يعتقد بعض الواهمين أن وضع حقوق الإنسان وخاصة حرية الرأي والتعبير في العراق زمن الاحتلال أفضل مما هي عليه في عهد صدام حسين. لكن الحقيقة هي عكس ذلك تماما باعتراف حتى العملاء الذين ساعدوا الاحتلال واحتموا به. ونكتفي في ما يلي بهذا المثال الذي نشرته منظمة العفو الدولية تحت وثيقة رقم MDE 14/046/2005 بتاريخ 30 نوفمبر 2005 بعنوان "العراق: كمال سيد قادر، العمر 48 سنة، مواطن نمساوي، كاتب"، والذي جاء فيه:

"اختطف في 26 أكتوبر 2005 الكاتب كمال سيد قادر، الذي يحمل الجنسية النمساوية، بحسب ما ورد، على أيدي "البارتيزان" وهو جهاز للاستخبارات الأمنية تابع للحزب الديمقراطي الكردستاني، أحد الحزبين اللذين يمسكان بزمام السلطة في كردستان العراق، وذلك أثناء زيارة كان يقوم بها للإقليم ذي الأغلبية الكردية. ويحتجز حاليا بمعزل عن العالم الخارجي، وتساور منظمة العفو الدولية بواعث قلق من إمكان أن يكون عرضة للتعذيب وسوء المعاملة. ولم يسمح لكمال سيد قادر بالالتقاء بمحامين، ولم توجه إليه تهم أو يسمح له بالالتقاء بعائلته..".

وفي الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر إطلاق سراحه وقع الحكم عليه بـ30 سنة سجنا كاملة! ربما يعتقد البعض أن كمال متهم بالانتماء إلى إحدى فصائل المقاومة المسلحة، كلا! إنه لم يرتكب أي جرم سوى أنه كتب مقالتين على الأنترنيت انتقد فيهما قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني!!