الصفحة الأساسية > البديل العالمي > بيان حول الأحداث في "التيبت"
حزب العمال الشيوعي الفرنسي:
بيان حول الأحداث في "التيبت"
15 نيسان (أبريل) 2008

نودّ التعرض للأحداث الجارية في التيبت على هامش الألعاب الأولمبية التي ستنظم في الصين في الصائفة القادمة وذلك من وجهة نظر ماركسية لينينية.

"التيبت" مقاطعة صينية. ويوجد شعب "تيبيتي" وهو يمثل أقلية قومية كسائر الأقليات القومية الأخرى المتواجدة في هذا البلد المترامي الأطراف. وتعيش في "التيبت" أقليات قومية عديدة من غير التيبت، ومن حقها أن تعيش في سلام ووفاق مع بعضها البعض ومع القومية التيبيتية. ولكن توجد حركات انفصالية تطالب باستقلال "التيبت" وإقامة نظام تيوقراطي ظلامي حول "الدايلي لاما". وقد وجد هذا الأخير كما وجدت تلك الحركات الانفصالية دعما دائما من الامبريالية الأمريكية التي استعملتها أداة لزعزعة استقرار الصين بل وحتى تفكيكها لأغراض لا علاقة لها، لا بمصالح الشعب "التيبيتي ولا بمصالح الشعب الصيني عامة.

وفي الحقيقة فإن الأحداث الأخيرة التي اندلعت في "التيبت" ليست عفوية بالمرة. إن التغطية الإعلامية التي حظيت بها هذه الأحداث من قبل وسائل الإعلام الامبريالية التي تلازم الصمت كلما تعلق الأمر بنضالات شعوب أخرى وبالأحرى الشعبين الفلسطيني والعراقي تؤكد أن الامبريالية الأمريكية والقوى الامبريالية الأخرى تحشر أنفها في هذه القضية بهدف إضعاف الصين ونظامها السياسي بكل الوسائل من أجل فتح السوق الصينية على مصراعيها أمام بضائعها واستغلال الثروات الطبيعية الكبيرة لهذا البلد الشاسع. إن الامبرياليين يفعلون ذلك رغـم أن لهم مصالح كبيرة مع نظام هذا البلد الذي دفع به ساسته نحو رأسمالية متوحشة انجر عنها تفقير قطاعات واسعة من المزارعين والعمال وجزء من الشباب. ولكن القادة الامبرياليين الذين يسهمون في تطوير الرأسمالية في الصين وينتفعون منها، يخشون في نفس الوقت ظهور منافس عتيد لهم بمثل حجم هذا البلد.

وإننا نجد نفس التناقضات في السجال الدائر حول الألعاب الأولمبية ومقاطعتها. فالامبرياليون يريدون من جهة كسب أرباح كبيرة من هذه الألعاب ومن جهة أخرى إعطاء دروس في الديمقراطية. وبطبيعة الحال عندما يكون بوش أو ساركوزي هما اللذان يعطيان هذه الدروس فمن حقنا أن نقول لهما "لستما أنتما الحقيقين بإعطاء دروس في الديمقراطية".

ومن الواضح أن القادة الصينيين لن يتركوا هذه الأحداث، الجارية بالتيبت بدعم من الامبريالية، تتطور دون أن يردوا الفعل. إن ردة فعلهم ستكون متناسبة لطبيعتهم الطبقية، فهم يمثلون بورجوازية متغلفة بغلاف الشيوعية، ولا تتورع عن القيام بأي شيء للدفاع عن مصالحها.

نحن لا نساند مطلب الانفصال الذي تدعو له قوى رجعية. ولكننا نقول إن حقوق التيبيتيين وكافة شعوب الصين ينبغي أن تحل بطرق سياسية وإن القمع لا يحل أي مشكل.

حزب العمال الشيوعي الفرنسي

31 مارس 2008



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني