الصفحة الأساسية > البديل الوطني > أحداث وتعليقات

أحداث وتعليقات

السبت 16 آب (أغسطس) 2008

إعتصام من أجل إطلاق سراح معتقلي الحوض المنجمي

دخل اليوم 50 نقابي ومناضل من المجتمع المدني في اعتصام بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة من أجل المطالبة بإطلاق سراح معتقلي الحوض المنجمي.

توسّع الاعتقالات في الحوض المنجمي

بعد الاستفراد البوليسي بالرديف وأم العرايس واعتقال العشرات من الشبان وإحالتهم على المحاكم، بدأت منذ أيام حملة مداهمات واعتقالات في صفوف أهالي المتلوي في أجواء ترهيبيّة وتنكيليّة، وقد أكدت بعض المصادر أن عدد الموقوفين تجاوز المائة ومن المنتظر أن يحال عدد هام منهم في قضايا تحقيقيّة، مع العلم أن المحالين لحدّ الآن على حاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائيّة بقفصة من شبان المتلوي وأم العرايس تعلقت بهم اتهامات ترجع إلى بداية التحركات (وضع أشياء بالسكك الحديدية، تعطيل حرية المرور بالسبل العموميّة) التي وصفتها مصادر قريبة من السلطة حينذاك بالمدنيّة والسلميّة، وإذا بها تتحوّل إلى "إجراميّة" و"جنائيّة" بمجرّد تغيّر طريقة السلطة في التعامل مع احتجاجات الحوض المنجمي، بما يحيلنا ضمنا إلى الطابع الكيدي والتلفيقي للقضايا المرفوعة وإلى الطابع الانتقامي والتصفوي لسلوك السلطة تجاه أهالي الحوض المنجمي، فهل سيتغيّر تكتيك السلطة مرّة أخرى تجاه المنجميّين وتعلن معتمدياتهم "مدنا عدوّة" ويُستنجد بالطائرات والمدافع لدكها وسحقها خاصة بعد أن استنفذت كلّ الطرق الأخرى: قتل، حصار عسكري وبوليسي، مداهمات، اختطافات، تنكيل محاكمات، تعذيب... أم مازال في جراب نظام بن علي أساليب أخرى قبل الوصول إلى ذلك؟ لا تتعجلوا فكلّ شيء متاح في "بازار" 7 نوفمبر!!

سرقات رغم أنف الجميع

افتقدت عائلة المسؤول النقابي الطيب بن عثمان ليلة اعتقاله مبلغا ماليّا قدره 780 دينارا لتصل خسائر هذه العائلة منذ الغزو الأمني والعسكري للرديّف إلى حوالي 20 ألف دينار، الجزء الأكبر منها ثمن آلات لصنع الحلويات اتهمت القوات الأمنيّة بسرقتها في إطار حملات خلع المحلات التجاريّة ونهبها والتي تضرّر منها بالخصوص باعة السجائر الذين فاقت خسائرهم عشرات الملايين من المليمات والتي أصبحت بموجبها مئات العائلات على حافة الجوع والبؤس. وعوض أن تفتح السلطة تحقيقا في الأمر وتعوّض للضحايا نراها تتـّهم الحقوقيّين بتزييف الحقائق وتشويه صورة السلط الأمنيّة في تحدّ وقح للصور التي تناقلتها وسائل الإعلام والتي تجسّد عمليات خلع البوليس للمتاجر وسرقتها والتي أثارت تنديدا وشجبا واسعين. فهل أن قوانين البلاد قد نقحت سرّا، ووضعت عمليات النهب والسرقة تحت بند المسموح به الأمني لحماية "مصلحة الوطن العليا" في ظلّ أوضاع "التمرّد والعصيان"؟ اسألوا ما تبقى من دستور لعلّ أشلاءه تجيبكم!!

الرديّف تؤجّل أفراحها الصيفيّة

كان من المبرمج أن يحتفل عادل جيّار أحد قادة الحركة الاحتجاجيّة بالحوض المنجمي بحفل زفافه أيّام 5 و6 و7 و8 أوت الجاري، كما كان المهاجر الصغير بلخيري وأحد أشقاءه ينويان إحياء حفل زواجهما بضعة أيام بعد عودته إلى أرض الوطن. لكنّ مشيئة السلطة التي زجّت بعادل جيار والصغير بلخيري في السجن بتهم جنائيّة أبت إلاّ أن لتحجب الفرحة عنهما وعن عائلتيهما وأصدقائهما. وعموما تأجلت كلّ الاحتفالات المبرمجة هذا الصيف بالرديّف فحتى الناجحون في امتحانات الباكالوريا لم يسعدوا بارتقائهم.

أوّل صيف منذ عقود لم تـُوَزّع مشروبات ومرطبات، ولم تلعلع زغاريد ولم تعل أغان ولم يرقص شباب، وفـُرض صمت طويل وحزن عميق، كيف لا وكلّ الأهالي مسّهم ولا يزال نوع من الانتهاكات والمدينة ما تزال تزح تحت حصار أمني مطبق ويمنع فيها التجمّع والالتقاء. لا تستغرب الأمر فتونس بلد الفرح الدائم!!

مهاجرون من نوع خاص

عرفت مدينة الرديّف كغيرها من مدن الحوض المنجمي بكبر جاليتها في الدول الأوروبيّة، وعندما يعودون إليها في عطلة الصيف يتبدّل وجه المدينة تماما ويضيفون إليها رونقا خاصا وأجواء احتفاليّة لم يعهدها أهاليها في سائر أيام السنة. لكن صيف 2008 كان مختلفا تماما إذ تحاشى العديد منهم العودة خاصة بعدما بلغهم خبر إقحام عدد منهم في قضايا شباب الحوض المنجمي وقادة الحركة الاحتجاجيّة بتهم تقديم المساعدة الماديّة والتضامن المعنوي خاصة وأن المئات منهم وبالخصوص في مدينة نانت الفرنسيّة قد نظموا مسيرات وتجمعات وإضرابات جوع دوريّة تضامنا مع أهاليهم وتنديدا بانتهاكات السلطة في حقهم، وهكذا تحرم المئات من العائلات المهاجرة من العودة إلى بلدانها بشكل طبيعي لمجرّد تنديدها بممارسات السلطة القمعيّة. يحدث هذا في الوقت الذي يطبّل فيه نظام الحكم في "الندوة السنويّة للتونسيّين بالخارج" لصواب سياساته تجاه المهاجرين ويعدّد شتى "التشجيعات" التي يغدقها عليهم: لعلـّه يقصد أولئك الذين يقبلون رشاويه ويتجسّسون على معارضيه ويصفقون لـ"نجاحاته" الانتخابيّة، أمّا غيرهم فغير مهاجرين، وغير تونسيّين...

تحشيد قضائي في قفصة

أكدت بعض المصادر أن جميع القضاة العاملين بجهة قفصة قد تمّ استدعاؤهم في الأيام الماضية إلى الاجتماع ليلا، وقد يأتي ذلك في إطار استنفار جهودهم استثنائيا للنظر في ملفات عشرات الموقوفين والمحالين قبل بداية الموسم الدراسي، وهكذا تريد السلطة أن تحسم ملف أبناء الحوض المنجمي أمنيّا وقضائيّا قبل أن ينقضي الصيف ولو كان ذلك على حساب عطل وراحة واستقلاليّة القضاة الذين يقع تحشيدهم مثلما هو حال أعوان البوليس في استهجان لهذا القطاع وتبخيس له. وتجد السلطة تواطؤا من عدد هامّ من هؤلاء القضاة الذين لا يأذنون بالفحص الطبي لضحايا التعذيب ولا يفتحون تحقيقا في اتهامات بتدليس محاضر بحث ويهرسلون المحامين أثناء مرافعاتهم ويبالغون في تضخيم الأحكام في علاقة باحتجاجات اجتماعية. لكن والسلطة تتعجل الحسم الأمني والقضائي قبل منتصف سبتمبر تنسى أن لأهالي المعتقلين ولحركة التضامن الوطنيّة والدوليّة وزن قد يقلب موازينها وحساباتها، واللي يحسب وحدو...!!

من يتحدّى من؟

انعقد من 30 جويلية إلى 2 أوت 2008 المؤتمر الخامس للحزب الحاكم الدستوري الديمقراطي، وقد سمّي بمؤتمر "التحدّي". ويرى فيه أصحاب الدار وخدمهم من مرتزقة أحزاب الديكور عنوان المرحلة القادمة بما تعنيه بالخصوص من مصاعب اقتصاديّة واجتماعيّة في حين قد ترى فيه المعرضة الديمقراطية مضاعفة لاحتكار القرار السياسي ومزيد تعميق الفوارق الاجتماعية والاستغلال الاقتصادي وتفعيل اتخاذ "التجمّع" كواجهة لسيطرة البوليس السياسي على جميع أوجه الحياة ببلادنا، في حين قد لا يرى فيه أهالي الحوض المنجمي سوى مزيد تحدّي فقرهم وبطالتهم ومزيد التشفي في معتقليهم ومحاكميهم... ولكن ماذا بعد التحدّي؟ هل هو السقوط المدوّي؟!!

تحرّك بالمظيلـّة

على إثر رواج خبر أنّ شركة الفسفاط بالمظيلة تنوي انتداب 24 سائقا، تجمع أمام مقرّ الشركة يوم الاثنين 11 أوت العشرات من المعطلين عن العمل. وبمرور الوقت ازداد عددهم، فما كان من البوليس إلا أن تدخل بوحشيّته المعتادة (ضرب، قنابل مسيلة للدموع...) واعتقل حوالي 30 مواطنا...

تعميق الجهويّات والضغائن

لاحظ أهالي الحوض المنجمي خلال الحملة القمعيّة التي يتعرّضون لها منذ شهر جوان الماضي بالخصوص أنّ معظم أعوان الأمن الذين استخدمهم نظام بن علي في هذه الحملة ينتمون إلى الجهات الشماليّة من البلاد (خصوصا الشمال الغربي والوسط الغربي) حتى لا يشعروا بأيّ حرج في قمع الناس، بل إنّ العديد منهم لمّا عاد إلى مركز عمله كان يقدّم الفظاعات التي ارتكبها على أنها "بطولات". وما من شك في أنّ هذا الأسلوب من شأنه أن يغذي الكراهية ويعمق الضغائن بين الجهات.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني