مثلما كان متوقعا وبعد مرور ثلاثة أشهر كاملة خاضت خلالها عاملات "أولد أمريكا" نضالات متنوعة ابتداء بالاعتصام الطويل (أكثر من ثلاثة أشهر) إلى التظاهر في الشوارع بمدينة صيادة أمام مقر المعتمدية حيث واجهتهن قوات البوليس بهمجية إلخ. أغلقت المؤسسة نهائيا لتنطلق الإجراءات القانونية (قضية عدلية) للمطالبة بمنحة الإعلام بالطرد ومنحة مكافئة نهاية الخدمة وغرامة الطرد. لكن في الأثناء وإثر التحركات المفتوحة والاعتصام بالشارع حققت العاملات مكسبا هاما تمثل في استرجاع بعض مستحقاتهن من العرف: (زي الشغل لسنة 2005، بقية منحة الإنتاج لـ2005، المفعول الرجعي للزيادة في الأجور منذ 15 جوان و فيفري). وقد نالت العاملات منحتين اجتماعيتين (200 دينار في كل مرة) باستثناء العاملات اللواتي لهن أقدمية أقل من 3 سنوات حسب القانون الجائر.

وفي انتظار أن يعين مصفـّى للشركة وتقوم العاملات بالإجراءات في اتجاه العقلة التحفظية تواصل العاملات الاعتصام حفاظا على المعدات والسلع الموجودة بالمعمل. وقد اتفقت العاملات على مواصلة الاتصال ببعضهن للضغط في اتجاه صرف 12 منحة اجتماعية من الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية للعاملات وعدم السقوط تحت ضغط الحاجة إلى العمل بمؤسسة أخرى حتى لا تحرم من هذه المنح.

هكذا إذن تسرح مئات العاملات والعائلات من الشغل بعد عشرات السنين من التضحية والبذل والعطاء في مقابل البذخ والرفاه والثروة التي كدّسها العرف من عرق جبينهن.

لقد تعلمت العاملات سواء بـ"أولد أمريكا" أو بمؤسسة هوتريغا أو سوبرتاكس أو كوفرتاكس أو بنبلة برومسيون أو حنبعل وكلها مؤسسات خاضت الاعتصام والإضراب... تعلمت بتجربتها الخاصة أن وحدة العمال والعاملات من شأنها أن تحقق النتائج والمطالب، وأدركت أن السلطة بمختلف أجهزتها (بوليس، قضاء، حزب حاكم، سلط محلية وجهوية، بيروقراطية نقابية..) ضد العمال وفي خدمة الأعراف محليين وأجانب.