الصفحة الأساسية > البديل النقابي > مؤتمر METS محطة بارزة في تاريخ النقابة ولكن..!
سـوسـة:
مؤتمر METS محطة بارزة في تاريخ النقابة ولكن..!
7 تموز (يوليو) 2006

أشارت "صوت الشعب" في عددها الأخير إلى هذه المؤسسة العمالية بجهة سوسة وإلى بدايات العمل النقابي فيها منذ أول إضراب احتجاجي ثم تكوين النقابة الأساسية في 2003 فإضراب الـ4 ساعات سنة 2005. ونتوقف هذه المرة للحديث عن المؤتمر الثاني لهذه النقابة الأساسية الذي انعقد بدار الاتحاد الجهوي بسوسة يوم 03/06/2006 لنبرز بعض النقاط التقييمية التي لا تثيرها الصحافة الرسمية ولا حتى جريدة "الشعب" لسان المركزية النقابية.

أول ما يسترعي الانتباه في هذا المؤتمر هو الحضور العمالي الكبير. فقد غصت قاعة المؤتمر بالحاضرين من العاملات والعمال الذين هم في أغلبهم في العقد الثالث من العمر يتقدون حماسا وجرأة دفاعا عن مطالبهم. كانوا يرددون الشعارات دفاعا عن استقلالية العمل النقابي ووفاء لشهداء الحركة النقابية في إشارة منهم إلى نية الشعبة المهنية ومن ورائها الإدارة والحزب الحاكم السطو على نقابتهم المناضلة.

لقد سفه العاملات والعمال أحلام "المرتزقة" وأطاحوا بقائمة السلطة بالضربة القاضية إذ لم يتجاوز رأس قائمة الشعبة 48 صوتا في حين تحصل آخر فائز في قائمة "النضال النقابي" على 409 صوتا. وفي ذلك درس بليغ لمن لم يتعظ بالدروس بعد. هذا من حيث الحضور والنضالية والالتفاف حول النقابة التي حققت عديد المطالب المهنية لمنخرطيها نخص بالذكر منها طرد شركة المناولة وإدماج العملة وترقيتهم وإرجاع المطرودين والتصنيف المهني وخلاص الساعات الإضافية والراحة السنوية الخالصة الأجر و الترسيم...

لقد أدى تحقيق كل هذه المطالب إلى ارتفاع في عدد المنخرطين لتقفز النقابة الأساسية من المرتبة 120 إلى المرتبة الأولى في الترتيب من حيث عدد الانخراطات في فترة نيابية قياسية (1076 منخرط). كل ذلك جيد وهام ويستحق التنويه بالنسبة إلى هذه النقابة الفتية. ولكن للبيروقراطية حساب آخر قد يخفى على العمال. ذلك أن البيروقراطية ترمي من خلال توسيع الانخراطات في هذه النقابة إلى خدمة مصالحها وأهدافها الانتخابية القادمة واستعمال العمال ككتلة ضغط ضد شقوقها المتنافسة. وقد ظهر ذلك من خلال كيل المديح للبيروقراطية ولرموزها.

لقد غابت عن المؤتمر التدخلات العمالية ونقاشات المطالب وتشريح الواقع العمالي بحكم انعدام الوعي السياسي وحصر البيروقراطية الوعي العمالي في البوتقة المهنية الضيقة فكانت المصادقة على التقرير الأدبي بالإجماع بدون اعتراض ولا تحفظ! كأن كل شيء على أحسن ما يرام! مما فتح المجال لتصديع الآذان بالتصفيق في موضع وغير موضع وهو سلوك سلبي يجب التنبيه إليه. وهذه مسؤولية العاملات والعمال الذين لهم حد أدنى من الوعي السياسي. وهنا لا بد من التساؤل عن موقع القوى التقدمية والديمقراطية من الاستقطاب البيروقراطي/ التجمعي في هذه المؤسسة؟ أين الالتحام بالطبقة العاملة الذي تتحدث عنه القوى الطليعية واليسارية منها بالخصوص؟ هل تعلق كل شيء على مشجب الحصار البيروقراطي وقمع السلطة؟ أم أنه آن الأوان لكي تنظر تلك القوى إلى نفسها مليا في المرآة؟

نشدّ على أيدي عاملات وعمال METS بكل حرارة وقوة تقديرا لنضالاتهم، مع التنبيه إلى ضرورة الفرز بين الغث والسمين حتى لا يخدعهم المديح البيروقراطي ويعوا ما فيه من تضليل وتعتيم حول ما يقع في الساحة السياسية من حصار وقمع وتشويه للديمقراطيين والتقدميين الذين يدفعون الثمن باهظا من أجل الدفاع عنهم وعن غيرهم من فئات الشعب المضطهد دون أن يعرفوا أو يتعرفوا عن هؤلاء الأحرار المحاصرين أو ليربطوا نضالهم المهني من أجل المطالب المادية بالنضال من أجل الحرية السياسية والكرامة الوطنية ولينخرطوا في النضال الديمقراطي المفتوح دون حيادية مفتعلة أو استقلالية وهمية.

ب. ش.

نقابي



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني