الصفحة الأساسية > بديل الشباب > الاتّحاد والشّرعيّة و"تفهّم" السّلطة
شؤون طلابية:
الاتّحاد والشّرعيّة و"تفهّم" السّلطة
14 حزيران (يونيو) 2009

عاشت الجامعة التونسية في الفترة الأخيرة أحداثا هامّة وخطيرة ليس من السهل تجاهلها وتجاهل مدى انعكاساتها على مستقبل النضال الطلابي والحركة الديمقراطية بصفة عامة. فقد أصرّت السلطة على عدم تلبية مطلب مجموعة من مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس، وضعوا حياتهم في الميزان من أجل حقهم في الترسيم بعد طردهم تعسفا بسبب نشاطهم النقابي وحرمانهم من حقهم المشروع في الدراسة، رغم تواصل إضرابهم عن الطعام طيلة شهرين وتضامن جميع الأحرار داخليا وخارجيا معهم.

كما جنّدت الدكتاتورية النوفمبرية ترسانتها البوليسية الرهيبة لمنع انعقاد المؤتمر 25 الموحد للاتحاد ولم يقلقها قرب موعد انتخابات 2009 المهزلة ولا افتضاح أمرها لدى الجميع والحرج الذي قد يصيب المتواطئين معها والذين يريدون إيجاد المبررات والتعلات لدعمها والوقوف إلى جانبها. فحاصرت المؤسسات الجامعية ومنعت المناضلين من الانتقال إلى بنزرت وإلى تونس العاصمة ومنعت المسؤولين النقابيين، بما فيهم الأمين العام، من الدخول إلى مقر الاتحاد وأجبرتهم على إخلائه.

وإن كان ذلك ليس بغريب عن الدكتاتورية بحكم طبيعتها المعادية لأبسط نفس ديمقراطي معارض ومحاصرة كافة مكونات المجتمع المدني وشلّ أنشطتها وهو ما دأبت على تكريسه باستمرار وبشهادة القاصي والداني، فإن ما يثلج الصدر حقا هو إصرار مناضلي الاتحاد على التحدي وتمسّكهم بحقوقهم وعدم رضوخهم للأمر الواقع وكلهم قناعة أن الارتهان لإرادة السلطة واستمداد الشرعية من رضاها لا يخدم مصلحة الطلبة والحركة الديمقراطية في شيء، وهم الذين خبروا عنجهيتها من خلال ما تعرّضوا له بصفة مستمرة من قمع ومجالس تأديب جائرة ومحاكمات مفبركة وتجاهل لأبسط الحقوق المادية والدراسية.

ورغم ذلك فإن الأوهام مازالت تعصف بالبعض وتدفعه للتغريد خارج السرب فيتحدث عن تفهّم سلطة الإشراف، حتى وإن كان ذلك متزامنا مع هجمتها الشرسة على المناضلين ومحاصرتها الجامعة. وتفتح لهم الجرائد الصفراء صفحاتها وهي التي تأتمر بأوامر البوليس السياسي ووزارة الداخلية ولا تسمح بنشر إلا ما تعتبره يتماشى والسياسة العامة ليدينوا "التطرّف" و"التوظيف" و"الإنقلاب" والتخلي عن "هوية المنظمة" موفـّرين الغطاء لتدخل السلطة السافر في شؤون الاتحاد الداخلية.

إن الاتحاد العام لطلبة تونس منظمة مستقلة ديمقراطية ومناضلة تستمد شرعيتها من قواعدها ودفاعها عن مصالح الطلاب. ومنظمة بهذه الصفات من الطبيعي أن تكون علاقتها بسلطة دكتاتورية قائمة على قاعدة الصراع وموازين القوى والعكس استثناء. وتاريخ الحركة الطلابية الطويل والمجيد خير شاهد على ذلك. وليس هناك طريق لتحقيق المطالب وفرض المكتسبات إلا بتعبئة الجماهير الواسعة والاعتماد عليها. وطريق التواطؤ والمهادنة طريق مسدودة ومضرّة.

إن الدكتاتورية القائمة تغذي الخلافات داخل الحركة الطلابية والاتحاد العام لطلبة تونس لتعطّل نشاطه وتمنع تطوره وتحرم بالتالي الجماهير الطلابية من أداة نضالية فعالة، وهو ما يدعو إلى اليقظة الدائمة وعدم فقدان البوصلة وإبقاء الأيدي ممدودة للجميع للالتحاق بصف النضال.

فهل ننجخ في تجاوز الفئوية الضيقة وتلبية نداء الواجب النضالي؟ لا شك أن ذلك ليس سهلا في ظل أوضاع شائكة ومعقدة وسلطة لها من الإمكانيات ما يمكنها من شراء الضمائر واختراق العديد من الأطراف النقابية والسياسية ولكنه أيضا ليس بالمستحيل. فإذا توفرت الإرادة الصادقة والوضوح الكافي أمكن الحد من تأثيرات الفئوية إلى أبعد الحدود وتلافي أضرارها على الحركة والاتحاد.

- جميعا من أجل إنجاز المؤتمر الموحّد
- حريات سياسية، لا إرهاب ولا فاشية
- عاشت نضالات الشبيبة الطلابية
- تسقط الدكتاتورية النوفمبرية
- عاش الاتحاد العام لطلبة تونس



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني