الصفحة الأساسية > بديل الشباب > بيان العودة الجامعية
اتحاد الشباب الشيوعي التونسي:
بيان العودة الجامعية
14 أيلول (سبتمبر) 2011

طلبة تونس الأحرار،
إن العودة الجامعية لهذه السنة استثنائية بكل المقاييس، إذ هي الأولى بعد انتفاضة الشعب التونسي العظيم التي اندلعت ضد الظلم والقهر والطغيان يوم 17 ديسمبر 2011 وتواصلت لتعلن ثورة كل الشعب بكل فئاته وشرائحه وطبقاته المضطهدة ضد النظام الديكتاتوري والعائلات المافيوزية الفاسدة لتظفر يوم 14 جانفي بإسقاط الدكتاتور بن علي معلنة بداية مسار ثوري متواصل ضد الفساد والاستبداد ومن أجل الحرية والكرامة الوطنية.
إن الجامعة رغم الحصار والتنكيل والقمع والتهميش في عهد الدكتاتور بن على ظلت صوت الرفض والنشاز في معزوفة الولاء وكانت الحاضنة لسنوات للشعارات التي ردّدها الشعب في ثورته العظيمة: شغل حرية كرامة وطنية، التشغيل استحقاق يا عصابة السراق.
لقد كانت الجامعة دائما، رغم ضرب الاتحاد العام لطلبة تونس وتقسيمه وتشتيته ومنع العمل السياسي والنقابي، جدار الممانعة الأخير ومربع الحرية العصي على الترويض فقدمت دروسا في النضال والصمود.

طلبة تونس الأحرار،
لقد أهدتنا ثورة شعبنا المجيدة فرصة تاريخية للربط مع ماضينا المضيء، لتعود الجامعة منارة للعلم ومدرسة للديمقراطية ومنتجا للأدمغة والكوادر النوعية، وفضاء ثقافيا رحبا تزدهر فيه الملكات وتهذب الأذواق ومنبرا للجدل والنقاش السياسي والفكري البناء.
إنها لحظة تاريخية بكل ما في الكلمة من عمق، لتعود الحركة الطلابية للعب دورها كقاطرة للنضال الوطني والديمقراطي وكجزء لا يتجزأ من الحركة الشعبية المناضلة من أجل استكمال مهمات الثورة في بناء البديل السياسي والاقتصادي والثقافي الذي يخدم مصلحة غالبية الشعب الكادح والمفقر.

أبناء تونس العزيزة،
إن ثورتنا قد أطاحت بالدكتاتور لكنها ما زالت تقاوم فلول الردّة. فقوى الثورة المضادة متأهبة ومستعدة بكل الوسائل للانقضاض على ما حققته من مكاسب فرضت بدماء الشهداء الأبرار وبصمود ملايين التونسيين، سجناء وموقفين متظاهرين ومعتصمين، وإعلاميين ومثقفين وسياسيين ونقابيين شرفاء.
إن رياح الثورة تشتد كل ما اقترب الشعب من فرض إرادته وتوحد حول مطالبه في الشغل والحرية والكرامة، وفي قضاء مستقل وإعلام حرّ وإدارة خالية من العناصر الفاسدة وجهاز أمني في خدمة المواطن والوطن لا زبانية مرتزقة تأتمر بتعليمات العائلات الفاسدة ولوبيات المال المتنفذة.

