الصفحة الأساسية > البديل الوطني > حذار من انفجار الأوضاع مجددا في الحوض المنجمي
حذار من انفجار الأوضاع مجددا في الحوض المنجمي
15 أيلول (سبتمبر) 2009

مازال متساكنو منطقة الحوض المنجمي يعيشون تحت وطأة التداعيات المؤلمة المنجرّة عن لجوء نظام الحكم لاستعمال القوة الغاشمة لقمع الحركة الاحتجاجية السلمية المتعلقة بحق الشغل والتنمية العادلة وقطع الطريق أمام تشكل حركة أهلية مطالبة بإطلاق سراح المساجين وإيقاف التتبع ضد الملاحقين.

ولعل اختلال موازين القوى الطبقية ورجحانها لفائدة الدكتاتورية النوفمبرية مثــّل ولازال عاملا مهما في إمعان حكومة بن علي في مثل هذا الخيار الذي ينسجم أولا وقبل كل شيء مع طبيعتها الاستبدادية إضافة إلى نجاحها الوقتي في استعادة الهدوء وفرض الأمر الواقع على الجميع حتى أن الأشهر الماضية عرفت عودة قوية لحراك رموز الفساد القبلي والتجمعي والحكومي والنقابي مثل "الرديف" حيث عصفت الحركة الاحتجاجية بكل الرموز واتسعت الهوة كثيرا بين الأهالي والسلطة.

ومن نافلة القول أن ذاك الهدوء وتلك العودة ليستا سوى أمرا طارئا مرتبط من جهة باشتداد القمع البوليسي ومن جهة أخرى بشيوع الخوف وحتى مشاعر الإحباط والانكسار لدى فئات واسعة من المواطنين. ولعلّ عودة الاحتجاجات من حين لآخر في الأشهر الأخيرة بمنطقة الرديف رغم الحصار البوليسي وحتى العسكري حول هذه البلدة وأهاليها وتتالي موجات القمع والتنكيل بالشبان والأهالي عقب كل تحرك مؤشر لا يقبل الدحض على فشل الخيار الأمني رغم ثقله في تحقيق أهدافه المتمثلة في فرض الاستقرار وردم الهوة بين الأهالي ونظام الحكم الأمر الذي دفع بمسؤولين كبار في الآلة القمعية بالجهة إلى دخول دوائر اليأس والشك في قدرة العصا الغليظة على تحقيق غاياتها وجعل أكثرهم بطشا وعدوانية يفعل كل ما في وسعه للحصول على نقلة خارج الجهة ويجاهر أكثر من مرة في مجالسه الخاصة وحتى أمام العموم بتبرمه من البقاء في قفصة و"كثرة مشاكلها". ووصل الأمر برئيس فرقة الإرشاد الجلاد "محمد اليوسفي" إلى افتعال المشاكل للمحافظة على احتقان الأوضاع ولفت الانتباه تحت قناعة أن كثرة الاعتداءات على المناضلين والمناضلات من شأنها أن تـُعجّل بنقله خارج الجهة وهو ما صرّح به علنا أثناء اعتدائه بالعنف الشديد في الطريق العام على الرفيق عمار عمروسية أواخر شهر ماي الماضي إذ قال في ذروة غضبه:" فدّيت من قفصة، روحي طلعت، كل نهار نفشخك حتى ينقلوني.. !".

وهي نفس الحالة التي وصل إليها أحد الجلادين الكبار، رئيس الفرقة الثانية المختصة المدعو "بلقاسم الرابحي" الذي قضّى الأشهر الأخيرة من ممارسة عمله قبل إحالته على التقاعد في جوان الماضي سجين انهيار عصبي حادّ دفعه للإسراف في معاقرة الخمر بالأماكن العامة والتشكي العلني من "التمرّد" وفشل القوة في معالجة الأوضاع، الأمر الذي اثار حفيظة أسياده الذين سارعوا بإحالته على التقاعد ورفض توسلاته للتمديد له مرة ثانية.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني