تتويجا لسلسلة التحركات (إضراب يوم 18 أفريل 2006، إضراب يوم 19 ماي 2006، تجمعات أمام الإدارات الجهوية للتعليم، توقف عن إصلاح الباكالوريا لمدة 3 ساعات يوم 15 جوان 2006...) دعت النقابة العامة للتعليم الثانوي إلى تجمع وطني أمام وزارة التربية والتكوين يوم الثلاثاء 26 جوان 2006. ورغم التعتيم الإعلامي والحصار البوليسي وتواطؤ المركزية النقابية فقد لب الدعوة حوالي 250 أستاذة وأستاذ. جاؤوا من مختلف جهات البلاد، ولكنهم منعوا من الوصول إلى مقر الوزارة إذ سدت المنافذ المؤدية إليها بأعداد غفيرة من البوليس بالزي المدني والرسمي. ووقعت مواجهة مباشرة بين الأساتذة والبوليس على مستوى باب العلوج: تشابك بالأيدي وتدافع... وقد استعمل البوليس القوة لتفريق المتجمعين فاعتدى بالعنف اللفظي والمادي على عدد من الأساتذة وقام بافتكاك وتمزيق اللافتات التي حاولوا رفعها. لكن هذا القمع الهمجي لم يرهب الأساتذة فنظموا صفوفهم من جديد وانطلقوا في مسيرة من شارع باب بنات مرورا بباب سويقة في اتجاه مقر الاتحاد العام التونسي للشغل. ورفعت خلال المسيرة الشعارات التالية:

  اتحاد مستقل و الشغيلة هي الكل
  يا مواطن شوف شوف الإرهاب بالمكشوف
  واجب حق التظاهر واجب حق التعبير
  حريات سياسية لا إرهاب ولا فاشية
  الحق النقابي واجب
  صامدين صامدين في العراق وفلسطين

إثر المسيرة وقع تجمع بساحة محمد علي ألقى أثناءه الكاتب العام للنقابة العامة كلمة ندد فيها بالعنف الذي تعرض له الأساتذة وبمنعهم من الوصول إلى مقر الوزارة وأكد على انخراط القطاع في الدفاع عن الحريات، كما تم حرق علم الكيان الصهيوني ورفعت نفس الشعارات التي رفعت في المسيرة.

لقد أكد هذا التحرك أن جبهة المواجهة مع الدكتاتورية النوفمبرية ما فتئت تتسع وتتخذ أشكالا تصاعدية. فبعد المحامين والقضاة والصحفيين و الرابطيين ها هم الأساتذة يخرجون إلى الشارع معبرين عن استعدادهم لخوض أرقى الأشكال النضالية من أجل الدفاع عن مطالبهم المشروعة ودعم نضالات الحركة السياسية من أجل الحقوق المشروعة للشعب التونسي، متحدين الآلة القمعية الرهيبة لنظام بن علي الذي أفلس تماما ولم يعد له ما يقدمه لحركة الرفض المتنامية في صفوف فئات متزايدة من الشعب التونسي سوى لغة العصا.