طلبة تونس،
أبناء ثورة الكرامة،

إن الشعب التونسي بالفعل في مفترق طريق والثورة تواجه خطرا محدقا فقوى الالتفاف من بقايا التجمع، وبوليس سياسي، وعائلات متنفذة، وقوى سياسية خانت الشعب وخط الثورة، تستعمل كل الحيل وتوظف كل إمكانياتها لضرب وحدة الشعب التونسي عبر إثارة الفتن الإيديولوجية والعروشية والجهوية تارة، وعبر التشويش الإعلامي والمغالطة السياسية تارة أخرى، كل ذلك بهدف الالتفاف على الثورة والإرادة الشعبية، وتعبيد الطريق لمواصلة الحكم والاستئثار بخيرات البلاد، وما طرح قضية الاستفتاء بهذا الشكل، وفي هذا التوقيت بالذات، إلا لبث حالة الإرباك ومن عدم الفهم لدى المواطنين في حلقة جديدة من حلقات الالتفاف عبر تقزيم دور المجلس التأسيسي أي تقزيم صوت الشعب وكلمته في القضايا الرئيسية والمصيرية للبلاد، وذلك بتحويله إلى مجرد لجنة لصياغة الدستور ضاربة بذلك عرض الحائط بتضحيات الملايين من أبناء الشعب في سبيل مجلس تأسيسي يؤسس لنمط جديد من الحكم ديمقراطي وشعبي يضمن حق الشغل ويقضى على التبعية ويكرس السيادة الوطنية بحق، ويترجم ذلك في كل القوانين بما فيها ذلك الدستور الجديد لتونس الثورة، تونس الحرية والمساواة، والكرامة، تونس المواطنة والديمقراطية المناهضة للاستعمار والرجعية والصهيونية المناصرة لقضايا التحرر العربي والأممي وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
إن الجامعة إدارة، وتسييرا وبرامج ومنظومات تعيش شأنها شأن كل إدارات البلاد حالة من الفوضى العارمة نتيجة الإملاءات والبرامج التعليمية المسقطة من دوائر النهب الدولي ونتيجة نمط التسيير البيروقراطي كل ذلك على حساب قيمة الشهادة العلمية ومجانية التعليم والمضمون الوطني والديمقراطي في المضامين والبرامج. حيث أصبحت الجامعة مخبرا لتفريخ المعطلين وجيوشا من الاحتياط لسوق الاستغلال الرأسمالي. وما يزيد الطين بلة هو ربط الجامعة بمنظومة الربح والاتجار والاحتكار فجل المبيتات الجامعية تم التفويت فيها للخواص ليصبح الطالب يعيش في دوامة من المصاريف التي لا تنتهي من تكاليف الترسيم والكتب والنقل والسكن والأكلة، كل ذلك على حساب العائلة الذي تتدهور مقدرتها الشرائية باطراد نتيجة الارتفاع المشط في الأسعار وانخفاض الأجور، هذا إن وجد مورد رزق أصلا أو لم يطرد العائل بسبب "صعوبة الظرف الاقتصادي".
إن فتح باب الاستثمار في التعليم أمام المستكرشين من الرأسماليين (مبيتات خاصة، جامعات خاصة...) قد جعل من التعليم سلعة تباع وتشرى ومصدرا للربح والإثراء مما دمر التعليم العمومي وأدخله في أزمة خانقة على جميع المستويات وخلق صنفين من التعليم: تعليم للأغنياء في الجامعات الكبرى المتوفرة على أحدث التجهيزات والبنى التحتية وأفضل الكوادر والإطارات التربوية وشهادات علمية للمتخرجين ذات قدرة تشغيلية عالية. وتعليم أخر للفقراء من أبناء الشعب في مباني آيلة للسقوط، خالية من التجهيزات والمكتبات وغير قادرة على الحد الأدنى من الاستيعاب (أزمة اكتظاظ) والتكوين (قلة الإطارات) وفوضى إدارية وشهائد علمية مفرغة من المستوى وذات قدرة تشغيلية ضعيفة جدا إن لم نقل معدومة.

أبناء تونس الأحرار،
إن استكمال مهام الثورة يطرح علينا وبإلحاح مسألة توحيد الحركة الطلابية في إطار جبهة طلابية ديمقراطية ووطنية ثورية تحمل هموم عموم الشعب التونسي بطبقاته المسحوقة وتقف حجر عثرة إمام مساعي الثورة المضادة وبالتالي فأن مسألة إعادة الاعتبار وتفعيل منظمتكم النقابية العتيدة الاتحاد العام لطلبة تونس مهمة ملقاة على كاهل الجماهير الطلابية المناضلة على أرضية تكرس شعار الحركة الطلابية "جزء لا يتجزأ من الحركة الشعبية".
لا خلاص للجامعة من براثن النهب والاستغلال إلا بخلاص تونس من بقايا النظام الفاسد الذي مازال يتحكم في الوزارات والإدارات ويملي البرامج ويعطي التعليمات. لا يمكننا بناء جامعة شعبية وتعليم ديمقراطي وثقافة وطنية، جامعة تؤمّن تعليما محترما وشهائد علمية ذات قيمة علمية وتشغيلية إلا في إطار بناء النظام الوطني والديمقراطي الجديد، فمصير الجامعة من مصير البلاد.
وأمامنا لحظة مفصلية لنقول الكلمة الفصل: إننا مع تعليم وطني لا تتحكم فيه الدوائر الغربية، تعليم مجاني عمومي لا يحتكره كبار الرأسماليين. فمصلحة طلبة تونس من مصلحة أوليائهم من الكادحين ومن مصلحة الأجراء والمعطلين والمهمشين في نظام ديمقراطي ووطني يكرس سيادة الشعب على خيراته وقراراته وسلطة الشعب على كل ممتلكاته وخياراته.


- جامعة شعبية تعليم ديمقراطي ثقافة وطنية
- الحركة الطلابية جزء لا يتجزأ من الحركة الشعبية
- من أجل جبهة طلابية ديمقراطية ووطنية ثورية
- من أجل استكمال مهام الثورة
- من أجل بديل ثوري حقيقي
- المجد للشهداء

اتحاد الشباب الشيوعي التونسي
14 سبتمبر 2011


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني