انتشرت في إيطاليا في المدة الأخيرة ظاهرة جديدة وجديرة بالاهتمام تتمثل في بروز قنوات تلفزية من نوع جديد كمؤشر على بداية نشوء إعلام بديل عن الاعلام الرسمي والبرجوازي الذي يسيطر عليه كبار الرأسماليين ويملك فيه الوزير الأول اليميني المتطرف سلفيو برلسكوني واحدا من أكبر التجمعات الاعلامية والاتصالية في إيطاليا ( فين انفست: قناة italia uno وقناة rete quatro وقناة canale 5 ).

تعمل القنوات الجديدة خارج القانون وبسرية عن السلطات وتطمح إلى خلق إعلام حر وديمقراطي فعلا يزاحم الاعلام البرجوازي التقليدي. وتهتم هذه القنوات بمشاغل جماهير الشعب الإيطالي وبالقضايا الدولية من وجهة نظر أخرى. وتخصص مساحات هامة من بثها للمواضيع الساخنة داخل إيطاليا وعلى الساحة الدولية.

طريقة عملها بسيطة وتعتمد على البث في الأحياء الشعبية حيث يقع التقاطها بسهولة من المواطنين عن طريق الهوائيات الأرضية.

تتمحور مواضيع برامجها حول الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الشعب الأيطالي كالبطالة وتشرد الطفولة وكذلك القضايا الدولية الكبرى مثل المظاهرات المساندة للشعب الفلسطيني التي عامة ما تعتم عليها قنوات التلفزات الأخرى. وفي إحصاء أخير توجد بمنطقة بالارمو بصقلية وحدها حوالي 22 قناة من هذا الطراز.

حكومة اليمين بقيادة برلسكوني سارعت لطمس هذه الظاهرة إلى سن قانون يحرّم هذا النوع من الاعلام إلى جانب سلسلة من العقوبات المادية والمعنوية.

وبالمقابل ازدادت شعبية مثل هذه القنوات لدى عموم الناس وباتت محط انظارهم فيما بدأت تظهر لدى أصحابها والقائمين عليها علامات التعاون والتضامن والتنسيق.

ظاهرة جديرة بكل اهتمام وللمتابعة.