الصفحة الأساسية > البديل الوطني > أنفلونزا الاعتداءات
أنفلونزا الاعتداءات
22 تموز (يوليو) 2009

تعدّدت الاعتداءات في الآونة الأخيرة على الناشطات والناشطين في المجالات الحقوقية والسياسية والإعلامية. فمنذ ما يزيد عن الأسبوعين وتحديدا يوم الثلاثاء 23 جوان 2009 اعتدى جمع من المسؤولين الأمنيين بمطار تونس قرطاج على الأستاذين راضية النصراوي وعبد الرؤوف العيادي إثر عودتهما من جينيف حيث حضرا مؤتمر المهجرين التونسيين. وعلى غير عادتها لازمت السلطات الصمت حيال هذا الاعتداء ولم تعمد كعادتها إلى التكذيب واتهام المعنيين باختلاق "أفلام" لـ"جلب الاهتمام" و"التباكي" لدى "المنظمات الأجنبية". وبنفس المناسبة تم الاعتداء على الأستاذ عبد الوهاب معطر بمطار صفاقس واحتجز الأستاذ سمير ديلو حوالي الساعة بمطار تونس قرطاج.

وفي مطلع الأسبوع الماضي عمدت ميليشيات الحزب الحاكم بسيدي بوزيد إلى الاعتداء على وفد من الحزب الديمقراطي التقدمي بقيادة الأمينة العامة السيدة ميّة الجريبي تحوّل إلى قرية "الهيشرية" لزيارة وحيد براهمي عضو الحزب الذي أطلق سراحه من السجن أخيرا. وقد تم هذا الاعتداء الآثم تحت مراقبة أعوان الأمن الذين بدأوا كأنهم يؤطرون الاعتداء الذي طال قيادي الحزب الديمقراطي كما طال سياراتهم. وقد ردّت السلطة بوقاحة شديدة مدعية أن قياديي الديمقراطي استفزوا الأهالي و"اعتدوا عليهم" فما كان منهم إلا أن ردّوا الفعل دفاعا عن كرامتهم !!

وفي ليلة 2 جويلية الجاري عمد "مجهولون" إلى خلع المحل التجاري للمناضلة عفاف بن ناصر، زوجة المناضل الفاهم بوكدوس، مراسل قناة "الحوار التونسي" المحكوم غيابيا بـ6 سنوات سجنا من أجل قيامه بواجبه الإعلامي. وقد سرق المعتدون محتويات المتجر. ولم ينسوا أخذ صورة الفاهم بوكدوس الموجودة بأحد الرفوف معهم. ويوجد متجر عفاف بن ناصر على بعد أمتار من مركز أمني. ولا يوجد شك في أن الجناة هم من أعوان الجلادين محمد اليوسفي، رئيس فرقة الإرشاد بقفصة وسامي اليحياوي رئيس الإقليم. كما أن الهدف واضح وهو حرمان المعنية من مورد رزقها الوحيد.

هذه الاعتداءات الثلاثة تعكس مدى تدهور الوضع السياسي ببلادنا أشهرا قليلة قبل مهزلة الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تنظمها الدكتاتورية الخريف القادم، والتي تهدف من ورائها إلى التمديد لبن علي لخماسية أخرى وإعادة إنتاج الديكور الديمقراطي في إطار هيمنة التجمع الدستوري على المؤسسات التمثيلية. وفي هذا الإطار تحاول الطغمة النوفمبرية ترهيب المناضلات والمناضلين وثنيهم عن القيام بأي نشاط من شأنه أن يفسد مخططاتها. ولا يوجد من حل لمواجهة هذا الوضع غير مواصلة النضال بصفوف موحدة.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني