الصفحة الأساسية > بديل الشباب > بصدد مهماتنا الطلابية الملحة
رسالة اتحاد الشباب الشيوعي التونسي إلى مكونات الحركة الطلابية :
بصدد مهماتنا الطلابية الملحة
10 كانون الثاني (يناير) 2004

رفاقنا مناضلي الأطراف والحساسيات السياسية بالجامعة،

رفاقنا أعضاء الهياكل النقابية الشرعية،

جماهيرنا الطلابية المناضلة،

نتوجه إليكم قصد تعميق الرأي والنقاش حول مشاغل حركتنا الطلابية المجيدة ومنظمتها النقابية: الاتحاد العام لطلبة تونس التي تمر اليوم بوضعية قلما عرفتها حتى في فترة النضال شبه السري بعد الانقلاب الدستوري في مؤتمر قربة 1971. إن ما تعيشه الحركة الطلابية وأداتها النضالية من أوضاع استثنائية يجب أن يكون في رأينا منطلقا للتفكير في هذا الواقع تشريحا وتشخيصا وتصورا للحلول والبدائل. إن الحركة الطلابية اليوم متأهبة أكثر من أي وقت مضى للنضال الذي نريده نضالا منظما، ديمقراطيا تقدميا. كما نريد من هذه الحركة أن تكون فصيلا فاعلا في معركة شعبنا من أجل الحرية والكرامة والتقدم، وجزءا حيا في حركة الشبيبة الطلابية العربية والأممية المناضلة من أجل الغد الأفضل لشعوب وأمم العالم على أنقاض الامبريالية والصهيونية والرجعية الدولية مهما كانت اتجاهاتها وأغلفتها.

إن الشباب لايزال يشكل قوة دفع هائلة للمشاريع التقدمية والأصيلة وهو يتصدر اليوم النضال في فلسطين والعراق، ونضالات الشعوب والطبقات المقهورة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا من أجل الديمقراطية والحرية، كما يتصدر حركة النضال ضد العولمة الرأسمالية وضد ا لحرب والعدوان في تحركات جماهيرية عارمة تربط رأسا مع أمجاد الطبقة العاملة وتعبيراتها الثورية مما يؤكد بما لا جدال فيه أن عجلة التاريخ لم تتوقف وأن "التاريخ لم ينته"، بل إن الإنسانية التقدمية قادرة على تجاوز انتكاساتها والخروج منها بأكثر قوة وبأكثر إصرار وقناعة بأن غد الإنسانية سيكون حتما أفضل بتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية.

إن المطروح على حركتنا وعلينا نحن بالذات كشباب طلابي تقدمي كثير. لكن حتى نكون عمليين يجب أن نتحلى بالموضوعية والواقعية. فوضع الحركة اليوم ليس كما نريده إن حركتنا لاتزال تعاني آثار عقد التسعينات الأسود الذي شكل منعرجا في واقع الحركة الطلابية وواقع الشعب التونسي عموما إننا نقصد عقد القمع والتدجين والحصار والمحاكمات، والذي رغم تأثيراته الملموسة في الحركة الطلابية وأداتها النقابية فإن مناضلي الاتحاد ومختلف الأطراف والحساسيات المناضلة سفهوا أحلام الدكتاتورية في إخماد صوت الطلاب، فكانوا قلبا نابضا في السجون ومعينا لا ينضب في ساحات الكليات دفاعا عن حرمة الجامعة وهوية الطالب. وإنه على صخرة صمود أبطال حركتنا وأبطال شعبنا تحطمت المؤامرات والمخططات الرجعية التي كانت تهدف إلى فرض صمت المقابر حتى تتحصن مصالح الثراء والاستغلال والعمالة.

إن حركتنا التي تعتز بنضالاتها والتي يربط جيلها الحالي مع أمجاد السبعينات والثمانينات، والذي تؤشر نضالات السنوات الأخيرة أنها لن يموت، مطالبة اليوم برفع التحديات وإنجاز المهام الملقاة على عاتقها. وحتى يكون فعلنا الجماهيري، النقابي والسياسي والثقافي، منظما، لا بد من مواصلة النضال من أجل فرض الأهداف المرحلية والمباشرة المتمثلة في:
-  فرض حرية النشاط النقابي والسياسي والثقافي المستقل داخل الكليات والأحياء والمطاعم الجامعية.
-  استنهاض الحركة الطلابية لتقوم بواجباتها تجاه القضايا الوطنية والقومية والأممية العادلة.
-  استعادة الاتحاد العام لطلبة تونس وتحريره نهائيا من الأسر اليميني الانتهازي عبر إنجاز المؤتمر الجماهيري، الديمقراطي الممثل والمستقل.

إننا نعتقد أن هذه المهام المذكورة هي عنوان المرحلة وهدف نضالنا المباشر سواء كهياكل نقابية أو أطراف سياسية أو كعموم حركة.

رفيقاتنا، رفاقنا، زميلاتنا، زملائنا:

إن المشكل الجماعي لا بد له من حل جماعي، وقضايا الجامعة اليوم تهم كل مكونات الجسم الطلابي (فضلا عن الأساتذة والعملة) لذلك نرى لزاما علينا جميعا أن ننخرط في هذه القضايا تفكيرا وتنفيذا.

إن أشرق لحظات الحركة كانت دوما تلك التي تتجمع فيها كل الطاقات الصادقة فيكون دائما الانتصار، وإذا كنا اليوم تقدمنا خطوات هامة على درب العمل المشترك وتوحيد الموقف في علاقة بالمشاغل المشتركة، فإن هذه الخطوات تظل متواضعة مقارنة بحجم ما هو مطروح، لذلك فإننا نقترح الآتي كمحاور عمل مباشر، وهي أفكار نطرحها للنقاش بين مكونات الحركة الطلابية التي ندعوها جميعا للنقاش المباشر والعلني كما ندعوها لتوثيق وكتابة مواقفها حتى يتيسر النقاش وتتحقق الوحدة.
-  إن المدخل لطرح قضايا الحركة الطلابية بقصد استنهاضها وتثوير طاقاتها النضالية يمر عبر الإمساك بحلقة الأداة النقابية باعتبارها ممكنة التحقق لو توفرت جملة من الشروط الأساسية. والإمساك بهذه الحلقة لا يتم بمعزل عن فعل الحركة ونضالها. وبالتالي فإن المهمة المباشرة التي لا تحتمل أي تأجيل هي مهمة استرجاع الاتحاد العام لطلبة تونس، مستقلا مناضلا ديمقراطيا وممثلا. وضمانة هذا الهدف هو المشاركة الفاعلة للقواعد الطلابية وطلائعها المناضلة التي أنجزت في العام المنقضي جزءا هاما من الانتخابات القاعدية والتي لا نرى أي مبرر لمزيد تأجيل إنجاز البقية الباقية منها.
-  تفعيل النقاش بين مكونات الحركة الطلابية المعنية بهذا المسار النقابي وذلك بدون أي استثناء، ونقترح أن يكون الهدف المباشر لهذا النقاش هو تحيين الموقف النقابي مع اعتبار التطورات الحاصلة وذلك بأفق إنجاز المؤتمر الوطني للاتحاد الذي على الهياكل القيادية للمنظمة الطلابية تحديد تاريخه في أجل قريب.
-  إنجاز بقية الانتخابات القاعدية بنفس الروح التي قادت إنجاز الانتخابات السابقة أي روح التمثيلية النضالية لكل الطاقات المناضلة في الأجزاء الجامعية.
-  الانطلاق في الإعداد المادي والسياسي لإنجاز المؤتمر الوطني في جزء جامعي وتحمل المسؤولية الأدبية والسياسية كاملة أمام الجماهير الطلابية والتاريخ في فرض هذا الإنجاز بكل الطرق الممكنة. إن الأطراف السياسية لن تعوض بأي حال الهياكل النقابية المنتخبة، لكننا نرى في الأطراف ومناضليها الدعامة الأساسية للنضال الطلابي الذي تشابك تاريخه مع تاريخ الأطراف والفعاليات النقابية والسياسية، وتزداد مهمة الأطراف أهمية في مثل هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به الحركة الطلابية وأداتها النقابية.
-  فيما يتعلق بالإعداد لإنجاز المؤتمر نقترح على نوابه أن تكون كل اللوائح مشتركة، أي أن تكون محصلة تفكير جماعي وبروح تكرس الوحدة النضالية حول الأدنى النقابي والسياسي والثقافي…
-  كما نقترح أن يقنن مبدأ التمثيل النسبي في تشكيل كل الهياكل النقابية والاحتكام إلى نوع من التمثيل النضالي إذا حرم التمثيل النسبي البعض من التمثل في الهياكل القيادية للمنظمة، فالوضع استثنائي ويفترض مبادرات استثنائية.
-  وفي هذا الإطار نرى أن تكون القيادة المنبثقة عن المؤتمر المقبل ممثلة لمجمل الطاقات المناضلة في الحركة دون أي أغلبية لأي كان على أن تكون العضوية القيادية في الاتحاد على أساس الكفاحية والنضال الميداني.
-  إن "المؤتمر" المزعوم الذي أنجزه اليمين الموالي للسلطة في الصائفة المنقضية والذي أكد حتى رموزه على فشله، إنما يعزز المعسكر والوعي والبرنامج المضاد للسلطة وللكتلة التصفوية لذلك وجب الاستفادة من أخطاء العدو والخصم.
-  إن التوحد حول برنامج نقابي هو خطوة أساسية في اتجاه بعث الجبهة الطلابية التقدمية التي تعكس وعي الحركة الطلابية باللحظة التاريخية الراهنة وما تفرضه من مهمات ملحة للإنجاز. وبصدد ذلك نؤكد على ضرورة دعم وتطوير العمل الميداني المشترك مركزيا وجزئيا (تظاهرات، نضالات…).
-  إن النضال ضد السلطة واختياراتها اللاوطنية واللاشعبية واللاديمقراطية وضد "طلبتها" وبوليسها، والنضال ضد كل التعبيرات الرجعية والانتهازية سواء اليمينية المتطرفة (الحركة الظلامية) أو اليمينية ممثلة في كتلة اليمين التصفوي المعين على رأس منظمة الطلاب، يتنزل في إطار الحد الأدنى السياسي لأي التقاء بين الأطراف والحساسيات الطلابية.
-  إن معاداة الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية ومساندة طبقات وشعوب وأمم العالم المضطهدة ودعم نضال شعبنا البطل في فلسطين والمقاومة الشعبية المسلحة في العراق الصامد، هي التزامات جوهرية للحركة الطلابية وفعالياتها المناضلة.

اتحاد الشباب الشيوعي التونسي

نوفمبر 2003



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني