية بحثا عن الدولار والنفط ولو كان ذلك على حساب شعوب بأسرها، فبعد ملحمة الفيتناميين في جنوب القارة الأمريكية تأتي فلسطين العرب ثم الحرب على أفغانستان وبعدها العراق، لتصبح بذلك مناطق كاملة من العالم في قبضة الأمريكيين وحلفاءهم يتقاسمون ثروات شعوبها ومقدراتهم كما يحلو لهم...

إن الحروب المعلنة لم تكن أشد وطأة من تلك التي تحاك في السّر عن طريق أجهزة استخباراتية متطورة هندست الانقلابات ومولت الدكتاتوريات في أكثر من بلد، ومع كل وطأة قدم يبحث الغرب الاستعماري عن عملاء له من رؤساء وملوك ومشايخ أو كتابا ومثقفين وإعلاميين...ولأن الربح-ولاشئء غيره- يعتبر حجر الزاوية في النظام القائم أصبح الاقتصاد العالمي في يد حفنة من المضاربين والاحتكاريين وهو ما ترجمته بقوة الأزمات المتتالية للنظام الرأسمالي وآخرها أزمة الرهن العقاري في سنة 2008...ولم تمنع محاولات تلطيف الأزمات أو احتواءها بأشكال مختلفة الملايين من البشر من الاحتجاج ضد النظام السائد، وبعد الحركات الاحتجاجية التي عرفتها منطقة اليورو في كل من اليونان وإيطاليا واسبانيا وألمانيا انتقلت حمى الرفض إلى نيويورك وبالتحديد إلى «وول ستريت» التي تعتبر بمثابة العصب الحيوي للنظام الرأسمالي برمته، ورغم التعتيم الإعلامي وجدت حركة «احتلوا وول ستريت» مساندة في أمريكا وأوروبا وكافة أنحاء العالم وقد شهدت أغلب عواصم العالم في الحادي عشر من نوفمبر الجاري وقفات احتجاجية مناهضة للنظام الرأسمالي...

ربما تواجه الآلة الرأسمالية هذه الاحتجاجات بالقمع أو تحاصرها إعلاميا وسياسيا ولكن الأكيد أن الأزمة قائمة ومتواصلة ومازال يدفع ثمنها آلاف الملايين من المفقرين والمعطلين...كما أن أسياد العالم بصدد البحث عن حلول تخرجهم من عنق الزجاجة، وهو ما يفتح مستقبل الانسانية أمام العديد من الاحتمالات، فإما أن يقود هؤلاء العالم إلى المزيد من البربرية أو أن ينهار عرش الرأسمالية على أصحابه بفضل نضالات الشعوب وإيمانها بالقدرة غلى الخلاص...

ياسين النابلي



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني