الصفحة الأساسية > البديل العربي > غـزة بيعت في المزاد..
غـزة بيعت في المزاد..
8 كانون الثاني (يناير) 2009

غـزة... جرح يلفض مئات الشهداء والآلاف من الجرحى والحصيلة لازالت قابلة للإرتفاع في ظل حملة البربرية من طرف الصهاينة على شعب أعزل إختار أن يكتب تاريخه بالدماء التي أضحت أنهارا لا تتوقف..

غـزة... تقاوم باللغة والخطابات والأجساد العارية وبعض من الصواريخ التي لا تخلف الكثير من القتلى.. تقاوم جلادي دير ياسين وصبرا وشاتيلا دون هوادة ودون إنتظارات من أنظمة عربية مهترئة..

غـزة روح بلا جسد.. فالجسد إنبرى تحت التراب والأنقاض وأطنان القنابل الذكية منها والغبية.. الثقيلة والخفيفة.. أما الروح فقد إزدانت بحلي عروس المقاوم، متخندقة داخل جبهة الصمود والتحدي في وجه العمالة والخيانة والتبعية..

غـزة... ضحية الحسابات الإقليمية بين "مزايد" بالقضايا القومية العربية والإسلامية وبين مرتهن للمصالح الأمريكية الصهيونية، بين محور "شيعي" تقوده إيران التي لم تتخدر جهدا في تدمير العراق الشامخ، وسوريا الغارقة في نظام الإستبداد البعثي والعاجزة على طرد المحتل من هضبة الجولان منذ عقود أو حتى الرد ولو رمزيا على القصف الأمريكي على بلدة "بوكمال".. وبين محور "الإعتدال" أو الأصدق قولا محور "الإعتزال" على رأسهم مصر التي أضحى حكامها، سلالة الفراعنة في الماضي، أقزاما ودمى، والسعودية مخزن النفط العالمي وقلب الأمة الإسلامية الغارقة في الجهل والمحكومة بأيدي نظام قروسطي إستبدادي عميل، يضاف لهما مملكة خلقت من خراب وسراب يقودها ملك لايحسن إلا الولاء والطاعة لأمريكا مع الحذق في التعبير عنهما باللغة الأنقليزية..

غـزة... أطلقت صيحة فزع للعالم "الحر"، تناشده الشهادة على "هولوكست" القرن الواحد والعشرين..

غـزة... عزيزة على القلب وعلى الروح.. شامخة بعشقها للحرية، صامدة بعشقها للأرض والكرامة.. نازعة ورقة التوت عن نظام عالمي جديد يبرّر الموت والقتل وذبح الأطفال..

غـزة لا تنتظر طغاة العرب لنصرتها ولا أصحاب العمائم ولا ملوك الجهل والإستبداد والجبروت، إنما تنادي بالصوت العالي على الإنسانية المناصرة للحق والعدالة والتحرر لنصرتها ضد برابرة الماضي/الحاضر..

غـزة... تفضح الإستبداد عندما تقمع الشعوب العربية بكل وحشية لما إنتفضت وتضاهرت على الجرائم البشعة بكل عفوية فلم تنل إلا الهروات والإعتقالات والدعاية الممزوجة بهراء "الأمن القومي"..

غـزة... كشفت جوهر التناقضات بين إمبريالية مستشرية تحمي مصالحها الطبقية ولو على جماجم الأطفال وبين شعوب تروم للتحرر والإنعتاق..

غـزة... كشفت أهمية المسألة الديمقراطية في المجتمعات العربية كونها المدخل الحقيقي والرئيسي لمساندة ميدانية بعيدا عن بيانات "التنديد" والإستنكار"، فالديمقراطية هي التي تطيح بالعملاء والخونة وتجلب الحرية، والحرية تحمي إستقلالية القرار الوطني وتحقق التماهي بين الموقف الرسمي والإرادة الشعبية في نصرة الثكالى..

غـزة... أصمدي وقاومي ولا تنكسري وتصدي لكل من يرغب في إختراقك من الداخل ومن الخارج..

غـزة... إن نضالك ضد العجرفة الصهيونية يتقاطع بالضرورة مع نضال الشعوب العربية ضد الإستبداد بكافة تشكلاته.. فدمائك غالية وعزيزة والخزي والعار لكل الخونة والعملاء..

صـامـد


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني