الصفحة الأساسية > البديل العالمي > انتصار ساحق لشافيز وللشعب الفنزويلي
انتصار ساحق لشافيز وللشعب الفنزويلي
18 تشرين الأول (أكتوبر) 2004

أعلن المجلس الانتخابي الفنزويلي، وهو هيئة مستقلة، عن نتائج الاستفتاء الشعبي حول مواصلة الرئيس الحالي "فيقو شافيز" لولايته إلى حدود سنة 2006 أمام تخليه عن الحكم والدعوة إلى انتخابات رئاسية سابقة لأوانها. أعلن عن النتيجة يوم 16 أوت على الساعة 3 و47 دق بنسبة 58,25% لـ:"لا". وهذا هو الانتصار السابع لشافيز منذ توليه الحكم في 1998. وقد كان الاستفتاء ديمقراطيا وشفافا بتأكيد الملاحظين الأجانب (مركز كارتر الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية ومنظمة الدول الأمريكية OEA..) كما كانت نسبة المشاركة مرتفعة مقارنة بالانتخابات السابقة التي عرفتها فنزويلا. لقد شكّل هذا الاستفتاء صراعا بين عامة الشعب الفنزويلي المؤيد للرئيس شافيز وبين معارضيه وعلى رأسهم خدم الامبريالية والبرجوازية العميلة.

1 – لمحة تاريخية عن الصراع السياسي في فنزويلا:

عاشت فنزويلا أزمة اقتصادية تمثلت في انخفاض الناتج الداخلي الخام بـ10 نقاط بين 1998 و2003 وعجز في الخزينة وإغلاق لعديد المصانع وارتفاع نسبة الإجرام. فأعلن رئيس فنزويلا "شافيز" عن عديد الإجراءات من أهمها تأميم "مجمع البترول الفينزويلي" وهو ما اعتبرته البرجوازية الليبرالية الموالية لواشنطن مسا بالملكية الفردية وفتحا للباب أمام "الثورة الاشتراكية" على غرار كوبا فيديل كاسترو. وفي 11 فيفري 2002 قام الأعراف وكنفدرالية العمال بفنزويلا بمحاولة انقلابية ضد شافيز باءت بالفشل كما فشل الإضراب العام الذي بدأ في ديسمبر 2002 وانتهى في فيفري 2003 بعد أن وضعت السلطة حدا لأعمال التخريب وتفجير أنابيب النفط وتم إيقاف ومحاسبة المجرمين كما عزلت الحكومة 15 ألف موظف من الشركة النفطية العملاقة. ومع نهاية العصيان المدني ضد شافيز بدأت البرجوازية العميلة تفكر في إزاحته سلميا عن طريق صندوق الاقتراع وبدأت في تجميع الإمضاءات المطالبة بإقالته وتم ذلك بزعامة الرأسماليين "جوليو بورج" و"إيريك مندوزا" وهما على رأس حزب "العدالة أولا".


2 – تطويق الأزمة

من الإنجازات الهامة لشافيز أنه تمكن من إعادة تنشيط الاقتصاد. وفي ما يلي بعض الأرقام: ارتفاع الناتج الداخلي الخام بـ29,8% بين 2003 و2004 وخلق 52 ألف موطن شغل وانخفاض نسبة البطالة بـ3,5 نقاط (من 19,1% إلى 15,6%) وتطور الإنتاج في القطاع العمومي بـ 42% و23,4% في القطاع الخاص مع ارتفاع النشاط البترولي بـ72%. ونظرا لأهمية البترول لما يمثله في صادرات فينزويلا (80% من قيمة الصادرات) وارتفاع أسعاره نفهم بسهولة أن اقتصاد فينزويلا سيتطور أكثر فأكثر ليدعم البرامج الاجتماعية المقامة لصالح الشعب الفينزويلي.


3 – الشعب يجني ثمرة التطور الإقتصادي

ركز شافيز عمله ودعايته في أوساط جماهير الفقراء والعمال في فينزويلا بتعزيز برامج اجتماعية هامة "الصحة العمومية" و"محو الأمية" و"التعليم العالي" إلخ.. كما وفر الحريات السياسية لتصبح حرية التعبير للجميع بما في ذلك أصحاب رؤوس الأموال الذين لهم قنواتهم الإذاعية والتلفزية. والتجمعات والمظاهرات مسموح بها. كما أقام شافيز علاقات ودية مع كوبا التي تربطها مع فينزويلا اتفاقات ثنائية تدعم اقتصادهما فأرسلت كوبا مثلا 1300 طبيب للعمل في الأحياء الشعبية والأرياف و5000 ممرن رياضي. بينما تبيع فينزويلا لكوبا النفط بشروط ميسرة (53 ألف برميل في اليوم).


4 – خاتمة

لقد أظهرت الأحداث أن الشعب الفينزويلي أنقذ شافيز من الهزيمة ومنحه فرصة مواصلة البناء لصالح الشعب والوطن ولِمَا لا تحقيق الحلم الذي عجز "بوليفار" عن تحقيقه وهو إقامة كولمبيا الكبيرة (توحيد كولمبيا وفينزويلا وبوليفيا والأكواتور والبيرو).

إن ما تم في كاراكاس سيكون له تأثير مباشر في بقية بلدان أمريكا اللاتينية وأن الصراع بين القطبين المتضادين لا رجعة فيه لأنه صراع بين رؤيتين متناقضتين للعالم.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني