الصفحة الأساسية > البديل العربي > طعم تسوية الملف الفلسطيني طعم فاشل
طعم تسوية الملف الفلسطيني طعم فاشل
13 آب (أغسطس) 2006

عندما شرعت الولايات المتحدة الأمريكية صائفة سنة 1990 بحشد الدعم للحرب التي ستشنها بعد بضعة أشهر على العراق كان الرئيس بوش الأب على يقين من أن تلك الحرب ستؤجج مشاعر الكراهية ضد الولايات المتحدة الأمريكية لدى الشعوب العربية فأشار عليه خبراؤه ومستشاروه بإعلان مبادرة "جريئة" لحل النزاع العربي الصهيوني لتهدئة الخواطر والتخفيف من شعور الغضب لدى الجماهير العربية وتيسير أمر مشاركة بعض الأنظمة العربية (مصر وسوريا) في قوات الحلف الدولي الثلاثيني "لتحرير الكويت" ثم غزو واحتلال العراق. عندئذ أعلن بوش الأب التزام البيت الأمريكي بمبدأ دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل "لتتعايشا في سلم واستقرار". ووعد ببعث مسار التفاوض حول هذا المشروع كمقدمة لتمرير الحرب على العراق. ثم كان مؤتمر مدريد ومفاهمات أوسلو التي ولئن مكنت الفلسطينيين، أي منظمة التحرير الفلسطينية، من العودة إلى الضفة والقطاع فإن مشروع الدولة الفلسطينية لم يكتب له أن يرى النور جراء التعقيدات الموضوعة له.

وعندما بدأ بوش الابن، الرئيس الأمريكي الحالي، في ترويض العالم للقبول بالحرب الثانية على العراق شهر ماس 2003 أعلن مرة أخرى مبادرته لحل النزاع العربي الصهيوني بصفة نهائية ودائمة بغاية صرف اهتمامات الشارع العربي عن تلك الحرب وبث الوهم لديه باقتراب ساعة قيام الدولة الفلسطينية بما يخلق لديه عزاء عما ستقترفه آلة الحرب الأمريكية-البريطانية المدمرة من جرائم في حق الشعب العراقي الشقيق. وكذا أعاد التاريخ نفسه بشكل مهزلي مفضوح. ولكن السنوات المنقضية أثبتت أن لا وعود الأب ولا الابن تجسمت لأن النية تتجه أصلا نحو تعزيز هيمنة الربيب الصهيوني في المنطقة وليس تمكين الفلسطينيين حتى من دويلة مهزلة على شاكلة ما أوصت به خارطة الطريق واللجنة الرباعية.

وفي هذه الأيام وقد شنت آلة الحرب الصهيونية حربها المدمرة على لبنان عاد الحديث مجددا على لسان وزيرة الخارجية الأمريكية عن ضرورة حل النزاع العربي الإسرائيلي مذكرة بمبادرة الرئيس بوش الابن التي ظلت حبرا على ورق. وكان واضحا أن تصريحات رئيسة الدبلوماسية الأمريكية إنما تهدف أولا إلى تبرير وقوف بلادها ضد أي قرار دولي لوقف إطلاق النار وتمكين الكيان الصهيوني من كل الوقت الكافي لتدمير لبنان وإعادة احتلال جنوبه. وثانيا للتبشير بما أعلنته من أن الحرب الحالية هي الفرصة الأنسب لتشكيل "شرق أوسط جديد" من المنظور الأمريكي الصهيوني.

وهكذا أضحت القضية الفلسطينية والوعود "بتسويتها" هي المقدمة والأداة لتمرير المشاريع الهيمنية الأمريكية على المنطقة وللتغطية على الأعمال التوسعية والإجرامية التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين أولا وكافة الشعوب العربية المجاورة ثانيا. ولكن الشعوب العربية التي امتلأت نقمة وكراهية ضد الأمريكان والصهاينة ما عادت تنجر وراء هذا الطعم الملغوم لولا خيانة أنظمتها التي لجمتها عن الإفصاح عن تلك النقمة وتلك الكراهية.

ملاحظة

الدويك هو رئيس البرلمان العربي الوحيد المنتخب ديمقراطيا

لا أحد من رؤساء برلمانات العرب تحرك بصفة فعلية للمطالبة بإطلاق سراح رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عز الدين دويك الذي اختطفه الصهاينة. إنهم محقون في ذلك فالدويك ليس منهم! باعتبار وأنه رئيس البرلمان العربي الوحيد المنتخب انتخابا ديمقراطيا في حين أن "زملاءه" العرب وصلوا عن طريق التعيين أو عن طريق انتخابات صورية.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني