الصفحة الأساسية > البديل الثقافي > إحياء الذكرى الأولى لرحيل الطاهر الهمامي
إحياء الذكرى الأولى لرحيل الطاهر الهمامي
4 تموز (يوليو) 2010

نظمت عائلة الفقيد الشاعر والمناضل، الدكتور الطاهر الهمامي، الذكرى الأولى لوفاته وذلك يوم الاثنين 21 جوان 2010 على الساعة السادسة مساء بمنزل شقيقه الرفيق حمه الهمامي في جوّ من المراقبة البوليسية المضروبة على المنزل.

حضر عدد من أصدقاء الفقيد ومن زملائه الذين عايشوه وخبروا معدنه وقيمته ودوره في الساحة الوطنية ساء في المجال الثقافي شاعرا محدثا وناقدا رصينا وهادئا وموضوعيا منحازا للأدب الواقعي الذي يلامس هموم الفئات الشعبية ومشاغل عامة الناس مسكونا بالهم الاجتماعي والنقابي والسياسي. أو في المجال النقابي مدافعا صلبا عن مصالح قطاعه وزملائه المادية والبيداغوجية. وقد انتقل بين نقابتي التعليم الثانوي والتعليم العالي متكبدا المصاعب في مهامه ومتعرضا للعقوبات المتنوعة دون أن يثنيه ذلك عن مواصلة طريقه بكل إصرار. أو في المجال السياسي وقد نشط طيلة سنوات حياته في صفوف اليسار التونسي وكان مدافعا عنيدا عن قيم الحداثة والتقدم ومساهما فعالا في إثراء الحياة السياسية كتابة ونقاشا. كما قضى بقية مشواره السياسي في صفوف حزب العمال الشيوعي التونسي مؤسسا ومناضلا في صفوفه الأولى ومنظرا سياسيا ومساهما في حياة الحزب الداخلية. كما عرف الفقيد بدوره في النشاط الحقوقي وخاصة في صفوف الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.

ورغم الحصار كان الحضور متميزا وهو ما يحسب للفقيد بعد موته إذ كان موحدا لكل الأطياف باختلاف مشاربهم السياسية والفكرية وهو ما دأب عليه طيلة حياته. وقد تداول على الكلمة مجموعة من الحضور الذين عددوا مناقب الفقيد. ونشـّط الأستاذ جلول عزونة اللقاء وهو زميله في الإبداع وفي النضال الثقافي والمهني. كما تدخل كل من السادة علي بن سالم رئيس "ودادية قدماء المقاومين" والسيد أحمد ابراهيم الأمين الأول لـ"حركة التجديد" الذي اعتبر الطاهر الهمامي مكسبا وطنيا على البلاد أن تفخر بأمثاله، والسيد المختار الطريفي رئيس "الرابطة التونسية لحقوق الإنسان"، والباحث الجامعي الأستاذ صالح الحمزاوي. أتت الشاعرة فضيلة الشابي على سيرة الفقيد وتجربة تأسيس الطليعة الأدبية والمراحل التي مرت بها هذه التجربة التي مازالت في حاجة إلى الدرس والتمحيص وترى أن التجربة لم تأخذ حظها. كما أكد السيد محمد الحبيب مرسيط على علاقته بالطاهر الهمامي في "سنوات الجمر" وما تخللها من فترات صعبة ولكنها ستظل قائمة في الذاكرة.

وكانت كلمة الرفيق عبد المومن بلعانس إضاءة على حياة الطاهر الهمامي السياسية ونضاله في حزب العمال مبينا الدور الجبار الذي كان يقوم به الفقيد في حياة الحزب.

وقد تخلل اللقاء شهادة القاص والمناضل رضا البركاتي حول دور الطاهر الهمامي في عالم الإبداع، ساردا بعض الطرائف في علاقته بالفقيد، كما قام الشاعر سمير طعم الله بقراءة شعرية أهداها إلى روح الفقيد.

وقد تم اللقاء في جوّ حميمي رغم ضيق المكان وكان من المفروض أن تفتح الفضاءات العمومية لإحياء مثل هذه الذكرى لكن نظام بن علي دأب كعادته على محاصرة المناضلين والمبدعين أمواتا وأحياء.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني