الصفحة الأساسية > البديل النقابي > الاستمرارية في الرداءة
الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة:
الاستمرارية في الرداءة
نيسان (أبريل) 2005

التأم مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة يوم إضراب الأساتذة 16 مارس 2005 غير معدل ساعته على ردة فعل الشارع والشغالين إثر نبأ زيارة مجرم الحرب شارون لبلادنا وغير مكترث بالمشاعر القومية المعادية للصهيونية والتطبيع بل على العكس تماما عمل على طمسها وكبت تعبيراتها بتصديه لإضراب الأساتذة والعمل على إفشاله ملتزما بتعليمات السلطة العميلة والمعادية للحريات النقابية. التأم هذا المؤتمر الباهت الخالي من أي صراع للبرامج النقابية للمترشحين وأي جدل نقابي حول الملفات الاجتماعية الساخنة ما عدا بعض التدخلات القليلة جدا لتفرز تكمبينات المواقع قائمة من التجمعيين وعملائهم عرفت في الجهة بتورطها في الفساد ومعاداتها لعمال صوتاباكس وخذلانها لأفواج التسريح من عمال النسيج والسياحة وAMS وSTIAو"أثاث الزاوي" و"الأثاث المشخص" و"حليب تونس" وغيرها من المؤسسات التي ترزح تحت الخصخصة أو مهددة بالتفويت. وحتى العناصر الجديدة فبعضها قايض دخول المكتب التنفيذي بتكسير إضراب الأساتذة وبعضها الآخر عرف بميولاته "الإسلاموية" التي يخفي بها تواطؤه مع السلطة. والبقية إما نكرات غير ممثلين لقطاعاتهم أو موالين يبحثون عن التمعش من الجهاز والتفرغ النقابي.

التأم هذا المؤتمر ليكشف أيضا عن حجم النقابيين الديمقراطيين ونياباتهم المحدودة وما آل إليه وضعهم من ضعف وتشتت وتحالفات انتهازية (دشاترة+وطنيون ديمقراطيون+متخونجين) في قائمة "منافسة" ظل فيها رموز الفساد والدعارة والرشوة و"القوادة" يشار إليهم بالإصبع ولا يجرأ النقابي النزيه والصادق على مجالسة أغلبهم في المقاهي فما بالك بالالتقاء بهم في قوائم انتخابية. النتيجة المنطقية لهذه الأوضاع النقابية المتردية عند عموم النقابيين هي اليأس من التغيير النقابي والإحباط بل وهجران دار الاتحاد أصلا وهو الهدف عينه الذي تبحث عنه السلطة وبالتالي فإن أشواطا كبيرة وعملا شاقا مضنيا ينتظر كل النقابيين النزهاء الصادقين من الآن فصاعدا وحتى المؤتمر القادم. ويبدأ هذا العمل الشاق بالنقد والنقد الذاتي وتكتيل كل العناصر المناضلة والنزيهة وغير المورطة مع التجمعيين وعملائهم وغير الساعية إلى التموقع الانتهازي من أجل إيجاد أرضية عمل نقابي دنيا تعمل على إبرازهم كقوة جديدة ضد الدساترة والخوانجية الجدد المتاجرين بالمسألة القومية والإسلام ودعاة "الوطنية والديمقراطية".

إن ما يحدث في جهة المنستير أو القيروان من محاولات جدية للعمل النقابي –سواء أدى ذلك إلى نتيجة ملموسة أو شكّل نواة أولية- يعد درسا بليغا لأصدقائنا ورفاق دربنا النقابيين. أما التمادي في الانفراد بالممارسة الانعزالية وملء الفراغ بأشباه النقابيين فلن يخدم إلا السلطة والبيروقراطية وحلفائها من فرق "الكتائب" التي تسجل كل يوم تقدما ملحوظا على حساب الديمقراطيين.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني