الصفحة الأساسية > البديل الوطني > رياح الردّة تشتدّ
رياح الردّة تشتدّ
11 آب (أغسطس) 2011
صوت الشعب - العدد 11 الخميس 11 أوت 2011

يوجد اليوم أكثر من سبب يجعل الشعب التونسي يحس أن ثورته تتعرض لعملية التفاف خطيرة.

إن أعمال العنف المبرمجة التي تهدف إلى ضرب وحدة الشعب أصبحت دورية. فبعد تونس والقصرين والكاف وسليانة والمتلوي وقفصة وسيدي بوزيد ومنزل بورقيبة جاء دور جبنيانة وجندوبة. ورغم أن المتسببين في هذه الأعمال من بقايا «تجمع» وبوليس سياسي ومافيات نظام بن علي معروفون فإن الحكومة لا تفعل أي شيء لكشفهم للرأي العام بل إنها تستغل الوضعية لإعادة سطوة البوليس على المجتمع وترهيب المواطنين وممارسة التعذيب.

ومن ناحية أخرى فإن عملية محاسبة رموز الاستبداد والفساد والقتلة تحولت إلى مهزلة تبين أن لا نية للحكومة والقضاء، الذي مازال كما كان في عهد بن علي، في تتبع هؤلاء. وفي نفس الوقت عادت ميليشيات «التجمع» إلى النشاط في أكثر من مكان وخصوصا في المناطق الريفية بعد أن تبين للقاصي والداني أن عملية حل هذا الحزب هي عملية شكلية ما دام الباب قد فتح له ليعود إلى الساحة في أثواب جديدة وبقيادة بعض رموزه السابقين.

ومن ناحية ثالثة فإن الهجوم على لقمة عيش الكادحين اتخذ أبعادا خطيرة خصوصا في شهر رمضان الحالي. فغلاء الأسعار بما في ذلك أسعار المواد الغذائية، رغم «صابة» هذا العام، لا يطاق ولا تفعل الحكومة أي شيء للتصدي له وحماية المقدرة الشرائية للعمال والأجراء وضعاف الحال. وفي نفس الوقت يزداد الحال سوء في الجهات المهمشة والفقيرة التي لعبت دورا حاسما في الثورة وفي إسقاط بن علي وكأنها اليوم تعاقب على ذلك الدور.

وفي مثل هذه الأوضاع بات الناس يتساءلون عما إذا لم تكن ثمة مخططات، باتفاق مع قوى أجنبية، للالتفاف، بهذه التعلة أو تلك، على انتخاب المجلس الوطني التأسيسي رغم التأكيدات الرسمية بالتمسك بتاريخ 23 أكتوبر. وقد بدأت جهات عدة تسوق لبعض السيناريوهات مثل الاستعاضة عن هذه الانتخابات بإجراء استفتاء حول مشروع دستور تعده لجنة خبراء أو حتى حول دستور النظام السابق مع إدخال تحويرات عليه. وبهذه الصورة يتم الإجهاز على مطلب من أهم المطالب التي فرضتها الثورة بعد إسقاط بن علي.

وفي كلمة فإن رياح الردة تشتد هذه الأيام والمخاطر التي تهدد الثورة التونسية بالإجهاض كثيرة ومتأكدة. ولا يوجد من طريق للتصدي لها غير تنظيم الصفوف والتعبئة الشعبية. وهنا تطرح مرة أخرى مسؤولية القوى الثورية فهل هي واعية بدورها ومستعدة لتحمله أم لا؟ سؤال لا بد من الجواب عليه قبل فوات الأوان.

صوت الشعب



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني