الصفحة الأساسية > البديل الوطني > صـوت الجهات
صـوت الجهات
17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

أولاد عباس

مطالب عديدة والماء الصالح للشراب أهمها

عمادة أولاد عباس – الأحواز، التابعة لمعتمدية حاجب العيون تقع على الحدود بين ولايتي القيروان وسيدي بوزيد. وهي تعتبر بوابة الوسط الغربي. هذه المنطقة عانت وماتزال من التهميش والنسيان منذ العهد البورقيبي مرورا بعهد الرئيس المخلوع، وصولا إلى الحكومة المؤقتة. فلقد انتظر أهالي أولاد عباس انفراج الأمور في أعقاب ثورة الحرية والكرامة لكنها بقيت على حالها... بل أن البعض من بيادقة وأزلام النظام السابق هم الآن في الصورة ويعتبرون أنفسهم من حماة الثورة في المنطقة التي يضع أهاليها اليوم مطالبهم على طاولات الحكومة المؤقتة والسلط الجهوية...

- مواصلة أشغال مد شبكة الماء الصالح للشراب على كامل المنطقة خاصة وأن أحد بيادقة النظام السابق نجح في تغيير مسار هذه الشبكة لمصلحة أصدقائه من أزلام النظام البائد... رغم أن المدرسة الابتدائية والجامع ومقبرة أولاد عباس في حاجة إلى الماء الصالح للشراب... فمتى تعود الأشغال؟ !

- عمادة أولاد عباس التي يقطنها أكثر من ثلاثة آلاف ساكن يعتمد نشاطها على الفلاحة وهي في حاجة إلى تشجيع الفلاحين عبر الموافقة على كهربة الآبار وتوفير القروض والمنح الموسمية والتفكير في بعث مصنع تحويلي بالمنطقة (طماطم، فلفل، مشمش، تفاح...).

- العمل على تشغيل أصحاب الشهائد العليا وبقية المستويات من العاطلين خاصة المنتمين للعائلات المعوزة على اعتبار أن لجنة حماية الثورة بالمنطقة فشلت فشلا ذريعا في توفير الشغل لهؤلاء المعطلين عن العمل بل إن تشغيل ذوي القربى والأصدقاء أصبح من اختصاصهم؟!

- التفكير في بعث مركز صحي بعمادة أولاد عباس لبعد المستشفى المحلي لحاجب العيون عن الأهالي بقرابة 7 كلم. وهم في حاجة إلى الخدمات الصحية الاستعجالية.

- مواصلة تعبيد الطريق إلى حدود الربط مع مدينة جلمة من ولاية سيدي بوزيد (قرابة كلم واحد) على اعتبار أن المسلك الفلاحي الحالي أصبح يمثل خطرا على مستعمليه لكثرة منعرجاته وحفره.

- تمكين 6 عائلات من الانتفاع بالنور الكهربائي لتصبح عمادة أولاد عباس مزودة بالكهرباء بنسبة 100 بالمائة.

هذه هي جملة المطالب التي يرفعها أهالي أولاد عباس. تطرقنا إليها بشكل برقي ليبقى تزويد المنطقة بالماء الصالح للشراب من أهم المطالب خاصة وأن المائدة المائية تعاني من كثرة الآبار السطحية وخاصة العميقة التي انتشرت هذه الأيام بكثرة في غياب الرقابة.

محمد علي العباسي


جومين

الفقر والبطالة رغم كثرة الخيرات

معتمدية جومين من أكبر معتمديات ولاية بتزرت من حيث المساحة حيث تترامى أطرافها إلى حدود ماطر وطبربة وباجة وسجنان وغزالة، إلا أنها في الوقت نفسه من أكثر المعتمديات فقرا حيث تتميز بطابعها الريفي، فهي تعتمد كليا على الفلاحة لما لها من أراضي خصبة وتربة متميزة، دون أن تستغل بطريقة جيدة. فالفلاحة مازالت تقليدية مع غياب المسالك الفلاحية ومياه الرأي بل وحتى الماء الصالح للشراب في بعض المناطق.

أما المشاريع التي بعثت بها فهي لا تكاد تحصى باستثناء معمل «مروى» للمياه المعدنية، ومشروع تنمية الشمال الغربي الذي يحاول أن يرفع من شأن الجهة فلم يقع استغلاله بطريقة جيدة، إضافة إلى مشروع «جومين غزالة» الذي تموله بعض الجمعيات غير الحكومية والمكلف بإعانة صغار الفلاحين في المناطق النائية والذي رصدت له أموال طائلة قرابة 43 مليار إلا أن تلك الأموال قد نُهبت ووقع التلاعب بها عبر المسؤول عن المشروع حتى أن أحد المسؤولين معه من سكان الجهة لما أراد أن يحتج على تبديد تلك الأموال أجبر على الاستقالة والصمت لأنه هدّد بأن تلفّق له تهمة شتم بن علي وعائلته فانسحب فارا بجلده.

ولكن الغريب في الأمر هو أن هذا المسؤول الذي أطرد من الجهة وأحرق منزله عند قيام الثورة يحظى الآن بتكريم وزارة الفلاحة التي عوض أن تحاسبه وتفتح تحقيقا في الأموال التي بدّدها تولّت تكريمه من خلال تعيينه رئيس مصلحة بإحدى الإدارات الفلاحية بالجهة.

ورغم مظاهر التهميش والنسيان التي تعيشها الجهة، ورغم افتقارها لأبسط مرافق الحياة فإن نسبة هامة من أبنائها تميزوا في دراستهم وتحصلوا على شهائد جامعية إلا أن مآلهم كان البطالة والحرمان من الحق في الشغل مما جعل عددا منهم يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام بمقر المعتمدية (30 نفرا) منذ يوم 9/11/2011 وفي ظروف قاسية جدا حيث يقضون كامل النهار والليل على كراسي دون أفرشة ولا أغطية رغم برودة الطقس في الليل مما جعل الكثير منهم يصاب الإرهاق وانخفاض ضغط الطعم منذ الأيام الأولى للإضراب زيادة على تهديدات بعض أزلام النظام البائد. وهكذا تبقى هذه الجهة تعاني التهميش والنسيان وكأن الثورة لم تصلها حتى أن بعض المضربين اعتبرها منطقة لا تنتمي إلى التراب التونسي.

الشاذلي المراوي


منزل تميم

لِزْدِين، قرية تَسْتغِيث

شمال مدينة منزل تميم،وفي طريقٍ تَئِنُّ من هوْلِهِ السيّارات والدَرّاجات وحتّى الحمير والجرّارات الفِلاَحِيّة،وبعد تجاوز الصّقالبة،القُبّة،الغريس؛وعلى اليسار مدخل يأخذُ مُباشرةً لقرية لِزْدِينْ التي أُرْتُهِنَت في العشريّة الخامسة من القرن العِشرين لأحد المُرابين فأنقذها صالِح بن هويّة وسالِم بن حميدة بإفتِكاك صُكُوك الرّهن في سُوق الثّلاثاء بمنزل تميم فتَجِد القرية نفسها اليوْم رهينة طريق قَدْ تَصُحُّ عليه كُلّ التّسْمِيَات في ما عدى طريق:بين الحُفرة والحُفرة رداءة حُفْرَةٌ أخرى،طابَعٌ يَكْسِي الدّرب الرّابِط بينها وبين الوِدْيَان وبينها وبين الرّعينِين وآخر أشَدّ مقتًا بينها وبين الشّعِيبِن المدفُون فيها فقيد حزب العُمّال المُناضِل المُنجِي الدّهمانيّ.

عدد سُكّان «لِزْدِين» لا يبلغ 2000 نسمة، والنّشاط الرّئيسي لهُم هُو فِلاَحة بَعْلِيّة مرفُوقة بتربية مواشي كَرهها أصحابُها وسَئِمُوا فِلاحتهم نتيجة ارتِفاعٍ مُشِطٍّ مُزْمنٍ لا ينقطع لأسعار البُذُور والأدوية والأسمدة إضافةً لحُمّى لا تنتهي من غلاء أسعار العلف حيث بلغ سعر 100 كلغ علف مُركّز 52 دينار والسدّاري الخاضِع لاحتكارات مافِيات الفلاحة 19.5 دينار للـ50 كلغ والأمرُ سيّانٌ لسعر الشّعير رغم الحديث عن وفرة الصّابة الخاصّة بالموسم الزِّرَاعِي الفارط. نشاطٌ آخر في «لِزْدِين» هو تجارة المواشِي الخاضِعة لِتَقَلُّبات سُوقٍ تتحكّمُ فيه عصابات مُرتبطة بالعهد البائد المُتجدّد في صيغةٍ أكثر رداءة.

كَكُلّ البلاد، تشهدُ «لِزْدِينْ» بطالة لأصحاب الشّهائد من ناحية، وبطالة عُمّال حظائر وعملة فلاحيّين من ناحيةٍ أُخرى ترتبط كِلْتَيْهِمَا بالخيارات الاقتِصادِيّة المُنْحَازة لِرأس المال المافِياوِيّ والسّياسة التّنمويّة الفاشِلة القائِمة ليوم النّاس هذا والآخِذة في التّعَمُّق خاصّة في الآوِنة الأخيرة، ولَعَلّها تشتَدُّ في القرية مع وُعُورة الطّريق «المُعَبّد» والذي يفرِضُ على التِّلمِيذ المُتحوّل إلى المدرسة الإعدادِيّة في «الرّعينين» أن يستَيْقِظ مُنذ السّادِسة صباحًا ليلحق حافة النّقل المدرسِيّ التي تنطلق في السّابعة. ويبقى أمام معهَدٍ مُغلق لحُدُود الثّامِنة في حين أنّ المسافة كُلّها لا تتجاوز 3 كيلومتر حسابات الشّركة الجِهَوِيّة للنّقل الضَيِّقة جعلت منها جحِيمًا وأحد الأسباب المُباشرة في انهِيَار المُستوى الدّراسِي لتِلْمِيذٍ في أحيانٍ كثيرة يتمَيَّزُ بِتَفَوُّقه في التّحصيل الدّراسي أيّام دِراسته في المدرسة الابتدائيّة بلِزْدِينْ وهي إحدى أعرق المدارِس بالجهة وأقدمها. تداعى سُورُها للسّقُوط بفِعل التّقادم وغياب الصّيانة مع قاعاتٍ لم تعُد صالِحة حتّى لتربية المواشي ومفتُوحة في نواحِيها بما حَوَّلَها لمحطّةٍ ليلِيَّةٍ لأُمُورٍ لا يُمكِنُ ذِكْرها.

الفَقْرُ في لِزْدِين موجُود كحال الغالِبِيّة السّاحقة من شعب تُونِس الزّوّالِيّ. والإعانات الاجتماعية مفقُودة وحتّى مُقْتَطَعَات المازوط والأسمدة التي كانت تُمنَحُ يوْمًا ما للفلاّح الصّغير أصبَحَت امْتِيَازًا يُمنَحُ بالوساطة والرّشوة وأشياء أُخرى. مُمَارسات تُضافُ إليها مطالب إدارة التّجهيز بمنزل تميم التي تفرض على أهالي القرية توجيه جرّافة لِتَهيِئة أرضِيّة الملعب الخاضِعة دومًا لانجراف السّيُول المائيّة بما يَضُرّ المناطق المُجاورة على نفقتِهِم بدفع ثمن المازوط ومعه باكُو دُخّان للسّائِق و «حويجة» .

يرفُضُ المُزوّدون التحوّل لعُطْرِيّات القرية ومقاهيها لرداءة الطّريق وتجنُّبًا لهلاكِ سيّاراتِهِم، ومثلهم يفعل غالِبِيّة أصحاب التّراخيص الجديدة للنّقل الرّيفِيّ حيثُ يُعاني أهالي القرية من نَقْصٍ فادح في النّقل بما ينعكِسُ بصفة مُباشرة على الرّبط مع المدينة وحالة من البطالة تَبْدُو في الظّاهِر عُزُوفًا عن عملٍ أصبح شَحِيحًا أكثر فأكثر، مع مُستوصفٍ بِدَوْرِهِ يُعانِي من رُطُوبةٍ قد تقتُلُ المريض لا تُداوِيه وقِلّةً فادحة لدرجة الانعدام في الأدوية والإطارات الطّبيّة بما حوّله إلى ما يشبه زاوية وَلِيٍّ صالح أكثر منه مركز تداوي في شارِعٍ وحيدٍ «مُعَبّد» يغيبُ فيه التّنوير العُمُومِيّ وأنهجٍ فرعيّة يستَحِيلُ فيها السّيْرُ أيّام الشّتاء وتتعبُ الأقدامُ فيها صَيْفًا.

تُربة تنجرف، عَجزٌ من سُلْطة مُفرغة تعيسة عن التحكّم في مياه الأمطار التي تتسبّب في توسّع مجال وادي الرّقاد النّابع من مُرتفعات زاوية الشّبعان ليصُبّ في وادي قرية الوِدْيان مُتَسَبِّبًا في كُلّ موجة أمطار في فيضاناتٍ كارِثِية، حالة من غلاء الأسعار بشكلٍ مُضاعف على فَلاّحي لِزْدِينْ ومُربّي المواشي فيها، بُؤسٍ في النّقل المدرَسِيّ، تَهَرُّب الشّركة الجهويّة للنّقل من توجيه حافلة خاصّة بالقُرى الشّمالِيّة لمنزل تميم، رعاية صِحّيّة معدُومة، فَقْرٍ مُتنامي، بطالة، طريقٍ رَثٍّ غيابه أحسن من وُجُوده يجعل منها في حالةٍ أقرب للعُزلة: تِلك هي لِزْدِينْ وتلك هي حالة الظّهير الرِّيفِيّ لمُعتمدِيّة منزل تميم.

رمزي



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني